التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 01:03 م , بتوقيت القاهرة

في ذكرى استقلالها.. قطر دولة منزوعة السيادة

يأتي اليوم الموافق 3 من سبتمبر، على دويلة قطر، ليمثل يومًا للمذلة بدلًا من الفخر والإعتزاز مثلما كان في عهد المؤسسين.


اليوم الأحد يوافق عيد إستقلال قطر، والتي أصبحت في ذاك التاريخ من عام 1971، دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، بعد أن أنهت العلاقات التعاهدية بينها وبين بريطانيا، ومن ثم انضمت إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.


لقد كانت قطر في عهد "آل ثاني" الأوائل واحدة من دول الخليج المترابطة فيما بينها؛ الأمر الذي انعكس حتى من معنى تصميم علمها، فبحسب ملفات وزارة الخارجية البريطانية في عام 1931، بشأن تصميم علم قطر، فإن الرؤوس التسعة بالعلم ترمز إلى أنها العضو التاسع في الإمارات المتصالحة في دول الخليج - قطر وأم القوين ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان والشارقة ودبي وأبوظبي والبحرين - والتي اتحدت في ذاك الوقت لتكون قوة متحدة في مواجهة الإستعمار والتدخل الأجنبي.


اقرأ أيضًا : مواصلة لسياستها المارقة.. قطر تطلق حملة للنيل من مجلس التعاون الخليجي


ومن ثم يأتي اليوم في عهد تنظيم الحمدين - حكومة قطر - ليعكس أكاذيبه بشأن ما يتغنون به حول "السيادة"؛ فبحسب التاريخ تحققت سيادة قطر، عندما استقلت عن الإستعمار والمعاهدات مع الأجانب، وأيضًا بعد أن حقق الشيخ جاسم آل ثاني، والذي يعتبر مؤسس قطر الحديثة؛ وقواته الهزيمة بالعثمانيين في المعركة التي اشتهرت بـ"معركة الوجبة"، حيث كانت على مسافة تبعد عن قصر الوجبة بـ15 كم، في مارس من عام 1893، عندما قاد الوالي العثماني قوة كبيرة وتوجه صوب الوجبة بقصد إلقاء القبض على الشيخ جاسم وتقديمه للمحاكمة، في حين علم الأخير بذلك الأمر وأعد قواته وزودها بالسلاح والذخيرة والمواد الغذائية والمياه، ووضعت في مواقع مهمة على الطرق التي سوف تسلكها القوات التركية، وبالفعل وبحسب بحث بعنوان "موقف الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني من التنافس العثماني البريطاني" للدكتور عبدالقادر بن حمود القحطاني؛ نجحت خطته حيث وقعت القوات التركية في مصيدة قواته وأنزلت بالقوات المعتدية هزيمة ساحقة بعد معركة شرسة، قتل فيها عدد كبير من القوات العثمانية.


اقرأ أيضًا : تعرف على حقيقة 4 مصطلحات زائفة يروج لها تنظيم الحمدين


أما الآن يسلم "تميم" وحكومته، مفاتيح الدوحة لتركيا وإيران؛ حيث سرعان ما فعلت قطر اتفاقية عسكرية بينها وأنقرة، ووصلت بالفعل 6 دفعات عسكرية تركية إلى الأراضي القطرية بنهاية يوليو الماضي، إلى جانب قوات الحرس الثوري التي احتفى بها تنظيم الحمدين لحماية القصر الأميري في الدوحة، نظرًا لمخاوفهم من تداعيات سياساتهم الداعمة للإرهاب.


ويعكس ما سبق ذكره الفارق بين حكام قطر الحاليين وحكامها المؤسسين الذين جلبوا الفخر والعز لدولتهم، والحفاظ عليها ضمن الكيان الخليجي، في حين أن تنظيم الحمدين الآن يهدد بإنسحاب قطر من منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، للتحالف مع تركيا وإيران، على حساب أمن واستقرار المنطقة، لحماية مصالح شخصية، وليس سيادة قطر مثلما تحاول الترويج.


اقرأ أيضًا : بتحالف قطري تركي إيراني.. الدوحة تعاند مطالب الدول الأربع


وكانت الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر، إثر ثبات دعم وتمويل الإرهاب وزعزعة أمن واستقرار المنطقة. فيما تستمر قطر في تعنتها تجاه قائمة مطالب الدول العربية التي من شأنها احتواء تلك الورطة القطرية المثبوتة بالأدلة والبراهين.


شاهد أيضًا : فيديو| بعد مرور 80 يوما.. كيف تعاملت قطر مع مطالب دول المقاطعة ؟