شارع الهرم.. طريق الفن والآثار المرصع بـ"الكباريهات"


كتب- محمد إسماعيل:
يبدأ من ميدان الجيزة وينتهي عند أحد أهم المعالم الأثرية القديمة "الأهرامات"، وعندما نسمع أحدا يردد اسمه، فإن الانطباع الأول الذى يتسرب إلى الأذهان "الراقصة والكباريه"، بحكم كثرة الكباريهات المترامية على الجانبين بطول الشارع. التي شكلت صورة ذهنية عن الشارع بأنه ممتلئ بالكباريهات، ولا يقطنه سوى الراقصات، قد يكون كذلك من ناحية الملامح، لكنها لا تنطبق على طول الشارع الذي يمتد نحو 8 كم. فبخلاف الكباريهات، التي يبلغ عددها 50 تقريبا، يحمل الشارع صفة سياحية بـ 25 فندق، وأخرى فنية لاحتواءه 6 سينمات. بجانب مسرحي الهرم والزعيم.
سحب البساط من تحت أقدام الشارعين الشهيرين؛ محمد علي وعماد الدين، فاشتهر بشارع الفن، ونجد بعضا من شوارعه تسمى بأسماء فنانين، أمثال لولا، يوسف وهبي، محمد عبد المطلب، شريفة فاضل، فاطمة رشدي، عبد العزيز محمود، وصفية حلمي.
الفن ليس كباريهات فقط
ارتبط شارع الهرم بالفن، فن ارتبط لدى البعض بالكباريهات فقط، إلا أن الحقيقة جاءت مغايرة بعض الشيء، فهناك العديد من استوديوهات التصوير السينمائي، أشهرها استديو مصر الذي أنشأه طلعت حرب عام 1934، ومن بعده جاءت استوديوهات "الأهرام"، "النحاس" حاليا، جنبا إلى جنب مع المعهد العالي للسينما، والمركز الثقافي الصيني، كذلك ضم الشارع عددا من المتاحف، نذكر منها "متحف ناجي، عمر النجدي، نبيل درويش، نبيل غالي، ومتحف الفنان سمير شكري". ولا نستطيع أن نغض البصر عن الكباريهات وعلى رأسها "أوبرج الأهرام"، الذي كان المكان المفضل للملك فاروق، ما شجع العديد لإنشاء الملاهي الليلية، فأنشئ من بعده ملهى "الجمل"، تلاه "البجعة" ثم "الجندول" و"الأندلس" و"رمسيس"، و"الأريزونا" و"الليل".
الإرهاب والهرم
ومع تصاعد التيار الإسلامي لسدة الحكم، تناقلت أخبار، تفيد بنية الإسلاميين إعادة استخدام الكباريهات، وتحويلها إلي أماكن تستخدم لأغراض غير التي بنيت لأجلها. وسبق ذلك تعرض الشارع لهجمة إرهابية في منتصف التسعينات، أولها كان في منطقة فاطمة رشدي، حيث عملية اغتيال الشيخ الذهبي على يد جماعة شكري أحمد مصطفى، رئيس تنظيم التكفير والهجرة، لم تتوقف الهجمات الإرهابية على شارع الهرم عند هذه الهجمة، فتلاها هجوم أخر في يونيو 1993 ووقعت تحت نفق الهرم؛ حيث وضع جسم ملغوم انفجر في بعض السيارات السياحية، وفي 8 أبريل 1996، كان الموعد مع عمل ثالث، وهو إطلاق نار داخل فندق أوروبا، أحد فنادق شارع الهرم، على عدد كبير من السائحين اليونانيين.
قصور للشرطة
اتجه عدد من المشاهير ورجال الدولة والأمراء العرب، إلى الإقامة، في شارع الهرم، هربا من زحام القاهرة، لما كانت تعد الهرم مكانا للاستجمام.. بنوا والقصور التي لم يتبق منها إلا القليل، وبات معظمها في ملكية الدولة مثل القصر الذي تشغله محافظة الجيزة الآن، والقصر الذي تحول إلى قسم العمرانية، وقصر آخر مكان وحدة الهرم الصحية، وناديا للضباط الذي حل محل قصر أخر، وآخر إلى مدرسة وأخر تابع لإحدى الوزارات، أما قصور الأمراء العرب فبقيت حتى الآن وأيضا بعض قصور باشاوات مثل قصر "الشوربجي"، قصر "النون، البدراوي، وعاشور".
وشاليهات في الصحراء
أما الفيلات التي تخص المشاهير، فأهمها فيلا "رامتان" لطه حسين، والتي أصبحت الآن متحفا يضم كل مقتنياته، وأما حدائق وفيلات وسينما ومسرح فنان الشعب يوسف وهبي فتهدم معظمها، وأقيم بدلا منها فندق 4 نجوم، وأيضا فيلا بدرخان التي حولها المخرج علي بدرخان إلى مركز ثقافي وبيعت مؤخرًا، وفيلا إحسان عبد القدوس، ومحمود ياسين، وسهير زكي.