لحن القوافي| ابن عبد ربه الأندلسي "أَعطيتُهُ ما سأَلا حكَّمتهُ لوْ عدلا"


يومياً وحتى انتهاء شهر رمضان ينشر "دوت مصر" أحد قصائد العشق الإلهي والعذري التي يرددها البعض أو قد سمعها من مطرب أو منشد ولا يعرف باقي تلك القصيدة أو صاحبها.
هؤلاء الشعراء ذابوا شوقا فأذابوا بتنهداتهم الرقيقة، العاشقون اشتياقاً، وغردوا على أوتار القلب فخرجت كلماتهم لحن قوافي يسبي ويسري بين الأفئدة، رقوا وارتقوا فصارت حروفهم ألسنه تطير لا يحدها زمان أو مكان.
قصيدة اليوم للشاعر ابن عبد ربه الأندلسي
من أشهر كتبه العقد الفريد، وهو كتاب يجمع بين الأخبار، والأنساب، والأمثال، والشعر، والعروض والموسيقى.
استطاع ابن عبد ربه أن ينسج كلماته برقة وعذوبة واسهب في الوصف كعادة شعراء الأندلس، وتميز بغزارة انتاجه الأدبي وتنوعه، وكان محبا يميل للهو بيد أنه لم يكن فاسق أو ماجن أو عربيد.
كان لديه القدرة على النظم برشاقة وانسياب، مبتعدا عن المعنى العميق، مفضلا ان يكون شعره ظاهرا غير حمال أوجه.
يالؤلؤ يسبي العقـول أنيقــا..ورشاً بتقطيع القلـوب رفيقــا
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله..درأ يعــود من الحـياء عقيقـا
وإذا نظرت الى محاسن وجهه.. أبصرت وجهـك في سناه غريقا
يامن تقطع خصره من رقـــة.. ما بــال قلبك لا يكـون رقيقا
وله أيضاً:
أَعطيتُهُ ما سأَلا حكَّمتهُ لوْ عدلا
وهَبْتُهُ روحي فما أدري بهِ ما فعلا
أسلمتهُ في يدهِ عيَّشَهُ أمْ قتلا
قلبي بهِ في شُغُلٍ لا مَلَّ ذاكَ الشُّغُلا
”قيَّدهُ الحُبُّ كما قَيَّدَ راعٍ جَملا”
سَرى طَيْفُ الحَبيبِ على البُعادِ لِيُصْلِحَ بَيْنَ عَيْني والرُّقادِ
فَباتَ إِلى الصَّباحِ، يَدِي وِسادٌ لِوَجْنَتهِ، كما يَدُهُ وِسادي
بِنَفْسي مَنْ أَعادَ إِليَّ نَفْسي وَرَدَّ إِلى جَوانِحِهِ فُؤادِي
خيالٌ زارني لمَّا رآني عَدَتْني عَنْ زيارَتِهِ عَوَادي
يواصلني على الهِجْرَانِ مِنْهُ وَيُدْنِيني على طُولِ البُعادِ
الحلقات السابقة
لحن القوافي| حافظ إبراهيم "كَتَمْتُ فقالوا شاعِرٌ يُنْكِرُ الهَـوَى"
لحن القوافي| إبراهيم ناجي "لو جرت في خاطري أقصى المنى لتمنيتُ خيالاً من خيالك"
لحن القوافي| أبو مدين الغوث.. "تضيقُ بنا الدنيا إذا غبتُم ُعنا"