بعد 20 عامًا.. أقوى الطيور بأمريكا الجنوبية تعود للظهور فى الأرجنتين


وأشارت الصحيفة إلى أن الباحث والمصور سيريجو مويا وهو خبير فى الطيور الجارحة، بعد سنوات من البحث، استطاع التقاط صورة لنسر هاربى، وهو ما يحدث تقدما حاسما فى جهود الحفاظ على هذا النوع الذى اختفى منذ 20 عاما من القارة اللاتينية.

اقوى طائر فى امريكا اللاتينية
وأوضحت الصحيفة أنه لم يكن التقاط صورة النسر صدفة، بل نتيجة لعمل بحثي مكثف بدأ قبل أكثر من عقدين.
وكرّس العالمان ساعات طويلة في ميدان العمل بحثًا عن هذه الطيور النادرة، متنقلين بين محميات ميسيونس ومناطق أخرى في الأرجنتين مثل فورموزا وسالتا وجويجو، ورغم العثور على أنواع أخرى من الطيور الجارحة، لم يتمكنوا من رؤية نسر الهاربي حتى تم العثور عليه فى الأرجنتين.
وواجه الباحثون صعوبة كبيرة بسبب العمل في منطقة غابات شاسعة تبلغ مساحتها أكثر من 240,000 هكتار من الغابات الكثيفة، مما جعل العثور على النسر تحديًا صعبًا، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر نسر الهاربي طائرًا خجولًا يطير غالبًا بين قمم الأشجار، ما يزيد من صعوبة ملاحظته.
وتمكن إنكابو ومويا من العثور على النسر بفضل خبرتهما الطويلة في المنطقة، واستخدامهما لتقنيات مثل الكاميرات ذات المدى البعيد ورصد أصوات الطيور لجذبها.
هذا النسر ، الذي يقدر عمره بحوالي سنتين، يقدم لمحة عن الحالة الصحية للنسور في المنطقة، ويُعد عمل إنكابو ومويا وباقي الباحثين مثل فاكندو باربار وفريق مؤسسة كابوري، أساسياً لاستمرار وحفظ هذا النوع المهدد بالانقراض.
وقال إنكابو لموقع لاديرا سور، إن الطيور الجارحة تغير ريشها سنويًا، ويتغير لونها حتى تبلغ مرحلة النضج، والتي تستغرق في حالة الهاربي حوالي ست سنوات، وبالنظر إلى حجم ولون النقاط على الريش، فهي أنثى تبلغ من العمر عامين".
ويعد نسر الهاربي من أكبر الطيور الجارحة في العالم، حيث تكون الإناث أكبر من الذكور، ويصل طول جناحيه إلى أكثر من مترين، ويزن حتى 7 كيلوجرامات، ويتميز بريشه الرمادي وقمته ذات الرأس ذات النقطتين.

النسر الهاربى
ويتغذى على الثدييات الكبيرة مثل القرود والكسلان، ويعيش في الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية في منطقة النيوتروبيكو، الممتدة من جنوب المكسيك إلى شمال غرب الأرجنتين.
يواجه نسر الهاربي، أحد أكبر وأقوى الطيور في العالم، تهديدات خطيرة تهدد بقائه، ومنها ، فقدان الموائل ، حيث أدى قطع الغابات بأمريكا الجنوبية إلى تقليص مساحات مناسبة لتعشيشه وصيده، والصيد الغير قانونى الذى يعتب من أكبر التهديدات له .
ويعتبر هذا النوع من النسور طائر مقدس وتوتيمي، حيث تعتبره شعوب اليانومامي والبيمون في جنوب فنزويلا حاميًا للغابات الاستوائية المطيرة، ويرتبط بحكمة وقوة ومراقبة الغابة، ويعتقدون أنه قادر على رؤية ما وراء العالم المادي كحارس روحي.
كما أنه رمز القوة والاتصال بالعالم الروحى ، وذلك عند شعوب الأمازون ، التي تعتبره رسول بين العالم الأرضى والروحى ، ويرتبط طيرانها الشامخ وقدرتها على الصيد من ارتفاعات كبيرة بالآلهة السماوية أو الأرواح الأسطورية.
وفى منطقة موسكيتيا في نيكاراجوا، وثقت أهمية النسر في هوية المجتمعات الأصلية، حيث تُستخدم ريشه في طقوس التهيئة والشفاء والحماية، مع تنظيم هذه الممارسات حاليًا لحماية النوع.