التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 02:02 م , بتوقيت القاهرة

لحن القوافي|  أحمد شوقي "لم أَدر ما طيب العِناقِ على الهوى حتى ترفَّـق ساعدي فطواكِ"

ينشر "دوت مصر" يوميًّا وحتى انتهاء شهر رمضان، أحد قصائد العشق الإلهي والعذري التي يرددها البعض أو قد سمعها من مطرب أو منشد ولا يعرف باقي تلك القصيدة أو صاحبها.


هؤلاء الشعراء ذابوا شوقا فأذابوا بتنهداتهم الرقيقة، العاشقون اشتياقًا، وغردوا على أوتار القلب فخرجت كلماتهم لحن قوافي يسبي ويسري بين الأفئدة، رقوا وارتقوا فصارت حروفهم ألسنة تطير لا يحدها زمان أو مكان.


قصيدة اليوم للشاعر أحمد شوقي أمير الشعراء


لم يكن مجرد شاعرا أو أميرا للشعراء فقط، وإنا حاز الإمارة في الرواية والنثر أيضاُ.


كان لديه وازع وشعور وطني رغم نشأته في كنف الخديوي إسماعيل وكان مشتعل الحنين للوطن.


وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي


عبر عن ألام وجراح الشعب وصار لسانه النابض.


نظم الشعر في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، في قصيدة شهيرة تغنت بها سيدة الغناء العربي أم كلثوم


 


ولد الهدى فالكائنات ضياء ... وفم الزمان تبسم وثناء


الروح والملأ الملائك حوله ... للدين والدنيا به بشراء


والعرش يزهو والحظيرة تزدهي ... والمنتهى والسدرة العصماء


وحديقة الفرقان ضاحكة الربا ... بالترجمان شذية غناء


والوحي يقطر سلسلا من سلسل ... واللوح والقلم الرفيع وراء


نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة ... في اللوح واسم محمد طغراء


اسم الجلالة في بديع حروفه ... ألف هنالك واسمه طه الباء


ياخير من جاء الوجود تحية من مرسلين الى الهدى بك جاؤوا


ونظم في السياسة ونظم في الشوق إلى مصر وحب الوطن، والغزل، والمديح.


صحا القلبُ، إلاَّ من خُمارِ أَماني يجاذبُني في الغِيدِ رَثَّ عِناني


 حنانيك قلبي، هل أعيدُ لك الصِّبا؟ وهل للفتى بالمستحيل يَدان؟


عارض قصيدة بردة المديح للإمام البوصيري


 رِيمٌ عَلَى الْقَاعِ بَيْنَ الْبَانِ وَالْعَلَمِ   أَحَلَّ سَفْكَ دَمِي فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ


لَمَّا رَنَا حَدَّثَنِي النَّفْسُ قَائِلَةً  يَاوَيْحَ قَلْبِكَ بِالسَّهْمِ الْمُصِيبِ رُمِي


كما عارض نونية ابن زيدون بقصيدته المشهورة


يا نائح الطلح أشباه عوادينا   نشجى لواديك أم نأسى لوادينا ؟


ماذا تقص علينا غير أن يــدا  قصت جناحك جالت فى حواشينا


رمى بنا البين أيكا غير سامرنا       أخـا الغريب وظلا غير نادينا


كلٌّ رمَتْه النَّوى: رِيشَ الفراقُ لنا      سَهْماً، وسلّ عليكَ البينُ سِكِّينا


من أشهر قصائده يا جارة الوادي التي تغنى بها عدد من المطربين والمنشدين أشهرهم مطرب الأجيال محمد عبد الوهاب، وشيخ المداحين أحمد التوني، والمطربة فيروز.


شَيّعـتُ أَحْـلامـي بقلـبٍ بـاكِ  ولَمَحتُ من طُرُق المِـلاحِ شِباكـي


ورجـعـتُ أَدراجَ الشبـاب ووِرْدَه      أَمشي مكانَهمـا علـى الأَشـواكِ


وبجـانبِـي واهٍ كـأَن خُفـوقَـه   لَمـا تلفَّـتَ جَهْشَـةُ المُتبـاكـي


شاكِي السلاحِ إذا خـلا بضلوعـه      فإذا أُهيـبَ بـه فليـس بـشـاكِ


قد راعـه أَنـي طوَيْـتُ حبائلـي من بعـد طـول تنـاولٍ وفكـاكِ


وَيْحَ ابنِ جَنْبـي ؟ كلُّ غايـةِ لـذَّةٍ       بعـدَ الشبـابِ عـزيـزةُ الإدراكِ


لـم تَبـقَ منَّا ، يا فـؤادُ ، بقيّـةٌ  لـفـتـوّةٍ ، أَو فَضلـةٌ لـعِـراكِ


كنا إذا صفَّقْـتَ نستبـق الـهوى ونَشُـدُّ شَـدَّ العُصبـةِ الـفُتَّـاكِ


واليومَ تبعـث فـيّ حيـن تَهُزُّنـي       مـا يبعـث الناقـوسُ فِي النُّسّـاكِ



يا جارةَ الوادي ، طَرِبْـتُ وعادنـي    ما يشبـهُ الأَحـلامَ مـن ذكـراكِ


مَثَّلْتُ فِي الذِكْرَى هَواكِ وفِي الكَرَى  والذِّكرياتُ صَدَى السّنينَ الحَاكـي


