لماذا يحتفل الشيعة بـ"عيد الغدير"؟


يقيم الشيعة كل عام في يوم 18 من ذي الحجة احتفالات ضخمة، احتفالا بما يسمونه "عيد الغدير"، معتبرين أنه يوم تمام الرسالة وكمال الدين... فما قصته؟
يروي الشيعة نسبة عن مصادرهم، روايات تزعم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين عودته من حجة الوداع وقف في منطقة غدير خم، يوم الخميس 18 من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، وهنالك أتاه جبريل عليه السلام، فقال: "يا رسول الله, إن الله يقرئك السلام ويقول لك: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ * وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) (المائدة: 67)، فأمره أن يُقِيمَ عليًّا عَلَمًا للناس, ويبلِّغَهُم ما نزل فيه من الْوَلاَيَةِ، وفرض الطاعة على كل أحد.
غدير خم
وذكر الحافظ ابن جرير الطبري في كتاب "الْوَلاَيَةُ في طرق حديث الغدير" عن زيدٍ بن أرقم قال: "لما نزل النبي بغدير خُمٍّ نادى الصلاة جامعة، فاجتمعنا فخطب خُطْبَةً بالغةً، ثم قال: إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْزَلَ عَلَىَّ: (بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (المائدة: 67)، وَقَدْ أَمَرَنِي جِبْرِيلُ عَنْ رَبِّي أَنْ أَقُومَ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ وَأُعْلِمَ كُلَّ أَبْيَضَ وَأَسْوَدَ: أَنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَوَصِيِّى وَالإِمَامُ بَعْدِي.
رواية الشيعة الأساسية
أما رواية الشيعة الأساسية لليوم ذكرها الأميني النجفي في "موسوعة الغدير"، فبعد أن خطب النبي خطبته المطولة فى هذا اليوم، قال: من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟
فقالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: "الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه (ثلاث مرات)، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، إلا فيبلغ الشاهد الغائب".
كمال الدين
ورغم أن معظم- إن لم يكن إجماع- علماء السنة يفيد بأن أية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) (المائدة: 3)، نزلت يوم عرفة فى حجة الوداع، إلا أن علماء الشيعة- وقلة قليلة من علماء السنة- يقولون أنها نزلت يوم غدير خم، وأن النبي قال بعد نزولها: "اللهُ أَكْبَرُ عَلَى إِكْمَالِ الدِّينِ، وَإِتْمَامِ النِّعْمَةِ، وَرِضَا الرَّبِّ بِرِسَالَتِى، وَالْوَلاَيَةِ لِعَلِىٍّ مِنْ بَعْدِى".
تهنئة الصحابة
ويروي الشيعة أن عددا من الصحابة هنأوا الإمام علي بن أبي طالب في هذا اليوم، ومنهم أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطابـ، رضي الله عنهم، فقال كل منهم: "بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ"، وقال عبد الله بن عباسٍ: "وجبت والله في أعناق القوم"، وألقى حسان بن ثابت قصيدة على هذا الموقف.
الفخر بالولاية
ويروى الشيعة أن الإمام علي كان يفتخر بهذا اليوم، فقال في قصيدة فخاره الشهيرة:
تنويه: الصور والمعلومات الموجودة بالموضوع حسب المعتقدات التي يؤمن بها الشيعة.