التوقيت الأحد، 19 مايو 2024
التوقيت 03:25 ص , بتوقيت القاهرة

"عملت نفسها من بنها".. سر صمت الإخوان تجاه الاحتجاجات في إيران

تشهد إيران منذ أسبوع اندلاع احتجاجات عمت طهران؛ للمطالبة بالإطاحة بالمرشد العام للثورة الإيرانية، واجهتها جماعة الإخوان الإرهابية بالصمت الرهيب، في الوقت الذي لم تترك شاردة ولا واردة في العالم إلا وعلقت عليها، لإقحام ذاتها في الشئون الداخلية للدول، وكذلك الأزمات التي عمت دول الشرق الأوسط.

 

ووقف وراء هذا الصمت عدد كبير من الروابط التي جمعت بين طهران والجماعة الإرهابية، والتي ظلت الأولى منبع السند الكبير لها لدعم وتمويل إرهابها لعرقلة مسيرة التنمية في مصر والدول العربية.

 

وهو ذاته الصمت الذي مارسته الجماعة الإرهابية إبان احتجاجات عام 2009، التي اندلعت في إيران اعتراضًا على نتائج الانتخابات الرئاسية، إلى جانب موقفها من الإعدامات التي قامت بها إيران بحق 20 سنيًا لديها، حينها "عملت الإخوان نفسها من بنها"، ولم تصدر أي بيان إدانة بحق الانتهاكات التي استخدمتها دولة الملالي في مواجهة أهل السنة الموجودين لديها.

 

الاحتجاجات الإيرانية

 

العلاقة الممتدة القائمة على الدعم اللوجيستي والمادي بين الطرفين ظهرت جليًا في أزمة الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة، حيث جمعت الطرفين فكرة الخلافة الإسلامية التي روجها الطرفين لتخريب الدول ونشر الإرهاب في العالم أجمع.

هذا الصمت المريب له أسباب قديمة وعلاقات ممتدة كانت شاهدة عليها استضافة إيران لعدد كبير من قيادات الإخوان، بعد مقتل الرئيس السادات، كان أبرزهم رفاعة طه سرور، ومحمد الإسلامبولي بعد صدور قرارات بملاحقتهم أمنيًا.


وأثناء حكم المعزول محمد مرسي توطدت العلاقة بين الطرفين بزيارة "مرسي"، ووصف علي أكبر ولاياتى، وزير الخارجية الإيرانى الأسبق، ومستشار "خامنئي" في ندوة عن "الحوزة الدينية والصحوة الإسلامية"، بمدينة "مشهد" الإيرانية، أنّ "الإخوان المسلمين هم الأقرب إلى طهران بين جميع المجموعات الإسلامية".


مرسي وعلي أكبر ولاياتي وقادة إيرانيين


كما ظل مفهوم الحاكمية، ضمن الأفكار المشتركة بين الإخوان وطهران، والتي وضع لأسسها حسن البنا مؤسس الإخوان ومفكرها سيد قطب، والتي تأثرت بها الثورة الإسلامية في إيران، وكان لهذا أثره الكبير في عدم دعم "طهران" لثورة 30 يونيو، والتمسك بالوقوف إلى جانب الإخوان، كرد جميل على موقف الإخوان المرحب من قبل للثورة الإسلامية منذ بزوغها، والتي خرجت ضد الشاه، لتتحول "طهران" منذ ذلك الحين إلى حكم المرشد، وهو ما يشبه نفس نظام الإخوان الذي تتبعه داخل أروقة التنظيم.

 

الاحتجاجات الإيرانية

 

التشابه بين إيران والإخوان، لم يقف عند حدود الدعم المادي، لكنه يمتد لقائمة الاغتيالات التي نفذها الطرفان، والتي تعود إلى الخمسينيات، عندما زار مجتبى نواب صفوي القاهرة والتقى قيادات الإخوان آنذاك.

 

وقبل مجيء «صفوي» لمصر أسس عام 1941 تنظيمًا شيعيًا مسلحًا يدعى «فدائيان إسلام»، تولى عددًا من عمليات الاغتيال، أبرزها محاولة الاغتيال الفاشلة للملك الإيراني محمد رضا بهلوي، ورئيس الوزراء عبد الحسين هجير عام 1949.

 

وتمخض عن هذا التنظيم، الموالين لمؤسس النظام الإيراني آية الله خميني، والذي كان على علاقات وطيدة بالإخوان منذ تأسيسها، وهو نفس النهج الذي قامت به جماعة الإخوان من اغتيالات لعدد من خصومها، والذي يتجلى في تأسيس حسن البنا التنظيم الخاص «السري» لمحاربة كل من خالفه الرأي.

 


اقرأ أيضًا