التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 12:04 ص , بتوقيت القاهرة

بين أضواء الشهرة والاعتزال.. كواليس وأسرار في حياة شادية "دلوعة السينما"

"شاديَة الفن" الساحرة التي خطفت بنعومتها وجدان الجمهور ليتعلق بها فؤاده، وتصبح دائما الحاضرة الغائبة في أوقات الفرح والمِحن، لتشدو بنغمات صوتها أعذب الألحان وتتلون بشخصيتها بين جنبات الفن لتجيد فيه تمثيلا وغناءً، وتستحق عن جدارة أن تُخلد في ذاكرة الوطن.. إنها الرقيقة الجميلة دلوعة السينما شادية.


علاقتها بهند رستم


في بدايتها الفنية رفضت الممثلة سناء سميح، أن تجلس بجوارها، في العرض الخاص لفيلم "أزهار وأشواك" من إنتاج 1947، لأنها لم تكن نجمة شهيرة وقتها، ما جعلها تبكي، ولكن من ساندتها في هذا الموقف هند رستم، وأكدت لهما بأنهما سيصبحان نجمات ملء السمع والبصر في المستقبل، وهو ما حدث.


بدايتها في عالم الشهرة


"فاطمة أحمد كمال شاكر" والتي لقبت عند دخولها عالم الفن والأضواء باسم شادية، وهو الاسم الذي لقبه بها مكتشفها المخرج حلمي رفلة.


بدايتها جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان، الذي كان يبحث عن وجوه جديدة، فتقدمت هونالت إعجاب كل من كان في إستوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم "أزهار وأشواك"، وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة، لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة "العقل في إجازة"، لتشارك بعدها في فيلم "الروح والجسد".



نقطة التحول والنجاح


أدت شادية عددا من الأفلام الهامة والتي تمثل جزءً مميزاً في مكتبة التراث الفني المصري من بين تلك الأفلام "الزوجة السابعة"، و"صاحبة الملاليم"، و"بنات حواء"، ووقفت أمام جانات السينما مثل رشدي أباظة وصلاح ذو الفقار وشكري سرحان وأحمد رمزي وحسن يوسف وغيرهم.


ولأن لكن فنان لحظة توهج خاصة به، فإن لشادية لحظات خاصة، وليست لحظة واحدة، لكن بداية التوهج جاءت عندما لمعت شادية في فرصة أجادت إستغلالها وكتبت أثنائها اسمها بحروف من نور، لتؤكد موهبة تمثيلية غنائية حقيقية وبامتياز، ذلك عندما رُشحت لأداء شخصية سيدة تفوق عمرها ضعفين من خلال فيلم "المرأة المجهولة"، وهو الفيلم الأشهر والأميز لها من وجهة نظر النقاد أنذاك، وشاركها النجاح الفنان الراحل كمال الشناوي والذي أجاد هو الأخر في الخروج من دائرة الجان الوسيم ليصبح الممثل كمال الشناوي.



نقطة التحول الأخرى هي نجاح شادية في الخروج من الدراما والتراجيديا إلى الكوميديا التي لقت بها إستحسان الجمهور وأضافت لمنزلتها في قلبه الكثير، من خلال مجموعة مميزة من الأفلام الكوميدية أدتها إلى جانب زوجها أنذاك الفنان الراحل صلاح ذوالفقار، من بين تلك الأفلام "مراتي مدير عام"، و"كرامة زوجتي"، و"عفريت مراتي"، و"أغلى من حياتي"، ولم تتوقف الكوميديا على مشاركتها لصلاح ظوالفقار بل أجادت أيضا فيها مشاركة مع عدد من النجوم الأبرز على الساحة من بينهم رشدي أباظة والذي شاركته النجاح في فيلم "الزوجة 13".



من السينما للمسرح ونقطة مضيئة في صناعة النجاح


كأي فنان ناجح، كانت شادية تريد البرهنة على تفوقها وتفردها في عالم الفن، فشاءت أن تثبت تفوقا على خشبة المسرح فكان لها ذلك من خلال واحدة من أهم المسرحيات المقدمة في تاريخ الفن المسرحي وأسطورة من الضحك الذي لا ينقطع وهي مسرحية "ريا وسكينة".


المدهش في بداية الأمر هو أن شهدت أول 10 أيام من عرض مسرحية "ريا وسكينة"، انصراف الجمهور عنها، لأنهم لم يصدقوا أن شادية تشارك فيها، خصوصا وأنها المسرحية الوحيدة التي قدمتها في مشوارها، ولكن بعد أن عرض المنتج سمير خفاجى إعلانا تليفزيونيا عن المسرحية، امتلأ المسرح بالجمهور وأصبح كامل العدد.



اعتزال شادية .. والسبب أغنية..


مرت شادية قبيل قرارها الاعتزال نهائيا بعدة ابتلاءات شديدة جلعتها تعيد نظرتها في الأمور بشكل آخر، وفق ما ذكره نجل شقيقتها خالد شاكر، إذ أشار إلى أن الله سبحانه وتعالى أراد أن تكون أغنية "خد بإيدي" سبب اعتزالها.


وقال نجل شقيق الفنانة، خلال أحد حواراته التلفزيونية : "لم تكن الفنانة مقررة للاعتزال قبل صعودها على خشبة المسرح ولكنها كانت ترى أنها في الاتجاه للقيام بذلك، لتعلن بعدها الاعتزال نهائيا وتتمسك بقرارها، رافضة الأعمال الدرامية التي قدمت لها بتلك الفترة".


قرارها بالاعتزال كان له علاقة بالدين ولم يكن مجرد قرار اعتزال لترك الفن، يكمل شاكر مشيرا إلى أنه كانت توجد لقاءات بينها وبين الشيخ الشعراوي والدكتور مصطفى محمود خلال تلك الفترة، وكان لهما تأثيرا غير مباشرا على قرار اعتزالها، واللقاءات كانت مثل الدروس، موضحًا أنها متدينة قبل الاعتزال.



وفي نوفمبر 1986، وقفت الفنانة الكبيرة شادية على مسرح الجمهورية لتشدو بآخر أغانيها "خد بإيدي" في الليلة المحمدية، وكأنها كانت تدعو الله للتوبة والغفران، ليستجيب القدير وتعتزل شادية في هدوء وتكمل حياتها في سلام وخفة مشابه لوجودها في عالم المجد الذي أخذت منه كل نجاح وحققت المعادلة الناجحة بين النجاح والشهرة والاحتفاظ باحترام ملايين من الجمهور من المحيط للخليج.


شادية تمر حاليا بأزمة صحية إثر تعرضها لجلطة بالمخ دخلت على إثرها إلى العناية المركزة وتم نقلها بعدها إلى مستشفى الجلاء العسكري، لكن وفقا لمصادرنا فحالتها حاليا مستقرة، وبالتأكيد نتمنى الشفاء لجميلة السينما وصاحبة الرصيد الأكبر في قلوب محبيها.


 


اقرأ أيضا..


خاص| تفاصيل مسلسل "كلام كبار" لـ محمد نور وإيهاب فهمي