التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 04:04 م , بتوقيت القاهرة

بعد فوزه بالانتخابات.. "الصدر" وجه الإصلاحات العراقية المفاجئ

مقتدى الصدر
مقتدى الصدر

ما زالت أصداء الفوز الكبير الذي حققه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية في العراق، والتي أجريت منذ أيام، مهيمنة على العناوين الرئيسية للعديد من الصحف العالمية، خاصة وأن نتائج الانتخابات كانت مفاجئة للعديد من المتابعين والمحللين على المستوى الدولي.

تقول صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير منشور على موقعها الإليكتروني، إن تغيرات جذرية تبدو ملحوظة في المواقف التي تبناها رجل الدين الشيعي، في ظل تطورات الوضع داخل البلاد، موضحة أن الأحداث المأساوية التي شهدتها البلاد ساهمت بصورة كبيرة في إضعاف النهج الطائفي للحياة السياسية، مما أتاح للصدر التحول من زعيم ميلشيا شيعية إلى "وجه الإصلاحات والوطنية العراقية المفاجئ."

وذكر التقرير أن الصدر توصل إلى سلسلة تحالفات سياسية مفاجئة داخل البلاد، حيث يتمتع حاليا بدعم كل من الشيعة والعراقيين الراغبين في التخفيف من عواقب الأزمة الاقتصادية والليبراليين والمثقفين واليساريين ونخبة من رجال الأعمال السنة.

وتابع التقرير أن الصدر تنحى عن داعميه السابقين في طهران، ولا يخدم فوز تحالفه في الانتخابات مصالح إيران والولايات المتحدة على حد سواء، بينما وجد الشيوعيون والديمقراطيون الاجتماعيون والفوضويون مفاجأة في الصدر رمزا للإصلاحات التي كانوا يحاربون من أجلها على مدى سنين طويلة وزعيما شعبيا تحتاج إليه البلاد في فترة التغيرات السياسية الجذرية.

وأعلن الصدر نفسه في مقابلة إعلامية قبل الانتخابات أن هدفه هو وصول شخصيات مؤهلة، ليست موالية لأحزاب معينة، إلى مناصب رئيسية في الحكومة بهدف تشكيل مؤسسات الحكم التي تخدم الناس، بحيث لا يكون هدفهم خدمة أجندات حزبية.

يقول الباحث جوست هيلترمان المتخصص في شئون الشرق الأوسط إن الصدر قد يواجه صعوبات في تطبيق أجندته الإصلاحية، حيث يعني تشكيل ائتلاف حكومي أوسع بالنسبة له التقارب مع قوى قد تخسر كثيرا جراء الحرب على الفساد التي يعد بشنها.

وأما بخصوص الصعيد الدولي، فقد تمكن الصدر، على الرغم من انتقاداته شديدة اللهجة تجاه الولايات المتحدة، من "إقامة الجسور" مع حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي، بمن فيهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكان دبلوماسيون من عدة دول غربية، وخاصة تلك التي سبق أن قُتل عسكريوها من قوات الاحتلال بأيدي أنصار الصدر، قد عقدوا لقاءات معه.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أن تلك الدول مستعدة لغض الطرف عن تلك الأحداث، آملة في التقارب مع الصدر بغية منع إيران من بسط نفوذها في العراق.

وذكّر التقرير بأن الصدر تقدم إلى المقام الأول في اللعبة السياسية العراقية عام 2003، بعيد سيطرة القوات الأمريكية وحلفائها على العاصمة بغداد، مقارنا إياه بـ"روبن هود"، حيث أمر بنشر أنصاره في العاصمة لتوزيع الأغذية على الفقراء وحماية المواطنين مما اعتبره أعمالا عدوانية من قبل الأمريكيين.

ولا تزال الأوساط السنية، حسب التقرير، تنظر بحذر إلى الصدر، لكن العديد منهم أدلوا بأصواتهم لصالح تحالف رئيس الوزراء حيدر العبادي، ولذلك قد يمثل تشكيل ائتلاف حكومي يضم كتلتي الصدر والعبادي خطوة ملموسة نحو تجاوز الخلافات الطائفية داخل البلاد.

واختتم التقرير بالنقل عن زعيم الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي اعتباره مقتدى الصدر شخصية تستطيع حفز الملايين قائلا: "إذا تحسن مجتمعنا بفضله فسأكون أول المهنئين".