التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 04:52 م , بتوقيت القاهرة

الإسلاميون أفسدوا حياة كل مولود?

يقول لك الإسلاميون إن "العيل بييجي برزقه"، لكن الحياة تكذبهم. فالعيال تأتي وتأتي معها الفاقة للمجتمع. وفي مصر أكثر من 30? يعيشون تحت خط الفقر. 
?
مقولة خطيرة، لأنها تؤثر بشكل أساسي في الشريحة التي تزيد كثرة العيال إلى مآسيها مزيدا، شريحة الفقراء. ?
?
مقولة خطيرة، لأنها تستخدم كلمة "الرزق" بدل كلمة "الكسب". فالعيل، كل واحدة وواحد فينا، ينبغي أن تأتي بكسبها، لا برزقها. الكسب عمل من أجل الحصول على مقابل. الرزق تسول من السماء والأرض. أو لنكن صرحاء، هو تسول من الأرض مع توجيه الشكر للسماء. كالشحاذين الذين يمرون من شارعنا ليلا منادين "تكالي عليك يا رب" بينما يتطلعون إلى بلكونات البشر. ?
?
تنظيم النسل حرب على الإسلام، والخوف من الفاقة شك في قدرة الرب الذي "يرزق" الإنسان كما الطير، تغدو خماصا وتعود بطانا. وكأن هذا الطير يجد الدود والقمح في فمه، وكأنه لا يكسب غذاءه وغذاء فراخه بالتعب والمخاطرة، وكأنه في سعيه هذا ذاهب في نزهة وليس صيدا محتملا كما صائد محتمل. ?
?
لقد أتلف هؤلاء الإسلاميون تفكيرنا. أفسدوا القدرة على النظرة النقدية لما يُردد على مسامعنا.?



?
العيل بييجي برزقه مقولة خطيرة لأنها توقف الأدمغة عن التفكير الواقعي، وتحيلها إلى غير ذلك.?
?
العيل بييجي برزقه مقولة خطيرة لأنها انتقلت من المساجد إلى الصالونات والمدارس والمصالح الحكومية، من أفواه الدعاة إلى أفواه "المتعلمين" إلى أرحام النساء. ?
?
مقولة خطيرة لأننا لم نبلغ التسعين مليونا فحسب، وتلك وحدها كارثة، إنما أيضا بلغنا معدلات زيادة مخيفة. في عام 2005، طبقا لإحصاءات البنك الدولي، كنا وإيران على نفس المستوى، 70 مليونا. بعد عشر سنوات، صرنا 90 مليونا وصارت إيران 78 مليونا. ?
?
أي أن معدل زيادتنا يفوق إيران مرتين ونصفا. وهي "جمهورية إيران الإسلامية". لدرجة أن البنك الدولي يدعونا إلى الاستفادة من تجربة إيران. في هذا الموضوع مقارنة بين المواليد في الدولتين?
?
?

ومخطئة إن ظننتِ أنهم يفعلون ذلك ترديدا دون فهم. بل إنهم بثقافتهم السياسية القادمة من أكثر من ألف عام يعتقدون أن العيال عزوة، وأن الكثرة ستكون أفضل للجهاد، فلا نأسى على قتلانا فيه. كل ما علينا أن نتكفل بأرملة الشهيد ومطلقة الكسيح، مثنى وثلاث ورباع. هكذا يبنون صورة العالم الساذجة في أذهانهم. وهكذا يمشون بين الناس بالدعاية، وبالتصريح بأن أي تصرف غير ذلك حرب على الإسلام. ?
?
ثم إن هذا جزء من محاولة "التثوير" وإشاعة النقمة. مجرد جناح في الحرب على السياحة والاقتصاد والتفكير المنطقي. فزيادة العدد تعني استمرار النقمة. وبين من؟ بصورة أكبر بين الشرائح التي يريدونها جيشا لهم. ?
?
هل أتجنى على الإسلاميين؟?
?
في الحقيقة نعم. فالطامة التي لا تقل عنهم هم الخاضعون لدعاواهم من غيرهم. هؤلاء المتعلمون الأميون الذين يرددون كلام الإسلاميين بلا فهم، في مسعى لتجميع "الحسنات غير المكلفة". المتعلمون الأميون الذين سيطروا على سياسة حياتنا ورسم خطط البلد. ?
?
هؤلاء، في مسعاهم لشراء الولاء، جعلوا المواليد بلا تكلفة، يتعلمون بالمجان ويرثون ما "استأجره" آباؤهم، ويعتبرون الوظيفة حقا مستحقا. ?
?
ومَن بلا تكلفة تصير بلا ثمن، ننحشر في المواصلات العامة، نندس في الفصول، نتزاحم على الرعاية الطبية. ?
?
لقد خرب الإسلاميون حياتنا، وساعدهم الجهال. والآن يجب أن يكون لتحديد النسل أولوية قصوى. ولا سبيل لذلك سوى أن يعرف كل مواطن ومواطنة أن لكل مولود تكلفة، وأن الأبوين، وليس من سواهما من البشر، يجب أن يتكفلا بذلك.?
?
العيل مش بييجي بتعليمه ومواصلاته ووظيفته. هذه أشياء يصنعها البشر.?