التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 12:12 ص , بتوقيت القاهرة

من شرق إفريقيا إلى غربها.. الإرهاب القطري يطوق القارة السمراء

لم تترك قطر قارة من قارات العالم الست إلا ووضعت بصمة إرهابها عليها، فبعد أن أخرجت أزمة الدوحة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ملفات دعم الإمارة الخليجية له، سرعان ما تكشفت خيوط المؤامرة القطرية، وإرهابها الذي بات يطوق دول العالم، ومن بينها دول القارة السمراء "إفريقيا".


ما بين تشاد وليبيا مرورًا بالكونغو وصولًا إلي تونس والمغرب، تتم عمليات قطر المشبوهة لدعم وتمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة في تلك الدول، وفي ضوء هذا يستعرض "دوت خليج" ملامح تورط قطر في دعم الإرهاب داخل إفريقيا، كالتالي:


تونس


أصبحت قطر لاعبًا رئيسيًا في تونس، وتتعرض لاتهامات عدة بالتورط في دعم الإرهاب وتمويل أطراف سياسية محسوبة عليها، بالإضافة إلى جمعيات ذات مرجعيات متشددة، إلى جانب اتهامها بالتورط في اغتيال شخصيات سياسية، وفي تسفير الشبان التونسيين للقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا، وفي تجنيد وسائل إعلامها لخدمة قوى سياسية بعينها، وتشويه كل من يعارض دور الدوحة المشبوه في تونس.


وبعد الإطاحة بنظام بن علي، قادت قطر حالة الفوضى في ليبيا، وجعلت من تونس مركزًا لعملياتها الداعمة للمليشيات المسلحة، كما سيطرت على ثلاثة مطارات في جنوبي البلاد، وهي مطارات رمادة وجربة وقابس، بالإضافة إلى ميناء جرجيس البحري، وحولتها إلى منافذ لتوريد الأسلحة والذخيرة، ثم تهريبها إلى ليبيا في صناديق تحمل شعارات الإغاثة والعمل الإنساني، كما عملت قطر على تجنيد العناصر الجهادية للمشاركة في الحرب ضد نظام القذافي، قبل أن تعود إلى تونس لتنطلق في تنفيذ مشروع قطر الآخر، وهو تحويل البلاد إلى إمارة إسلامية، يتقاسم حكمها الإخوان والسلفيون الجهاديون من أتباع تنظيم القاعدة، الذي اختاروا لجناحهم اسم "أنصار الشريعة".


ليبيا


كانت ليبيا هي أكثر الدول الأفريقية التى تأثرت سلبًا وتدميرًا بالدعم القطري للميلشيات الإرهابية على أراضيها، فقد تصدر إرهابيو تنظيم "القاعدة" الذين عادوا من أفغانستان المشهد السياسي، وأضحى الإرهابي عبدالكريم بلحاج محررًا لطرابلس في أعقاب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام معمر القذافي، وحصل على دعم لوجستي ومال من الدوحة.


ولعل من أشهر الأدلة على تورط قطر بالأحداث الإرهابية في ليبيا، كان مقتل السفير الأمريكي، جون ستيفينز، عندما تم مداهمة مبنى السفارة الأمريكية في بني غازي، من قبل جماعة إرهابية، تبين فيما بعد أنها مليشيا أنصار الشريعة، التي تم إنشاءها من قبل عدد من المتطرفين المنتمين في السابق لكتائب راف الله الصحاتي، والتي شاركت أيضًا في تحالف فجر ليبيا، والذي تم دعمه من قطر، عبر تهريب أسلحة ثقيلة له من خلال الأراضي السودانية.


الكونغو


أثارت خطوة افتتاح مكتب لمؤسسة "قطر الخيرية"، في عاصمة "جمهورية الكونغو" مخاوف السلطات المحلية ووسائل الإعلام في المدينة، وتساءل موقع "إم وندا" الكونغولي في تقرير له، عن ما تحاول قطر إخفائه في العاصمة برزافيل.


المخاوف الكونغولية يبررها تورط مؤسسة قطر الخيرية في نشاطات مشبوهة من بينها: تمويل الإرهاب تحت غطاء العمل الخيري، فيما تحدثت تقارير لوزارة الخزانة الأمريكية، ومؤسسات أمريكية، والاستخبارات الفرنسية أيضًا عن دعم الدوحة للإرهاب في 14 بلدًا إفريقيًا من خلال المؤسسات الخيرية.


