التوقيت الثلاثاء، 19 أغسطس 2025
التوقيت 01:56 ص , بتوقيت القاهرة

"المائدة".. قصة معجزة "عيسى" التي رفضها الحواريون

رغم أنه ليس كتابا تاريخيا أو قصصيا، إلا أنه يمتلئ بالعديد من أخبار الأولين والسابقين، بهدف العظة والدرس الديني، ليتعلم المسلمون من أخبار الأمم السابقة عليهم، ويكونوا شهودا عليهم يوم القيامة.


"دوت مصر" يختار كل يوم قصة من قصص "القرآن"، على مدار شهر رمضان الكريم؛ ليتناولها بالشرح المبسط لقرائه، عسى أن نتعلم من هذه القصص ما ينفعنا في أمور ديننا ودنيانا.


قصة المائدة


بدأت قصة المائدة، بعدما انتهى الحواريون من الصيام ثلاثين يوما، كما أمرهم النبي عيسى عليه السلام، فطلبوا منه أن يسأل ربه بمعجزة من السماء، وتكون مائدة عليها أصناف الأكل المختلفة جزاءً لهم على ما صبروا،ولكي يتيقنوا من رضا الله عليهم وقبوله لصيامهم، فتكون لهم عيدا.


"إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ? قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"


استجابة الله للدعاء


رفض النبي عيسى طلبهم في البداية، فكان يرى أن الله قد استجاب لكثير من طلباتهم وكشف لهم العديد من المعجزات، فلما ألحوا عليه وصمموا على طلبهم، وقالوا أنهم يريدوها للتبرك من الأكل، تضرع عيسى إلى الله وأخذ يدعوه أن يجيب طلبهم، فاستجاب لهم ربهم ونزلت المائدة من السماء بين غمامتين، تحيطها الملائكة، وأخذ النبي عيسى يدعو الله أن تكون رحمة لا نقمة.


"قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ ? وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"


نزول المائدة


ونزلت المائدة واستقرت بين يدي النبي وكانت مغطاة، فكشفها النبي وهو يقول "بسم الله خير الرازقين"، وكانت المائدة تشتمل على 7 أسماك كبار و7 أرغفة وخل وملح ورمان وعسل وثمار وأطعمة آخرى، وكانت رائحتها الطيبة تفوح منها.


الحواريون يشككون في المائدة


أمر النبي عيسى الحواريين أن يأكلوا منها، فقالوا له: "لا نأكل حتى تأكل".. فقال عيسى: "إنما يأكل منها من طلبها وسألها".


أبى الحواريون أن يأكلوا حتى يأمنوا ويأكل النبي أولا، فرفض عيسى وأمر الفقراء والمساكين والمرضى وأصحاب العاهات والمقعدين، بالأكل، وكان عددهم ألف وثلاثمائة، فأكلوا منها وحدثت المعجزة حيث شفى الله كل مريض أكل من تلك المائدة، كل من به عاهة أو آفة أومرض مزمن، وصار الفقراء أغنياء، فندم الناس الذين لم يأكلوا منها لما رأوا من إصلاح حال أولئك الذين أكلوا، ولما تزاحم الناس على المائدة جعل سيدنا عيسى دورا لكل منهم وكان يأكل آخرهم كما يأكل أولهم، حتى قيل: إنه كان يأكل منها كل يوم سبعة آلاف شخصا.


"قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ? فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ".