التوقيت الجمعة، 01 نوفمبر 2024
التوقيت 12:53 ص , بتوقيت القاهرة

10 سنوات على كسر اللبنانيين "القلل" وراء الجيش السوري

في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات، أُقفلت بوابة الحدود اللبنانية السورية وراء آخر الآليات العسكرية السورية "المقيمة" في لبنان، ورحل آخر جندي سوري عن الأراضي اللبنانية، على وقع ضغوط دولية حتمت على سوريا الانصياع إلى القرار الدولي رقم 1559، والانسحاب من لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.


غادر لبنان ما يقارب 14 ألف جندي إضافة إلى عناصر استخباراتية، عمل نظامها طيلة 30 عاما على إيجاد وضع «قانوني» لوجودهم في لبنان بصيغة أو بأخرى، لإقناع المجتمع الدولي بشرعية وجودهم.


في العام 2015 وبعد عشرة أعوام، يتذكر اللبنانيون ما عانوه من الوصاية السورية ورجالاتها، ولا يزال تأثير ذلك ظاهرا علي الأوضاع في الداخل اللبناني.


لبنان لم يكن بخير قبل الانسحاب وبعده


دخل الجيش السوري إلى لبنان عام 1976  بينما كانت نار الحرب الأهلية مستعرة، ليضع حدا للنزاع العسكري وليعيد الأمور إلى ما ما كانت عليه قبل الحرب حسب ما زعم، ولم يغادر الجيش السوري لبنان إلا بعد ما يقرب من 30 عاما.


ورغم ادعاء نظام الأسد البعثي أن وجوده لإنهاء الحرب اللبنانية، بقي حتى رزخ لبنان تحت وطأة الحرب والنيران الفلسطينية والسورية لمدة أربعة عشر عاما أخرى بعد التدخل.



وبعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وموت الرئيس حافظ الأسد عام 2000، واجه الوجود العسكري لسوريا انتقادات شديدة ومعارضة من اللبنانيين، إلى أن انتهي في 26 أبريل بعد "ثورة الأرز" التي كانت رد فعل على اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، فلم يكن أمام سوريا سوى الانسحاب في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات.


"لبنان منصرف لمعالجة قضايا مصيرية تهمه أكثر من إحياء ذكرى"، هكذا قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج علم لـ"دوت مصر"، مؤكدا أن تأثيرات الوجود السوري مازالت حاضرة حتى الآن رغم التغير الديموجرافي علي الساحة العربية والدولية.



وتابع علم أن الانقسام اللبناني نتيجة التدخل السوري مازال قائما، مشيرا إلى أن حزب الوطنيين الأحرار المنتمي لجماعة 14 أذار قد أقام احتفالية بمناسبة الأنسحاب السوري، مؤكدا أن لبنان لم يكن بخير وقت الأحتلال السوري، ولم يكن بخير أيضا بعد الانسحاب.


فيما اعتبر المحلل السياسي السوري نواف الحبال في تصريح لـ"دوت مصر"، أن الانسحاب من لبنان كان عملية طبيعية، مشيرا إلى أن الانسحاب بدأ منذ عام 2000 عقب انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني بفضل المقاومة.


وتابع المحلل السياسي السوري أن أي بلد يعتقد أن تدويل اوضاعه الداخلية سيصب في مصلحة شعبه هو مخطئ، لأن الدول تخدم مصالحها قبل مصالح الشعوب الأخرى، ولذلك أعتقد أن أي تفكير في التدويل هو خطأ.


مقتل ولي سوريا علي لبنان
تأتي الذكري الـ10 للانسحاب السوري من لبنان، تزامنا مع مقتل رستم غزالي، الذي كان صاحب اليد الطولى في لبنان، حكم البلاد بطولها وعرضها. تدخّل في كل الاستحقاقات وكانت له الكلمة الفصل، من الرئاسة إلى أصغر موظف في إدارة رسمية في لبنان، ونعت بأكثر من صفة، كلها تشير إلى أن "أبو عبدو" كان حاكماً بأمره في لبنان، ونفوذه لا يفوقه نفوذ، عسكري، أو سياسي.


وقد تعرف اللبنانيون أكثر على "أبو عبدو" من خلال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في قضية الحريري.



ويري المحلل السياسي اللبناني جورج علم أنه بموت غزالي تموت معه الكثير من الأسرار حول تلك الحقبة، باعتباره كان وليا لسوريا على لبنان، وخصوصا ما يتعلق باغتيال الرئيس رفيق الحريري.


وأضاف علم أن مقتل غزالي في هذا التوقيت هو حادثة لافته، موضحا أن المحاكمات بشأن اغتيال الحريري سوف تنتهي إلى لا شئ بعد مقتل غزالي.


فيما رأي  الحبال، أن من استهدف حياة الرئيس الحريري كان يخطط لنتائج هذه الجريمة والاستفادة منها، مؤكدا أن سوريا تضررت كما تضرر لبنان من هذه الجريمة.


"فنجان القهوة" الطريق إلى المعتقل
في العام 2005 عندما خرج الجيش السوري من لبنان، انتشرت صور لبعض اللبنانيين، يكسرون جرار الفخار "القلل"، خلف آخر الدبابات السورية، المغادرة من نقطة المصنع باتجاه نقطة جديدة يابوس.


حيث شهدت أيام الوجود السوري في لبنان قمعا كبيرا للحريات، وكان مهندس هذه المرحلة اللواء جميل السيد، مدير عام الأمن العام، الذي كان يتابع ملفات الصحفيين ويطاردهم محاولا ترهيبهم. وكان سمير قصير أبرز هؤلاء الصحافيين المطاردين.



وقد ذكر الصحفي بيير عطا الله، أن عملية الاعتقالات كانت تبدأ دائما بدعوة لشرب القهوة في مكتب اللواء جميل السيد، وينتهي الحال بالشخص معلقا علي "البلانكو". وهو تعليق الشخص من قدمه بالجنازير، بحسب ما ذكرت "النهار اللبنانية".