التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:31 ص , بتوقيت القاهرة

"روميو وجوليت" النسخه السورية.. مأساة شعب على مدار أربع أعوام

عرضت فى  العاصمة الأردنية عمان  مسرحية "روميو وجوليت" بنسختها السورية الجديدة، وهى تحكي قصة طفل سوري جريح حرب لاجئ في الأردن يتبادل أطراف الحديث عبر سكايب مع حبيبته "جولييت"، المحاصرة في مكان ما في محافظة حمص، التى تقع فى منتصف الدولة السورية.


يلقي هذا العمل الأضواء  على المعاناة التى يعيش فيها الشعب السوري منذ  4 أعوام من النزاع الدامي الذي خلف 220 ألف قتيل.



وعرضت المسرحية على سطح بناية في عمّان تستخدم كمركز لعلاج وتأهيل ضحايا النزاع في سوريا، حيث يعالج إبراهيم بطل المسرحية، الذي يؤدي دور روميو، الطفل ذي الـ12 عاما، والذي قتلت والدته و3 من إخوته في قصف النظام على ريف دمشق عام 2014، ونجت ساقه اليمنى من البتر وخضعت لـ 3 عمليات جراحية ولازالت تنتظر عمليتين أخريين.


المسرحية تبدأ بالمشهد المعروف والذي يعد من أشهر مشاهد الرومانسية على الإطلاق، عندما يذهب روميو إلى حديقة جولييت ويقف تحت مخدعها ليتفقا على الزواج سرا في اليوم التالي، فيذهبان إلى القس الذي يقوم بتزوجيهما، بسبب اعتقاده أن زواجهما سيؤدي إلى الصلح بين عائلتيهما وإنهاء صراعهما الأبدي، حيث ارتدت جولييت صاحبة الـ 14 عاما قناعا كي لا يتعرف أحد على شكلها الحقيقي، وأيضا لم يتم الإفصاح عن اسمها الحقيقي خوفا على حياتها.



قام الممثل السوري ومخرج المسرحية  نوار بلبل باقتباس سبعة مشاهد من المسرحية الأصلية، أما المشهد الثامن والأخير فقام بإضافته للنص حيث يحتوي على  صرخات للأطفال المحاصرين في حمص في آخر المسرحية وهم يقولون "كفى موت، كفى دم، كفى قتل، نريد أن نعيش مثل كل باقي البشر".



كما أن كل شيء في المسرحية من حصار وظروف ومعاناة حقيقي، ولم يكن مجرد ثميل ، إلا قصة الحب التي جمعت روميو بجولييت، فهما لايعرفان بعضهما البعض ولم يلتقيا إطلاقا.


 


الجدير أن الأمم المتحدة الأمريكية تقدر عدد المدنيين المحاصرين بسبب المعارك الدائرة في سوريا والذين لا تستطيع وكالات الإغاثة إيصال المساعدات الإنسانية إليهم بنحو 440 ألفا.


 


وفى تصريحات قال مخرج العمل "تمكن عدد من الأطفال اللاجئين من كسر هذا الحصار المقيت البشع والدخول إلى داخل سوريا ليهزموا الحصار، لكن هذه المرة عن طريق الفن والمسرح والحب، ليصنعوا الحياة والأمل وبالتالي بالمستقبل، وتابع قائلا: "أردنا أن نوجه رسالة للعالم أن المحاصرين ليسوا إرهابيين بل أطفالا يتعرضون للقصف والقتل والدمار وأنهم يحبون الفن والحياة رغم الحصار".



 يذكر أن بلبل تم منعه من العمل فى المسرح والتلفزيون والإذاعة في القطاع العام، بسبب خروجه في مظاهرات مناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.