نتنياهو وليبرمان ومبادرة السيسي... هل وصل رد إسرائيل الحقيقي؟
أعلن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، دعمه للمبادرة الفرنسية لعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرا إلى أن الفرصة سانحة لحدوث تحول في عملية السلام، وتحول السلام مع الجانب الإسرائيلي إلى "سلام دافئ.
رد إسرائيل
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استعداده للتعاون مع الرئيس المصري، كما أثني زعيم المعارضة الإسرائيلية، إسحاق هرتسوغ، على تصريحات السيسي، معتبرا أنها تمثل فرصة لا يمكن تفويتها.
وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض المحللين ذهبوا إلى أن ما قاله الرئيس المصري سيعزز من فرصة هرتسوغ في الانضمام إلى حكومة نتنياهو، هرتسوغ ذاته الذي قال قبل أيام، إنه لن ينضم إلى الحكومة إلا إذا كانت هناك فرصة وعملية سياسية تستحق هذا التحول من المعارضة إلى الائتلاف والتعاون مع نتنياهو، فيما ذهب آخرون إلى أن تصريحات الرئيس المصري سيأخذها هرتسوغ لتبرير انضمامه إلى الحكومة، وهي الخطوة التي تلقى بعض المعارضة سواء من اليسار أو من اليمين في إسرائيل.
فشل المفاوضات
الحديث عن مفاوضات بين نتنياهو وهرتسوغ حول الانضمام للحكومة، كان يتم تداوله في وسائل الإعلام حتى قبل إلقاء خطاب السيسي، لكن مصادر إسرائيلية مقربة من هرتسوغ قالت لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن المفاوضات بين الاثنين فشلت بسبب تراجع نتنياهو عن وعوده التي قطعها لهرتسوغ في حال الموافقة على الانضمام للائتلاف، ووصفوا تلك المفاوضات بأنها تمر بأزمة كبيرة.
التلقف الذي قابلت به وسائل الإعلام الإسرائيلية، تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، فتح المجال أمام تكهنات كبيرة لدى الجمهور في إسرائيل، حول احتمالية ما سيترتب على تلك التصريحات، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
نتنياهو الذي أعرب عن استعداده للتعاون مع مصر والدول العربية والأوروبية من أجل السلام، أعلن أنه عرض حقيبة "الدفاع" على زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيجدور ليبرمان، بدلا من الوزير الحالي، موشيه يعالون، الذي يعيش خلافات كبيرة مع نتنياهو، خلال الأيام الماضية.
خطوة غير متوقعة
يسعى لنتنياهو إلى توسيع حكومته الضيقة "61 مقعدا من 120" حتى يكون لديه مساحة واسعة للحركة والمناورة السياسية، وهذا لن يحدث إلا بضم أحزاب من خارج الائتلاف، لكن فكرة ضم زعيم حزب ديني متطرف مثل أفيجدور ليبرمان، وفي منصب وزير الدفاع، يشكل دلالات تشير إلى عدم التفاؤل حول مستقبل أي عملية سياسية.
من هو ليبرمان
قالت وسائل إعلام إسرائيلية أن ليبرمان قبل عرض نتنياهو بتولي حقيبة الدفاع، وعلى الرغم من عدم إعلان ذلك بشكل رسمي حتى تاريخه، إلا أن هناك مخاوف حتى لدى الإسرائيليين أنفسهم من تولي ليبرمان لهذا المنصب، لعدة أسباب.
ليبرمان هو الشخص الذي هدد أكثر من مرة بضرب السد العالي، جنوب مصر، وهو الذي قال نحو شهرين أنه لن يعيد جثامين الفلسطينيين منفذي عمليات الطعن إلى ذويهم، وهو الذي يخطط لتهجير عرب الداخل إلى خارج "إسرائيل" من أجل إقامة "دولة يهودية"، وهو أيضا الذي قال قبل نحو شهر، إذا صرت وزيرا للدفاع، ولم تعد جثامين المتغيبين، فسأقوم بقتل إسماعيل هنية.
الجمهور يرد
الاقتراح الذي أعلن عنه نتنياهو، أثار ردود أفعال إسرائيلية مستنكرة للخطوة، حيث قال نشطاء إسرائيليون على موقع "تويتر"، إن ما فعله نتنياهو ما هو إلا رده على تصريحات الرئيس المصري.
حيث قالت مغردة تدعى،ميراف إن نتنياهو خائف جدا من مبادرة السيسي، لذلك اختبأ خلف ليبرمان
فيما قال آخر، إنه من المثير للاهتمام الآن كيف ستكون الترتيبات الإقليمية والسيسي إذا أصبح ليبرمان وزيرا للدفاع ونفتالي بينيت وزيرا للخارجية.
وقال محرر الشؤون الدبلوماسية في إذاعة صوت إسرائيل، شمعون أران،: مع ليبرمان سيكون الأمر مثيرا .. ماذا سيقول السيسي، هل سيدعو نتنياهو
واستغرب شيمي شاليف قائلا: اعتقد السيسي أنه سيحصل على المعتدل هرتسوغ، لكنه فوجئ بأنه حصل على الشخص الذي هدد بتفجير سد أسوان .. ليبرمان
فيما دعت إسرائيلية إلى التصويت للسيسي لرئاسة الحكومة الإسرائيلية حتى تخرج من السيرك السياسي في إسرائيل