التوقيت الأربعاء، 30 أبريل 2025
التوقيت 12:09 م , بتوقيت القاهرة

"الأزهر" عن "غدير خم": فتنة واستغلال للأحداث السياسية

قال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، تعليقا على احتفال الشيعة، يوم 18 من ذي الحجة، من كل عام، إن القضية ليست في قال الله، أو قال الرسول، ولكن القضية تكمن فيما قيل وفقا لضوابط العلم الراسخة التي توارثنها من القرأن والسنة، وليس وفقا لأهواء وأغراض.


وأضاف مهنا في تصريح لـ"دوت مصر"، الجمعة، أن ذلك يعد تحويلا لأحداث سياسية تحتمل الخطأ والصواب إلى عقائد تتفرق وتتمزق من أجلها الأمة وتسيل من أجلها الدماء.


وتابع المشرف العام على الرواق الأزهري: "أن تضخيم الأحداث واستغلالها سياسيا هو من أخطر ما واجهته الأمة الإسلامية طوال تاريخها الطويل، وكانت أول الفتن التي أدت إلى تقسيم وتمزيق الأمة إلى فرق وأحزاب وشيع متطاحنة، أضعفتها ومكنت منها اعدائها".


وأشار إلى أن مثل هذه الاحتفالات ليست إلا فتنا، واستثمارا للأحداث السياسية، وتنفيذا لمخططات أعدائنا المتربصين بنا في هذه المرحلة.



ويقيم الشيعة في 18 من ذي الحجة، من كل عام، احتفالات ضخمة، احتفالا بما يسمونه "عيد الغدير"، معتبرين أنه يوم تمام الرسالة وكمال الدين.


يروي الشيعة نسبة عن مصادرهم، روايات تزعم أن النبي محمد حين عودته من حجة الوداع وقف في منطقة غدير خم، يوم الخميس 18 من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، وهنالك أتاه جبريل وقال : "يا رسول الله، إن الله يقرئك السلام ويقول لك: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ * وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) (المائدة: 67)، فأمره أن يقيم عليا علما للناس، ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية، وفرض الطاعة على كل أحد.


وذكرت بعض المراجع الشيعية، أن الشيعة دأبت على مر العصور بالاحتفال بيوم الغدير وهذا الاحتفال بالحقيقة من تأسيس أهل البيت فقد قال النبي محمد: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذى أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي على بن أبى طالب علما لأمتى، يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام دينا".


وبحسب رواية أهل السنة؛ فعن زيد بن أرقم قال: "قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا خطيبًا بماء يُدعى خُمًّا بين مكة والمدينة -وذلك بعد رجوعه من حجة الوداع- فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: «أما بعد، ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين؛ أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".



وقد خطب النبي محمد في حجة الوداع في أكثر من مكان في عرفات ومنى، وأمر أمته بالتمسك بكتاب الله وبسنة نبيه، وأمر بمحبة أهل بيته، وبموالاة علي بن أبي طالب، كما جاء في بعض روايات غدير خم.


ويقول أحمد بن علي المقريزي، شيخ المؤرخيين المصريين: "أعلم أن عيد الغدير لم يكن عيدًا مشروعًا، ولا علمه أحد من سلف الأمة المقتدى بهم، وأول ما عرف في الإسلام بالعراق أيام معز الدولة علي بن بويه، فإنه أحدثه في سنة 352هـ، فاتخذه الشيعة من حينئذ عيدًا"، لافتا إلى أن أول من أحدث بدعة غدير خم هو معز الدولة ابن بويه سنة (352هـ)، حين أمر أن يحتفل بهذا اليوم كما ذكر الإمام ابن كثير في تاريخه، قال: "وكان ذلك بدعة شنيعة وظاهرة منكرة".


وأضاف: "يزعم الشيعة أن النبي محمد قد عيّن عليًّا خليفة له من بعده في غدير خم، وهم في هذا الزعم واهمون مخدوعون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يريد أن يوصي بالخلافة لعلي لأعلن ذلك في يوم عرفة أو في يوم النحر والمسلمون حاضرون مجتمعون، حتى إذا نكص أهل المدينة أو غدروا شهد عليهم باقي المسلمين من غير أهل المدينة".


إقرأ أيضا...


لماذا يحتفل الشيعة بـ"عيد الغدير"؟