سمعنا بالتأكيد عن طريقة التعامل التي يلقاها الرقيق بعد بيعهم في سوق النخاسة، ولكن هل تخيلنا يوما ما طريقة التعامل من جانب الأمريكان تجاه المسلمين خاصة إذا كان ذلك في قديم الأزل؟

طريقة التعامل كشفها عالم الدين الإسلامي عمر بن سعيد، في مذكراته التي نشرتها مكتبة الكونجرس الأمريكية عبر الإنترنت بعد أن قامت بشرائها في مزاد علني عام 1996 بمبلغ 20 ألف دولار تقريبا.

ويعود تاريخ تلك المذكرات لعام 1831 حيث قام عمر بن سعيد بتدوينها بخط يده، وهو الأمر الذي يختلف عن باقي الروايات الخاصة بطريقة تعامل الأمريكان مع الرقيق والتي اعتاد الأمريكان على كتابتها بنفسهم.

مذكرات عمر بن سعيد

يقول بن سعيد، أن رجلا "شريرا" أتى في عام 1807 إلى فوتا تورو (البلدة التي يدعوها وطنه) ومعه مجموعة من الرجال، ويقول أيضا أنهم قاموا بقتل العديد واقتادوه عنوة من بلاده، مشيرا إلى أن مجموعة من الرجال أتت إلى السجن بعد ذلك بستة عشر يوما لكنه لم يفهم ما يسألونه، ثم غادر مع رجل اسمه بوب مومفورد، وسأله قريب لمومفورد يدعى جيم أوين ما إذا كان يريد الذهاب إلى مكان إقامته في مزرعة قرب نهر كيب فير في مقاطعة بلادن.

وأوضح بن سعيد في مذكراته أنه ذهب وعاش معهم وظل في هذا المكان حتى موعد كتابة المذكرات، مشددا على أن جيم أوين كان يعامله بطريقة إنسانية للغاية، وكان يطعمه من طعامه ويلبسه من ملبسه.

ويشير بن سعيد إلى قيام رجل بتقديم عرض على "أوين" لشراء بن سعيد، ولكن قوبل هذا الطلب بالرفض الشديد.

في نهاية مذكراته كتب بن سعيد قائلا "لقد بقيت بين يدي جيم أوين الذي لم يضربني ولم يوبخني، لم يتركني بلا ثياب ولم أتعرض للجوع ولم يجبرني على القيام بأية أعمال شاقة، فلا يمكنني القيام بأعمال شاقة لأنني رجل صغير وضعيف، ولم يتركني جيم أوين محتاجا".

مذكرات عمر بن سعيد

وبالرغم من أن النصوص التاريخية تشير إلى أن بن سعيد اعتنق المسيحية في عام 1820 لكن بعض الباحثين شككوا في ما إذا كان تحوله حقيقيا، نظرا لأن اعتناق المسيحية كان شرطا أساسيا لحرية العبيد في ذلك الوقت.

وتوفي بن سعيد في عام 1864 في التسعينات من عمره، ودفن في مقبرة عائلة أوين في مقاطعة بلادن بولاية كارولاينا الشمالية.