"حمل الرجال".. بدأ بمشهد سينمائي كوميدي و"قلب جد" في أمريكا وبريطانيا


"كيف لرجل أن يحمل" فعلها من قبل الفنان الأمريكى، أرنولد شوارزينجر، فى فيلمه"Junior"، والذي دار في إطار كوميدي، اعتمدت قصته على عالمي الأجنة "أليكس" الذي مثل دوره"أرنولد" و"لاري"، واللذين ظلا يعملان على دواء جديد لتقليل نسبة رفض رحم الأم الحامل للجنين؛ مما يقلل من نسبة الإجهاض، لكن فجأة أوقفت الشركات الداعمة للمشروع الأموال اللازمة لاستكمال التجارب، بجانب سحب السلطات الموافقة على إجراء التجارب على المتطوعين، فيلجأ "لاري" إلى إجراء التجارب على "أليكس" الذي يصبح حاملاً لطفل، يرتبط به أشد الارتباط.
المشهد السابق كنا نتخيل أنه لا يخرج عن كونه كوميديا في شاشة سينما، ترسم مجرد واقع افتراضي غير قابل للتحقق، ولكن بمرور السنوات بعد إنتاج الفيلم، تحول الإنجاب عند الرجال إلى حقيقة صدمت كل من يتابعها، ووفقا لدراسة أخيرة أكدها الباحث والعالم ريتشالد بولسون، الرئيس السابق للجمعية الأمريكية للطب الإنجابي، أثبت إمكانية تحقق هذا المشهد الكوميدي في فيلم "Junior"، إلى حقيقة، عندما أكد قدرة الرجال على الإنجاب، عبر اختبار ناجح قام به في مدينة سان أنطونيو: "يمكنكم الحمل منذ الغد، لكن هناك بعض الصعوبات، ولا أجد مانعا جديا يحد من إمكانية الحمل والإنجاب للرجال".
وكما يؤكد "بولسون"، يحتاج الرجل لكي يلد لزراعة رحم والخضوع لعلاج بالهرمونات، وستكون الولادة عبر عملية قيصرية بسبب البنية الجسدية لحوض الرجل، مؤكدا عبر دراسته أنه يوجد 9 تجارب ناجحة لزراعة الرحم، وفي جميع هذه الحالات، تم إجراء عملية الزرع للنساء، وأجريت معظم العمليات من قبل أطباء سويديين. وترتبط الزيادة في الطلب على هذا النوع من العمليات "زراعة الرحم" بالزيادة في عدد المتحولين جنسيا وعمليات تغيير الجنس.
وقبل تلك الدراسة الصادمة، خاض من قبل المخرج "نور لملوم" تجربة خاصة عبر فيديو يضع الرجال فى تلك اللحظة الصعبة، ويختبر تحديدا قدرتهم على تحمل آلام الولادة عبر تزويدهم بأجهزة تصنع نفس الألم تقريبا، وتصور لحظات استقبالهم لهذا الألم.
وعبر التجربة أخضع المخرج "لملوم" ثلاث شباب لاختبار الألم، وقبل البدء فيه أكدوا قدرتهم على التحمل، ولكن مع بداية التجربة تغير كل شيء واستسلم معظمهم في دقائق، وكانت من أروع الكلمات التى سجلها "لملوم"، نتاج تلك التجربة، ما كتبه على صفحته الشخصية فور تجربته: "تحمل الوجع مكنش ليه علاقة بالقوة البدنية، غريزة الأمومة اللي ربنا وضعها في الست هي بس اللى كفيلة تستحمل وجع زى ده.. مفيش راجل فى الدنيا عنده قدرة يتحمل الوجع ده.. ألم في الولادة وتضحية طول العمر".
يذكر أن تلك التجربة هي تمصير لعدد من التجارب الأجنبية التي طرحت نفس الفكرة، ووضع الرجال فى نفس التجربة.
حمل الأمريكي"توماس"
وقبل هذه التجربة صدم أمريكي، يدعى توماس بيتى، العالم بحمله نيابة عن زوجته، في عام 2011، كأول حالة لرجل يعترف العالم بحمله، حيث أنجب ثلاثة أطفال نيابة عن زوجته نانسي.
ويحكي"توماس"، الذي يعيش في ولاية أريزونا الأميركية، عن تجربة إنجاب 3 أطفال، في لقاء مع الإذاعية الشهيرة أوبرا وينفري أنه كان يحلم بالحصول على طفل وكان يجهل الطريقة، ولكنه كان يحلم بذلك، وبعد ثمانية أعوام من حصوله على هرمون الذكورة توقف عن تعاطيه من أجل أن يحمل، وظلت بعض تأثيرات الهرمون ظاهرة عليه مثل شعر الذقن.
وكان توماس ولد في العام 1974 في هاواي، كأنثى وكان اسمه تريسي لاغوندينو، ليغير جنسه الى رجل، وعندما وصل سنه إلى عشرين عامًا بدأ في الحصول على جرعات من هرمون الذكورة والذي منحه شعرًا في الذقن وصوتًا خشنًا وغير في أعضائه التناسلية، وفي العام 2002 قام بعملية استئصال لثدييه وتحول رسميًا إلى رجل. ولكنه رفض أن يتم استئصال المهبل والرحم الموجودين في جسمه من أجل أن يستطيع الحمل بعدما اضطر الأطباء إلى استئصال رحمه، وكان هدفه هو تحقيق حلمه مع زوجته وإنجاب ثلاثة أطفال.
ولم تكن حالة "توماس" الوحيدة التى أنجبت، ولكن كشفت صحيفتا «ديلي ميل» البريطانية و«صنداي تايمز» فى السابق عن رجل يدعى جوانا داريل، رجل بريطاني تحول إلى أم بعد أن أنجب طفلابصحة جيدة بعد أن أجرى عملية جراحية لتهيئة رحمه للحمل في وقت سابق، وهو شاب في الثلاثينيات من العمر، ولد ثنائي الجنس، حيث كان يحمل أعضاء وهرمونات أنثوية، ولكنه أجرى عملية تحويل جنسي ليصبح رجلا، ولكنه احتفظ بأعضائه الأنثوية بعد العملية. وقال جوانا داريل للصحيفتين إنه في العام الماضي أخذ أدوية هرمونية لإعادة تنشيط الرحم الذي لم تتم إزالته خلال عملية التحويل الجنسي التي أجراها.
وكشف «داريل» الذي يعمل في جمعية بومونت لدعم المتحولين جنسيّا إنه تمكن بالفعل من ولادة طفل بعملية قيصرية لاستحالة الولادة الطبيعية لمثل حالته، وقدم الشكر للمجتمع الذي ساعده حتى تمكن من الإنجاب.
اقرأ أيضا..
ليس للنساء فقط| "الجل والستوستيرون".. أبرز وسائل منع الحمل للرجال
عيال بـ"رخصة".. حقوقيون يرفضون ترخيص الإنجاب ويقدمون روشتة الإنقاذ