التوقيت الخميس، 14 أغسطس 2025
التوقيت 03:29 ص , بتوقيت القاهرة

افتتاحية الجارديان: إسرائيل هددت أنس الشريف وقتلته لإسكات صوت الشهود

الشهيد أنس الشريف
الشهيد أنس الشريف
تحت عنوان "أنس الشريف وصحفيي غزة: إسرائيل تقتل الشهود"، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى افتتاحيتها إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قتل الشهود لحجب حقيقة ما يحدث فى غزة، ومع ذلك لن يكبح إسكات أصواتهم جماح الغضب الدولى المتزايد إزاء المجازر المستمرة.
 
 
وأضافت الافتتاحية "أدرك أنس الشريف أن مؤهلاته الصحفية، بعيدًا عن توفير الحماية له وسط المذبحة في غزة، تُعرّضه لمزيد من الخطر. وحذّرت لجنة حماية الصحفيين الشهر الماضي من خطر محدق على حياة الشاب البالغ من العمر 28 عامًا، مع تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته الإلكترونية عليه. وقال الصحفى إن هذه الهجمات لم تكن مجرد تشهير، بل تهديد بالقتل ردًا على تغطيته. والآن، هو واحد من خمسة إعلاميين استشهدوا في غارة جوية يوم الأحد."
 
 
 
وتقول لجنة حماية الصحفيين إن أكثر من 180 صحفيًا وإعلاميًا فلسطينيًا استشهدوا خلال ما يقرب من عامين من الحرب فى غزة - وهو عدد يفوق عدد القتلى عالميًا في السنوات الثلاث السابقة. وهذا لا يعكس فقط العدد الهائل من الشهداء في غزة - 61,599 قتيلاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة، وأكثر بكثير إذا صحّ ما ذكره الخبراء المستقلون. كما أنه لا يعكس فقط شجاعة الصحفيين والمصورين ومشغلي الكاميرات وغيرهم في منطقة حرب ، بل استهدافهم، إذ تقول لجنة حماية الصحفيين إن 26 من الصحفيين استُهدفوا.
 
 
 
وتباهى المسئولون الإسرائيليون بقتل شريف، الذي زعموا أنه كان رئيس خلية إرهابية تابعة لحماس، تخطط لهجمات صاروخية ضد المدنيين الإسرائيليين. وقد نفى شريف ذلك بالفعل. ومن المؤكد أنه سيكون من الصعب على شخصية بارزة كهذه الجمع بين التغطية الصحفية وقيادة مثل هذه الوحدة. وتنتهي الوثائق التي قدمتها إسرائيل كأدلة قبل عامين من بدء الحرب، ويقال إنها كانت لقطات شاشة لجداول بيانات إلكترونية، لم يتم التحقق منها بشكل مستقل، وفقا للصحيفة.
 
 
 
وقدّم المسئولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً روايات مضللة للغاية ومتغيرة بسرعة للأحداث، بما في ذلك مقتل المسعفين في غزة هذا الربيع. في عام 2023، أفادت التقارير أن جنرالًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي أبلغ مسئولين أمريكيين خلال ساعات أن أحد جنوده ربما يكون قد أطلق النار على الصحفية الفلسطينية الأمريكية الشهيرة ، شيرين أبو عاقلة، في الضفة الغربية المحتلة، مما أدى إلى استشهادها. لكن المسئولين الإسرائيليين أصروا علنًا على أن المسلحين الفلسطينيين هم المسئولون. ولم يُقدم أي مبرر حتى لوفاة زملاء شريف.
 
 
 
وقُتل والد شريف، البالغ من العمر 90 عامًا، في غارة جوية على منزلهم أواخر عام 2023، بعد أن اتصل مسئولون عسكريون إسرائيليون بالصحفي وطلبوا منه التوقف عن التغطية ومغادرة غزة. وعادت الادعاءات الإسرائيلية بأنه كان مقاتلًا في حماس إلى الظهور الشهر الماضي بعد انتشار تقاريره المؤثرة عن المجاعة على نطاق واسع. واستشهد مع تصاعد الغضب إزاء مجاعة غزة، وبعد وقت قصير من إعلان إسرائيل عن خطتها لشن هجوم بري على مدينة غزة، الأمر الذي من شأنه أن يعمق الكارثة، ويعارضه أيضًا الكثيرون في الجيش، بحسب التقارير.
 
 
 
وأضافت الافتتاحية أن مقتل فريق الصحفيين في المدينة يضمن عدم وجود سوى قلة من الناس الذين سيشهدون على ما يحدث. ولا يستطيع المراسلون الدوليون دخول غزة إلا في رحلات عسكرية مصحوبة بحراسة، حيث لا يُسمح لهم بالتحدث إلى الفلسطينيين.
 
 
 
وتبدو حكومة إسرائيل، المحمية من الولايات المتحدة، غير متأثرة، في حين ينقلب الرأي العام الدولي ضدها، حتى أن حلفائها الأوفياء يتجهمون أمام أهوال غزة. وأُدين استهداف الصحفيين على نطاق واسع وبحق. كما حثت منظمة "مراسلون بلا حدود" المحكمة الجنائية الدولية على التحقيق في معاملة العاملين في مجال الإعلام.
 
 
 
وكتب شريف في بيان نُشر بعد وفاته: "إذا وصلتكم هذه الكلمات، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي وإسكات صوتي".
 
 
 
وأكدت الصحيفة أن استهداف الصحفيين عمدًا جريمة حرب لأنه لا يمثل اعتداء فقط على الشخص، بل على الحقيقة نفسها. ومع ذلك، لا يمكن لهذا أن يخفي فظائع إسرائيل الأخرى، بل يُضاف إلى لائحة الاتهامات الموجهة إلى قادتها.