التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 08:30 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| هكذا استعد علاء حسني لدور جمال مبارك في فيلم مولانا (فيديو)

3 مشاهد مدتها أقل من 10 دقائق هي المدة التي ظهر فيها الفنان الشاب علاء حسني في فيلم "مولانا"، مجسدًا دور ابن الرئيس في فترة ما قبل ثورة يناير 2011، ورغم قصر المدة الزمنية إلا أن علاء استطاع أن يلفت انتباه الجمهور ويحظى أداؤه بإعجاب كثيرين.

"دوت مصر" التقى الفنان علاء حسني، ليوضح لنا كيف جسد دور نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك (جمال مبارك) خلال الفيلم، ورده على الهجوم الذي واجهه الفيلم، في الحوار التالي:  
 
من هو علاء حسني؟
فنان شاب من بورسعيد، درست في معهد فنون مسرحية، ومنذ العام الأول بالدراسة شاركت بأعمال فنية، كنت محظوظا وشرُفت بالعمل مع مخرجين كبار بينهم "محمد فاضل، أحمد النحاس، جمال عبدالحميد، مجدي أحمد علي"، وأحلم بالعمل مع المخرج داوود عبد السيد، وكان لدي حلم بالعمل مع المخرجين الراحلين عاطف الطيب ومحمد خان.
علاء شارك في مسلسل حكايات المدندش، وعرض خاص، وولاد رزق، والإمام الشافعي، وبين السرايات، وبدون ذكر أسماء.

حدثنا عن كواليس العمل واختيارك للدور؟


كواليس العمل بدأت منذ ترشيح شركة العدل لي للدور (دكتور محمد العدل)، وكنت محظوظا جدًا بالمشاركة في فيلم بهذا الحجم والأهمية، ويناقش قضايا مهمة جدًا وقعت في فترة تاريخية مهمة من تاريخ مصر، العمل مع إبراهيم عيسى ومجدي أحمد علي شيء مغري بالطبع، فقصة لإبراهيم عيسى تعني عمل يحمل رسالة.

الفيلم لا يناقش فكرة الدعوة فقط وإن كانت هي الحدث والخط الرئيسي للخط الدرامي للعمل لكنه يتعرض لقضايا عديدة مثل "التنصير"، فكرة السلطة وتأثيرها على الداعي، الخلاف بين السنة والشيعة.

من هو جلال شخصيتك بالفيلم؟  
من دون ذكر أسماء، جلال هو شخص له نفوذ في السلطة والبلد، يعمل بالسياسة، تعرضت أسرته لمشكلة كبيرة وهي رغبة شقيق زوجته في "التنصير"، فلجأ "للشيخ حاتم.. عمرو سعد" كنموذج للدعاة المعروفين والمؤثرين على الشعب لإيجاد حل.

جلال هو جمال مبارك؟
الشعب المصري من خلال مشاهدة العمل سيعرف من هو الشخص الذي أجسد دوره، أنا لم أسأل من هو جلال؛ لأن الرواية معروفة وتعرض أحداث وقعت في مصر، وبالتالي معروف من هو جلال، هو ابن رئيس فترة ما قبل ثورة يناير، لا حرج علي في قول هذا الأمر ولا ننكره، فهناك في نص العمل جملة تقال صراحةً على لسان الشيخ حاتم:

"لولا إن جوز أختك الحاكم الشرعي للبلد ما كنتش استحملت ده كله..."

كيف أعددت نفسك لهذا الدور؟
كنت أتمنى تجسيد شخصية جلال في أي عمل فني، قبل أن يتم اختياري للدور بالفعل في فيلم مولانا، كان بمثابة حلم أن يتصل بي دكتور محمد العدل لم أصدق حينها، ورغم إن عدد المشاهد كان قليلًا إلا أنه مثل لي شيًا كبيرًا.

