التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 10:40 ص , بتوقيت القاهرة

عبدالله بن زايد يحدد ملامح مستقبل التعليم بالإمارات

لفت رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، إلى ما تعلمه الإماراتيون من قبل نائب رئيس الدولة، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن راشد آل نهيان، بأهمية الإعتراف بالفشل، لأنه دائمًا يكون أول الطريق إلى النجاح، فالجميع مُعرض لأن يكون على خطأ أحيانًا وأيضًا على صواب في مواضع أخرى.


وبدأ كلمته في جلسة بعنوان "كيف نجعل نظامنا التعليمي يخدم وظائف المستقبل؟"، والتي جاءت اليوم ضمن فعاليات اليوم الثالث من القمة العالمية للحكومات السادسة، والمنعقدة في دبي؛ بمشاركة الحضور قصة من عام 1968 حصلت بعد يومين فقط من تحطيم الرقم العالمي في الوثب الطويل في أولمبياد المكسيك، وقال: "قفزة أضحت نقطة تحوّل في عالم ألعاب القوى حين ابتعد فوسبري عن القفزة التقليدية وحقق نجاحًا عالميًا"، مشيرًا إلى أن الثورة الصناعية الجديدة قربت العالم المادي من العالم الرقمي. ثم تطرق "بن زايد" إلى انجازات دولة الإمارات في قطاع العليم خلال الـ3 سنوات الماضية، ما ترتب عليه نتائج وصفها بـ"القياسية" في محو الأمية بالإمارات، في فترة قصيرة، مضيفًا أن "إنجازات دولة الإمارات في قطاع التعليم لم تعد تشكّل مقياسًا لتقدّمنا في المجال التعليمــي ولا تتماشــى مع طموحات دولة الإمارات"، مؤكدًا على أن الإمارات تطمع إلى منظومة تعليمية أكثر تطورًا يمكنها التواكب دائمًا مع المتغيرات، مع الإحتفاظ بالقيم والأخلاق في ذات الوقت، قائلًا: "هدفنا حصول علماء وأدباء الإمارات على جائزة نوبل". 


وقال: "لدينا اليوم 70 مؤسسة تعليم عالي ومازال مستوى طلاب الإمارات في المرحلة الأساسية والإعدادية أقل من المستويات العالمية حسب آخر المؤشرات، ونحن نسعى لتضييق الفجوة بيننا وبين دول العالم وعلى أبنائنا معرفة أن المنافسة ليست بينهم فقط، وإنما مع باقي دول العالم.. علينا الاستمرار في تنويع المناهج وتشجيع دراسة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية لتحقيق التقدم العلمي ومنافسة العالم، وسنعيد معايير الرقابة على المؤسسات التعليمية وسنُطور المناهج دائمًا لتتواكب مع التطور مع مراعاة الأخلاق والتي يرعاها في الإماراتيين الشيخ محمد بن زايد".


وأضاف "بن زايد": "نحن في حاجة إلى معلمين متمرسين وأصحاب خبرة، ومن يعتقد أنه ليس في حاجة إلى التعلم فهو غير مؤهل لتعليم الآخرين"، مُعلنًا عن أن الإمارات ستُفعِل الشراكة مع القطاع الخاصّ في بناء وتطوير مناهج التدريس في الجامعات تماشيًا مع متطلبات سوق العمل.


أيضًا تحدث الوزير الإماراتي خلال كلمته حول فكرة التخصص في العمل، مشيرًا إلى أن مليون و900 ألف وظيفة سوف يتم استبدالها في الإمارات بحسب دراسة لمركز ماكنزي الأمريكي، كما ظهر في أحد الإستبيانات لأكثر من 1200 مواطن، تتراوح أعمارهم بين 17 و25، أن أقل من 10% يطمحون للعمل في القطاع الخاص، وأقل من 14%، مهتمين بتأسيس عملهم الخاص في حين أن أكثر من 70% يفضلون الإلتحاق بالعمل الحكومي، وقال: "يتحتّم على اقتصادنا أن يركّز على مبدأ التنوّع ويعمل على جذب الصناعات وأنماط المعرفة كي يحقق النجاح.. وعلينا أَن نتحدّى أنفسنا، ونوسع آفاقنا ولا نكتفي بتعلّم المهارات المناسبة للعمل اليوم، التي لن تؤهلنا لوظائف المستقبل".


