التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 06:48 ص , بتوقيت القاهرة

"أهل السنة هم الأشاعرة والصوفية".. شيخ الأزهر يطعن السلفية في مقتل

“استمروا في تمسككم بمذهب أهل السنة والجماعة، وهو مذهب الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث وأهل التصوف والسلوك .. مذهب الأخوة والسلام والتعارف والتعاون بين الناس عضوا عليه بالنواجذ، ولقنوه أبناءكم وبناتكم، واجعلوا منه منهجًا للتربية والتعليم في مدارسكم وجامعاتكم، وقفوا بالحجة والبرهان لكل من يحاربه، أو يتوقح عليه، أو يحاول أن يستبدل به مذاهب ضالة مضلة مبتدعة ومخترعة، لم تجن الأمة من دعواتها المنكرة إلا القتل والخراب والدمار والحقد على الإسلام والكراهية للمسلمين".


<iframe src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2FOfficialAzharEg%2Fvideos%2F1395336687147087%2F&show_text=0&width=560" width="560" height="315" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allowFullScreen="true"></iframe>


بهذه الكلمات عرف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف أهل السنة والجماعة، في مؤتمر "من أهل السنة والجماعة؟"، الذى عقد فى العاصمة الشيشانية جروزنى فى الفترة ما بين 25 و27 أغسطس الماضى.


وكانت هذه الكلمات من الإمام الأكبر بمثابة خنجر طعن به المذهب السلفي الوهابي بعدم الاعتراف بهم كجزء من أهل السنة والجماعة.


القرضاوي يشن الحرب


بمجرد أن خرجت كلمة شيخ الأزهر حتى بدأ الداعية الإخواني يوسف القرضاوي في الهجوم على شيخ الأزهر، وقال في بيان له "أزعجنى هذا المؤتمر بأهدافه وعنوانه، وطبيعة المدعوين إليه والمشاركين فيه، كما أزعج كل مخلص غيور من علماء الإسلام وأمته، فرأيت أن أصدق ما يوصف به أنه مؤتمر ضرار"، على حد ادعائه.


وخرج الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر ليرد في تصريحات صحفية: "لن نرد على القرضاوى أو غيره، خاصة أن الأزهر لم يدع إلى المؤتمر ولم يكن جهة تنظيمه".



حسان على الخط


وبدوره خرج الداعية السلفي، لينتقد كلمة شيخ الأزهر، وادعى  أن "الكلمة التي قيلت في المؤتمر مفرقة للمسلمين".


وقال حسان في بيان له اليوم، السبت، أن "المؤتمر أقيم في وقت فتنٍ وأزمات تمر بالمسلمين، فالكلمة مفرقة، وكان من الأولى أن تدعو إلى جمع المسلمين في صف واحد والاعتصام بالقرآن والسنة وتحقيق الاخوة الإيمانية دون إقصاء أحد، موضحًا أن زيادة دعم الاستقطاب المذهبي والطائفي والفكري يزيد من الانشقاق والتشتت والخلاف بين المسلمين، مشيرًا إلى أن الأمة في حاجة ماسة إلى دعوة العلماء لحقن الدماء ورفع الظلم.


وتابع: "ليس من التأصيل العلمي إخراج السلفية من أهل السنة والجماعة، فالسلفية ليست حزبًا أو جماعة ولا حكر على أحد، بل هي منهج يقوم على القرآن والسنة بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين"، مستدلًا بحديث الرسول "تتفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هي قال الجماعة"، وفي رواية ما أنا عليه وأصحابي".



برهامي: روح عدائية


قال نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامي، إن مؤتمر أهل السنة والجماعة الذي انعقد في الشيشان واستبعد "السلفية" من مفهوم أهل السنة، لم يراعِ أن عامة شباب الصحوة في كل الأقطار ينتسبون إلى مذهب السلف في الجملة، وأن إقصاءهم من أهل السنة والجماعة هو روح عدائية تبثّ الفرقة وتعمِّم الخلاف، بحسب زعمه.


وأضاف برهامي أن المؤتمر حصر "أهل السنّة" في "الأشاعرة والماتريدية"، رغم أن كل عاقل يجزم بأن الكِتابَ والسُّنّة وأقوال الصحابة الذين علّموا الناس الدين ونشروه في العالم خَلَتْ بالكلية من الفلسفة وعلم الكلام والمنطق اليوناني، كما خلت من مقامات "الفَناء والدهش والسكْر والهيمان" ونحوها كما يقولها متأخروا الطُرق، كما خَلَتْ من إلزام المكلَّف بعالِم بعينه يأخذ كلامه ويتعلم فقهه دون غيره من العلماء.



علماء السعودية


ومن جانبها حذرت الهيئة العامة لكبار العلماء بالسعودية في تعليقها على المؤتمر، من "الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية".


ونبه بيان كبار علماء السعودية إلى خطر "الذين لا يريدون لهذه الأمة خيرا، ويراهنون على تحويل أزماتنا إلى صراعات وفتن سياسية ومذهبية وحزبية وطائفية".


وأكدت الهيئة أن "كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء" مشددة على أن "أمة الإسلام أمة واحدة، وتفريقها إلى أحزاب وفرق من البلاء الذي لم تأت به الشريعة، وعلى الإسلام وحده تجتمع الكلمة، ولن يكون ذكر ومجد لهذه الأمة إلا بذلك".


كما حذر البيان من "النفخ فيما يشتت الأمة ولا يجمعها، وعلى كل من ينتسب إلى العلم والدعوة مسؤولية أمانة الكلمة، ووحدة الصف، بخلاف أهل الأهواء الذين يريدون في الأمة اختلافًا وتنافرًا وتنابذًا وتنابزًا، يؤدي إلى تفرق في دينها شيعا ومذاهب وأحزابًا".


وأضاف أن "الوقت ليس وقت تلاوم، وعلينا أن نكون أكثر حصافة ووعيا، والذين لا يريدون لهذه الأمة خيرا يراهنون على تحويل أزماتنا إلى صراعات وفتن سياسية ومذهبية وحزبية وطائفية".


واختتمت الهيئة السعودية بيانها بالقول "لنحرص في عالمنا الإسلامي على بناء الصف وتوثيق اللُحمة وترسيخ المشترك، مع تعزيز الإنصاف والعدل في القول والحكم، في محيط من المحبة وسلامة القصد".


ليس جديدا


السلفية والأزهر لا يتفقان في العقيدة منذ نشأة المذهب السلفي مع ابن تيمية، بسبب أن الأزهر يعتنق العقيدة الأشعرية التى تنزه الله عن التجسيم والتشبيه، ويميل السلفيون إلى العقيدة السلفية التى أورثها إياهم ابن تيمية والتى تقر بالتجسيم والتشبيه في حق الإله الخالق، وكان لشيخ الأزهر كلمة مشهورة قبل توليه المنصب قال فيها نصا: "إن لم يكن الأشاعرة والماتردية هم أهل السنة والجماعة، فمن يكونون؟".


<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/tqoAOqcVG2o" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>


وهو ما يقابل دائما بالتحريض من مشايخ السلفية، الذين يحاولون الطعن والتشكيك في العقيدة الأشعرية طوال الوقت، فيرى نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي أن الأشاعرة عندهم نوع من أنواع البدع في تأويل الصفات، ويقول إنهم أقرب الفرق المبتدعة لأهل السنة لكنهم ليسوا منهم، وبذلك يخرج الأزهرية من أهل السنة.


<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/Rhdo-Zgb6do" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>