مالي


إرهاب قطر امتدت أصابعه إلى مالي، رغم أن دور الدوحة ظل غامض وغير معروف لدى كثير من المراقبين للوضع الأمني في المنطقة، لكن في يونيو عام 2012 نقلت أسبوعية "لوكانار أنشينه" الفرنسية، عن مصادر استخباراتية فرنسية، أن أمير قطر منح مساعدات مالية للجماعات الإرهابية المسلحة التي احتلت شمال مالي، دون أن تذكر قيمة هذه المساعدات وطريقة منحها. 


وفي الشهر ذاته بدأ الجدل يحتدم في فرنسا حول الدور الذي تلعبه قطر في بزوغ نجم الجماعات المتطرفة بمالي. وبعد نحو شهر من هذا التاريخ وجه سادو ديالو، عمدة مدينة جاو في شمال مالي، اتهامات لقطر بتمويل المتشددين عبر مطاري غاو وتنبكتو، وتمويلهم تحت غطاء المساعدات الإنسانية والغذائية، حسبما نقل موقع "العين" الإماراتي.


وقال عمدة "جاو" في حديث لإذاعة "آر تي إل" آنذاك إن "الحكومة الفرنسية تعلم ذلك"، مضيفًا أن السلطات الفرنسية كانت على علم بتصرفات القطريين في شمال مالي.


الصومال


قدمت الدوحة من خلال كيانات مصنفة إرهابية، الدعم للمتمردين في الصومال من جانب، ومن جانب أخر أعلنت أنها ترعى المصالحة الوطنية بين الطرفين.


وقال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريحات له مطلع العام الجاري، إن بلاده ستدعم الحكومة الصومالية لتحقيق المصالحة الوطنية، واستعملت الدوحة بشكل مكثف مصادرها المالية للتربح من الصراعات الدائرة في منطقة القرن الإفريقي لبسط نفوذها في تلك المنطقة.


وأشار تقرير معهد الدراسات الأمنية الإفريقية، إلى أن دخول قطر إلى إفريقيا ومنطقة القرن الإفريقي تحديدًا كان من أجل بسط السيطرة على أحد أهم المناطق التي تؤثر على الملاحة البحرية في المنطقة، وقامت بالتدخل في صراعات بين كل من السودان وأريتريا، والصومال وإثيوبيا، وأريتريا وجيبوتي.


المغرب


سلط الباحث عبد الحبيب الأسود، الضوء على تمويلات قطر للأحزاب الإخوانية في المغرب العربي، لتحويلها لأذرع تابعة لها، وأكد في مقال له عبر "بوابة إفريقيا"، يوليو الماضي، أن قطر قامت بدعم قوى الإسلام السياسي بمختلف توجهاتها في المغرب الغربي، لأنها ترى فيهم الطرف الأكثر جاهزية لتولى حكم البلاد على – حد تصورها -.


وأشار" الأسود" إلى التقارير الإعلامية الجزائرية التي كشفت عن مخطط الإخوان لتدمير منطقة المغرب الغربي، ورصدت صحيفة "الفجر" اليومية أن أتباع التنظيم بقطر تبرعوا بمبلغ ملياري دولار، لدعم المنابر الإعلامية للتنظيم في كلا من تونس والمغرب والجزائر.


ويؤكد المقال أن تلك التمويلات تنتمي في معظمها إلى رجال أعمال الإخوان، وأن هذه الأموال توجد في حسابات ببنوك تركية لتيسير تنقلها إلى حسابات الأحزاب والحركات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان العالمي.


تشاد


آخر فصول حلقات التورط القطري في القارة السمراء، كانت الشهر الماضي بعدما اتهمت تشاد الدوحة بمحاولة زعزعة استقرارها عن طريق جارتها الشمالية ليبيا، ما استدعى الدولة الإفريقية لإغلاق السفارة القطرية في نجامينا وطرد دبلوماسييها.


وجاء في بيان للخارجية التشادية "إن وزارة الشؤون الخارجية تبلغ العموم أنه بسبب التورط المتواصل لدولة قطر في محاولات زعزعة استقرار تشاد انطلاقًا من ليبيا، فإن الحكومة قررت غلق السفارة ورحيل السفير والموظفين الدبلوماسيين عن الأراضي الوطنية".


وكشف التلفزيون التشادي الرسمي عن مشاركة إحدى مجموعات المعارضة التشادية المسلحة، في القتال إلى جانب سرايا الدفاع عن بنغازي، المتهمة بتلقي دعم من قطر.


اقرأ أيضًا


صور| تلفزيون تشاد يكشف دعم قطر للمعارضة الإرهابية في البلاد


خبير يكشف عن تمويلات قطر لإخوان المغرب العربي


فيديو| مخاوف في الكونغو من نشاطات "قطر الخيرية" المشبوهة


قطر تعبث بأمن ليبيا.. والهدف مصر