جلال شخصية معروفة لها إطار محدود، له طريقة في الكلام والتفكير، له ثقافة معينة بسبب نشأته، توجهه السياسي معروف، كنت أحاول أن أهرب من فكرة "علاء حسني الممثل شبه جلال الحقيقي ولا لأ؟"، كان هدفي تقديم الروح، وبالفعل كثيرون شعروا أنه هو وأن روح جلال موجودة بالشخصية التي قدمتها.

بحثت كثيرًا عن لقاءات شخصية تلفزيونية له، راقبت لغة جسده لأنها مميزة، أخذت أبحث وراء طريقة إجابته على الأسئلة، لمعة عينيه في بعض الأوقات، طريقة هروبه من بعض الأسئلة الحساسة، حركة يديه، وحاجبيه المقتربين من بعضهما كثيرًا، أخذت أبحث عن دلالة كل هذه الأمور نفسيًا لأصل لما يدور بداخله "أنا بشتغل بطريقة الشكل الخارجي أو المؤثرات الخارجية هيوصلني لدلالات نفسية مهمة وطبيعة الشخص من جوا". 

وكيف كانت ردود الأفعال؟
لم أتوقع ردود الأفعال هذه على 3 مشاهد، مدة زمنية قصيرة أقل 10 دقائق في فيلم مدته ساعتين، الحمدلله أكثر مما توقعت بكثير.

برأيك لماذ أثر الفيلم ضجة كبيرة لاغم أنه ليس الأول في التعرض لعالم دعاة الدين والدعوة؟
من وجهة نظري في المقام الأول لأنه عن رواية لإبراهيم عيسى وبتحمل أفكار هذا الرجل، وهو له تاريخ مع القيادة السياسية في تلك الفترة التي دارت أحداث الفيلم خلالها، علاقة "كر وفر" لم تنتهي معهم، نتيجة لأفكاره التي يطرحها في كل نفاذة يظهر منها.

وما ردك على أن الفيلم مجرد "تصفية حسابات" تجاه نظام سياسي بعينه؟
الفن ليس تصفية حسابات، الفن يرصد فترة ويوثقها تاريخًا،  ولا أحد يستطيع أن يفتري على التاريخ وإن حدث الأن فبعد فترة التاريخ سيحكم والأجيال القادمة ستكون صورة أكبر وتبني معلوماتها على أكثر من مصدر لتصل إلى الرأي الحقيقي، الفيلم موجود والأجيال القادمة تقدر تحكم عليه، على سبيل المثال عهد الرئيس جمال عبدالناصر أو ثورة يوليو 1952 كان هناك  قضايا شائكة لم يستطيع كثيرون وقتها الحكم عليها لأن الصورة كانت غير واضحة.

أي حدث هناك من يقف معه ومن يكون ضده، والفنان كاتب أو موسيقي أو ممثل يعرض الانعكسات والتحولات التي تحدث لكل الأطراف في المجتمع، لأنه يكون متأثرًا بها وجزء من المجتمع، والضجة التي حدثت كانت لصالح الفيلم.



ما ردك على وصف الفيلم بالمشوه لعلماء الدين والأزهر؟
الفيلم لم يسيء لأحد والجمهور يمكنه أن يشاهد ويحكم، والأزهر من حقه أن يعترض أو يشيد بالقكرة لكن علينا أن نعرف ما هي مبرراته، هل اعتراض الأزهر لأن الشيخ حاتم ظهر يرتدي الزي الأزهري فكان بمثابة رمز للمؤسسة، حاتم شخصية طبيعية جدًا كيان من لحم ودم يحمل أفكاره، عندما يسأله أحد عن الدين يجاوب بالدين "والدين فيه قواعد مسلم بها مافيهاش وجهات نظر وهو رد بخلفيته الدينية والثقافية، فيه بعض التصرف من عالم دين لعالم آخر، فيه اجتهاد، لكن فيه ثوابت".

