التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 08:22 ص , بتوقيت القاهرة

الأنشطة المدرسية "في خبر كان".. والألعاب الإلكترونية بديل الطلاب

"النشاط المدرسي" كلمة حذفت من قاموس المدارس الحكومية، لتصبح المدارس مكانا لتعبئة عقول الطلاب بالمعلومات العلمية، ثم حفظها للامتحان بها فقط، أما النشاط المدرسي الذي كان في البداية في نفس أهمية المواد العلمية فتلاشى شيئا فشيئا.


وكانت الإدارات التعليمية في كل منطقة تقيم مسابقات في كل الأنشطة من رياضة وموسيقي ومسرح، ولكن أين الأنشطة المدرسية الآن؟.. في الحقيقة لا يوجد نشاطا مدرسيا إلا قلة قليلة، ومن ثم اتجه الأطفال لمجالات شتى لتفريغ طاقاتهم المكبوتة مثل الألعاب الإلكترونية التي تولد بداخلهم العنف والانعزال.


"النشاط المسرحي" بداية معظم نجوم الوسط الفني، والحقيقة أن المسرح المدرسي لم ينجب نجوما فقط بل أدباءً ونقادا وكتابا ومثقفين، فالهدف الأول من النشاط المسرحي في المدارس هو نشر الوعي الثقافي والتفاعل الجماعي بين الأطفال وخلق جيل سوي ولديه الوعي الكافي للنهوض ببلده وتطويرها.


ومع تدهور الأنشطة المدرسية تلاشى دور المسرح المدرسي، وتلاشت المسابقات المسرحية في الإدارات التعليمية، ليقتصر شكل المسرح في أذهان الأطفال على مسرح الفضائيات "مسرح مصر" والاسكتشات الكوميدية، وفقد القيمة الحقيقية للمسرح.


لقطة من مسرح مدرسة الحوامدية


وفي تصريحات خاصة لـ "دوت مصر" حول أسباب تراجع دور المسرح المدرسي وأهميته، أكد الخبير التربوي كمال مغيث، أن السبب الرئيسي في غياب الأنشطة المسرحية بشكل عام هو انعدام الرغبة في وجود توجه نشاط مدرسي من الأساس، ويرجع ذلك لهيمنة المتطرفين على التعليم في مصر الذين يرون أن المسرح والموسيقى "حرام".


وأضاف أن المشروع الوطني هو أساس التعليم، مشددا على ضرورة وضع أهداف قومية تعمل عليها كل مؤسسات الدولة، ومنها مؤسسة التعليم والتربية التي تصيغ مناهجا وتقيم أنشطة متنوعة تعزز تلك الأهداف.


ونادى مغيث بأن تصبح الأنشطة المدرسية ضمن علامات شهادة الطالب، وتتنوع حسب ميوله، كما أنه يجب أن تمول الأنشطة المدرسية وتؤهل المدارس بمسارح مجهزة لممارسة النشاط المسرحي ومدرسين مدربين لربط الأهداف القومية بالنشاط المسرحي مثل الحس على الحرية واحترام الآخر والعمل على النهوض بالمجتمع.  


من جانبه، أكد الكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني، أن النشاط المسرحي بالمدارس الحكومية يواجه تدهور كبير، والقلة المنتجين لمسرح مدرسي يلجأون لنصوص ضعيفة لتقديمها أو أسكتشات قصيرة بلا هدف أو رسالة مفيدة للطلاب المشاركين والمتفرجين معاً.


وأشار إلى أن النشاطات المسرحية والفنية في المدارس ليس الهدف منها تقديم عروض مسرحية أو خروج جيل فني جديد فقط، بل تربية جيل واعي ومثقف ومتوازن نفسياً، كما أن النشاط الفني يعطي للطفل قدرة على التعامل السوي والاحتكاك بالآخرين وقراءة نصا أدبيا بتذوق وإحساس وتقدير لقيمة الكلمة والتحرر من الألعاب والأفلام المنتشرة التي تبث العنف في أطفالنا يومياً.


فيما دعا الناقد المسرحي باسم صادق، للاتفاق حول الهدف من المسرح المدرسي بالبداية، متابعا "هناك خلط بين المسرح المدرسي ومسرحة المناهج والمسرح التعليمي، فكل نوع منهم له هدفه وأسلوبه".


وأشار إلى أن برتوكولات التعاون بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم دائماً يكون مصيرها التوقف لأسباب مبهمة لا يعرفها أحد، ومنها برتوكول التعاون بين وزارة التربية والتعليم وبين الهيئة العربية للمسرح بتأهيل موجهي المسارح المدرسية في كل المحافظات من خلال ورش تدريبية ثم توقف بدون أسباب واضحة.


وأضاف أن معظم فناني مصر جاء نجاحهم من ممارسة النشاط المسرحي في المدارس، ومن أهم تلك المدارس مدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة والتي خرج منها أشهر نجوم الوسط الفني بداية من الفنان يوسف وهبي وأحمد مظهر إلى النجم الشاب محمد رمضان.


اقرأ ايضًا ..


رغم كل شيء مسرح الدولة بلا جمهور.. فما هو السبب؟


"الحوت الأزرق" و"مريم".. ألعاب مدمرة لحياة المراهقين