كلمة الشيخ عبدالله بن زايد لاقت ترحيبًا كبيرًا في الأوساط الإماراتي، وقال الإعلامي الإماراتي، منذر المزكي الشامسي، عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة، تويتر: "كلمة ملهمة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد في القمة العالمية للحكومات كلمة أرسلت إشارة مشرقة لمستقبل التعليم في الدولة. أبنائي هند وعبدالله وعائشة وزملائهم سيسلكون مسارات تعليمية رائدة ومبتكرة، ينقلون من خلالها طموح دولة الإمارات إلى أبعد نقطة حتى لو كان خارج الغلاف الجوي".


ويرى رئيس دائرة التعليم والمعرفة بالإمارات، الدكتور علي النعيمي أن الشيخ عبدالله بن زايد يُحدد رؤية مستقبلية للتعليم في الإمارات.


 





 


 


وقالت مدير عام مكتب دبي الذكية، الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر: "كنت من المحظوظات بطفولتي أن أعرف عن قرب شخصية سمو الشيخ عبدالله بن زايد.. حب وشغف المعرفة والسباق الدائم مع الزمن، هو سمه مميزة لسموه والمعادلة في كلمته وضع الحل بأيدينا نحن، ويبدأ بمؤسساتنا وبيوتنا وتربية جيل المستقبل".


يذكر أن الشيخ عبدالله بن زايد بدأ الإعداد لكلمته هذه عبر حاسبه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر؛ منذ 8 من فبراير الجاري، حيث طرح عدد من الأسئلة حول محور الدراسة والتعليم وطموحات متابعينه في مجال العمل وتوقعاتهم للمستقبل، وبالفعل تفاعل معه متابعيه من الشباب والمثقفين الإماراتيين.


ويُعد تفاعل الوزير الإماراتي عبر شبكة التواصل الإجتماعي الأكثر فعالية في منطقة الخليج، أحد الملامح المؤكدة على مواكبته قولًا وفعلًا لما تهدف إليه دولة الإمارات دائمًا في مواكبة كل ما هو جديد ولاسيما الثورة التكنولوجية وما ترتب عليها من روافد جديدة في مجالات عدة، وبالأخص التعليم والتواصل الخارجي والإعلام.


الشيخ عبدالله بن زايد


الشيخ عبدالله بن زايد


وانطلقت أعمال الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات برعاية نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، الشيخ محمد بن راشد، الأحد الماضي لمدة 3 أيام، عبر 120 جلسة تفاعلية، بمشاركة 130 متحدثًا عالميًا، ونحو 4 آلاف شخصية من 140 دولة و16 منظمة دولية، بينهم رؤساء ونواب رؤساء دول ورؤساء وزراء، وشخصيات قيادية عالمية من القطاعين الحكومى والخاص.


وناقشت عدة محاور رئيسية، أهمها مستقبل الصحة المتكاملة والتكنولوجيا الحيوية، ومجتمعات المستقبل، وأهمية الأمل فى استشراف مستقبل أفضل للبشرية، ومستقبل الحوكمة العالمية، ومستقبل التعليم الشخصي، والعملات الافتراضية ومستقبل سوق المال، إلى جانب الأبعاد الجديدة للعدالة في عصر التكنولوجيا.


كما اهتمت القمة بتعزيز ثقافة الحوار العالمي، والشباب والمرأة، وظاهرة التغير المناخي، إلى جانب مشتقبل الذكاء الاصطناعي، وتخصيص منتدى ضمن فعاليات القمة عن استيطان الفضاء. كما ستشهد القمة إطلاق المنصة العالمية لصنع السياسات الحكومية، الهادفة إلى إحداث أثر إيجابي فى حياة الناس، من خلال توفير الأدوات اللازمة لتحقيق توافق دولي على تنسيق السياسات الحكومية لما فيه خير المجتمعات والشعوب.


اقرأ أيضًا..


صور.. القمة العالمية للحكومات بدبي وملفات حيوية في مستقبل العالم والمنطقة


محمد بن زايد: القمة العالمية للحكومات محطة متجددة لاستشراف مستقبل العمل الحكومي