وقد يكون غضب الأزهر سببه مناقشة قضايا جريئة مثل "السنة والشيعة، المعتزلة والصوفية، التنصير"، وبالتأكيد كون الفيلم يحمل اسم إبراهيم عيسى وأفكاره سبب للهحوم عليه فهو لديه صراعات مع السلطات السابقة "شوية يكفروه وشوية يقولوا عليه علماني وشوية يقولوا عليه يؤصل للفكر الوهابي في مصر"،  لم نقدم فيلم عن شخصية إبراهيم عيسى أو سيرته الذاتية حتى لو حمل أفكاره" .

البعض رأى مشهد الأكل مهين للمشايخ ويظهرهم كأصحاب بطون لا فكر؟
المشهد لم يتهم أحد بشيء، مشهد "عزومة" فمن الطبيعي أن يأكل الناس، وكل حضور "العزومة" كان شيوخ صوفيين أو أزهر، هل لو كل الجالسين مهندسين نحن بذلك نهين كل المهندسين، وهل كونك أكول هذه إهانة، الأكل سلوك فردي لا إهانة فيه، إلا لو أنك ترى نفسك تأكل مقابل شيء، أو فسرها البعض أنهم يهتموا بالأكل لا الدين، أو من يعطينا الأكل نفتي له، وهذا لم يقصده الفيلم.

الفيلم يرصد فترة ما قبل "يناير"كيف ترى هذه الفترة؟  ومن وجهة نظرك كيف قدمها "مولانا"؟
فترة كانت مليئة بالفساد، أدت إلى رحيل نظام، شاركت في ثورة يناير وأرى أنها تجربة توازي الحروب التي دخلتها مصر كحرب أكتوبر وتجربة مهمة أثرت في شباب جيلي، كان لابد أن نكون جزءًا منها ونشهد ميدان الأحداث.

جسدت دور جمال مبارك في "مولانا".. هل هناك شخصية سياسية أخرى تتمنى تجسيدها؟
أتمنى أن أجسد خالد بن الوليد، والممثل دايما بيحب الشخصية الدرامية المليئة بالانفعالات والتحولات الدرامية.

شخصية جلال كانت ثرية على المستوى الإنساني والثقافي والاجتماعي، لديه سقطة درامية أدت إلى إن تذهب أسرة الحاكم من الحكم إلى السجن، وهو على شفا حفرة من الرئاسة والتوريث، ثم خرج من السجن مرة أخرى، لدي الشخصية مشاكل نفسية والأجواء المحيطة به تخلق مشاكل نفسية، فيه نوع من المرض بحر أفكار وانفعالات مغري لأي ممثل.

هل من الممكن أن يصل جلال إلى السلطة في الوقت الحالي؟
لا.. حينها من الممكن أن رحل نحن عن البلد،  كيف يعود بعد موت الناس في الميادين، الشعب كان يفهم جيدًا أن مشروع التوريث لم يكن إشاعة "مافيش دخان من غير نار"، أرفض عودته للحكم بالطبع في أرض الواقع، لكن على مستوى الأعمال الدرامية أقبلها، لأنه سيكون أمر مغري لأي ممثل وسيثري هذه الشخصية دراميًا بالطبع.

 نسيب البلد ونمشي ساعتها، لكن مستحيل بعد الناس اللي ماتت ديه يرجع للحكم، الناس كانت فاهمة إن التوريث ماكنش إشاعة ولا حاجة لأن مافيش دخان من غير نار ، ورجوعه هيأثلار عليا وعلى حياتي، أرفض أن يصل جمال مبارك إلى الحكم. حرام فيه ناس ماتت، صعب أوي نرجع تاني.

هل تستعد لأي أعمال فنية الفترة المقبلة؟
اشارك بدور صلاح شادي في الجزء الثاني من مسلسل الجماعة، وفخور بثاني تعامل لي مع أستاذ وحيد حامد، وضيف شرف في مسلسل "بحطة إيدي" أو "بخط إيدي" مع عمرو يوسف إخراج إسلام خيري.