ولقد مررتُ على الريـاض برَبْـوَةٍ    غَـنَّـاءَ كنـتُ حِيالَهـا أَلقـاكِ


ضحِكَتْ إلـيَّ وجُوهها وعيونُهـا       ووجـدْتُ فِـي أَنفاسهـا ريّـاكِ


فذهبتُ فِي الأَيـام أَذكـر رَفْرَفـاً        بيـن الجـداولِ والعيـونِ حَـواكِ


أَذكَرْتِ هَرْوَلَةَ الصبابـةِ والـهوى      لـما خَطَـرْتِ يُقبِّـلان خُطـاكِ ؟


لم أَدر ما طِيبُ العِناقِ على الـهوى   حتـى ترفَّـق ساعـدي فطـواكِ


وتأَوَّدَتْ أَعطـافُ بانِك فِي يـدي      واحـمرّ مـن خَفَرَيْهمـا خـدّاكِ


ودخَلْتُ فِي ليلين: فَرْعِك والدُّجـى    ولثمـتُ كالصّبـح المنـوِّرِ فـاكِ


ووجدْتُ فِي كُنْهِ الجوانـحِ نَشْـوَةً       من طيب فيك ، ومن سُلاف لَمَـاكِ


وتعطَّلَتْ لغـةُ الكـلامِ وخاطبَـتْ       عَيْنَـيَّ فِي لُغَـة الـهَوى عينـاكِ


ومَحَوْتُ كلَّ لُبانـةٍ من خاطـري       ونَسِيـتُ كلَّ تَعاتُـبٍ وتَشاكـي


لا أَمسِ من عمرِ الزمـان ولا غَـد     جُمِع الزمانُ فكـان يـومَ رِضـاكِ


وله أيضا قصيدة مشهورة يقول فيها



منكَ يا هاجرُ دائي     وبكفَّيْكَ دَوائي


يا مُنَى روحي، ودنيا  يَ، وسُؤْلي، ورجائي


أَنت إن شئتَ نعيمي   وإذا شئتَ شقائي


ليس مِنْ عُمرِيَ يومٌ   لا ترى فيه لِقائي


وحياتي في التَّداني    ومماتي في التَّنائي


نَمْ على نسيان سُهدي  فيك، واضحكْ من بُكائي


وغنى له محمد عبد الوهاب أيضا قصيدة مضناك جفاه ومرقده


 


مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه   وبكاه ورَحَّمَ عُوَّدُهُ


حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ    مقروح الجفنِ مسهَّدُه


أودى حرفاً إلا رمقاً   يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ


يستهوي الوُرْق تأوُّهه ويذيب الصخرَ تنهُّدهُ


ويناجي النجمَ ويُتعبه  ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ


ويعلم كلَّ مُطوَّقة ٍ     شجناً في الدَّوحِ تُردِّدهُ


كم مدّ لِطَيْفِكَ من شَرَكٍ        وتأدّب لا يتصيَّدهُ


فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ ولعلّ خيالك مُسعِدهُ


الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ  والسُّورَة ِ إنك مُفرَدهُ


قد وَدَّ جمالك أو قبساً  حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه


وتمنَّت كلٌّ مُقطَّعة ٍ    يدَها لو تُبْعَث تَشهدُهُ


جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي      أكذلك خدُّك يَجْحَدُه؟


وله أيضا في الغزل


شَيَّعتُ أَحلامي بِقَلبٍ باكِ      وَلَمَمتُ مِن طُرُقِ المِلاحِ شِباكي


وَرَجَعتُ أَدراجَ الشَبابِ وَوَردِهِ        أَمشي مَكانَهُما عَلى الأَشواكِ


وَبِجانِبي واهٍ كَأنَّ خُفوقَهُ       لَمّا تَلَفَّتَ جَهشَةُ المُتَباكي


شاكي السِلاحِ إِذا خَلا بِضُلوعِهِ       فَإِذا أُهيبَ بِهِ فَلَيسَ بِشاكِ


قَد راعَهُ أَنّي طَوَيتُ حَبائِلي   مِن بَعدِ طولِ تَناوُلٍ وَفِكاكِ


وَيحَ اِبنِ جَنبي كُلُّ غايَةِ لَذَّةٍ   بَعدَ الشَبابِ عَزيزَةُ الإِدراكِ


الحلقات السابقة


لحن القوافي| مانع سعيد العتيبة "فرض الحبيب دلاله وتمنعَ وأبى بغير عذابنا أن يقنعَ"


لحن القوافي| إبراهيم ناجي "لو جرت في خاطري أقصى المنى لتمنيتُ خيالاً من خيالك"


لحن القوافي| أبو مدين الغوث.. "تضيقُ بنا الدنيا إذا غبتُم ُعنا"


لحن القوافي| ابن عبد ربه الأندلسي "أَعطيتُهُ ما سأَلا حكَّمتهُ لوْ عدلا"