الاستقالات الجماعية، دائما ما تكون دليلا على انحراف أي حزب سياسي عن أيدلوجيته الفكرية التي بدأ بها، ليصبح بعيدا عن أفكار وأحلام أعضائه ومؤيديه، ويتبع ذلك انهيار الحزب بعد تفرق جماعته وتغريد قياداته خارج السرب لنطوي صفحة مشاركته في الحياة السياسية بكل نجاحاتها وكوارثها ونبدأ من جديد مع حزب أخر.

حزب الرجل الواحد

زلزال الاستقالات، الذي يضرب حزب الحركة الوطنية خلال الفترة الأخيرة قد يقوده إلى مصير مظلم قاتم السواد، ليختفي عن الساحة السياسية في القريب العاجل بعد خلوه الأعضاء ليصبح "على المحارة"، يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه المستقيلين، محاولة بعض قيادات الحزب التحالف مع شياطين السياسة والجماعات الإرهابية – وفقا لأسباب استقالة أعضاء الحزب- ، إلى جانب مستوى عمل الحزب السياسي والتوعوي والخدمي والمجتمعي وعدم وجود مقرات له.

"الحركة الوطنية"، يمكنك ببساطة أن تطلق عليه حزب "الرجل الواحد"، فالحزب الذي أسسه الفريق أحمد شفيق، وكان يُراهن على تصدره المشهد السياسي، حصد 5 مقاعد داخل مجلس النواب بصعوبة بالغة، وسط غياب رئيس الحزب وسفره للإمارات وتلويحه بالاستقالة في أكثر من مناسبة، ثم تلويحه بإمكانية خوضه انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، وسط معلومات مؤكدة بتحالف قيادات الحزب مع جماعة الإخوان الإرهابية بدعم "شفيق"، لتعلو مطالب الاستقالات الجماعية فوق استمرار العمل السياسي بعد أن وضع رئيس الحزب يده في يد القتلة للوصول إلى الكرسي.

"أسامة الشاهد" أول المستقيلين

شهد حزب الحركة الوطنية الذي يترأسه الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى الأسبق، استقالات متتالية سواء في القاهرة أو على مستوى المحافظات، بدأها القيادى البارز في الحزب وعضو الهيئة العليا بالحزب أسامة الشاهد، مستبعدا وجود أي خلافات سواء مع الفريق شفيق رئيس الحزب، قائلا: إنه يعد الأب الروحى له"، وأنه لا يوجد خلافات مع الأعضاء أو القيادات بالحزب.

ليلحق سريعا بـ "الشاهد" رئيس أمانة الإسكندرية محمد الحلو، إلى عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب باستقالاتهم، وهم: اللواء سمير عيد، والعقيد إيهاب موسى، بالإضافة إلى اللواء سمير عيد أمين الشئون الإدارية والمالية، بعد الاستقالات الجماعية التى شهدها الحزب فى كل من أمانة الإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية.

تحالف خفي مع الإخوان

واتفق الجميع، في استقالاتهم، أن السبب هو  تدخلات لجماعة الإخوان الإرهابية في الحزب أثرت بشكل سلبي علي مسار الحزب وقياداته، وأشارت المعلومات إلى أن هذا التحالف خرجت عنه قرارات غير مدروسة بعدم استشارة آراء مُؤسسي الحزب أو أعضاءه الأمر الذي جعل الإرهابية سيطرت على الحزب بشكل كامل، بالإضافة إلى فصل الحزب تمامًا عن الفريق أحمد شفيق رئيس الحزب وذلك بسبب طموحات اللواء رؤوف بأن يصبح رئيسًا للحزب.

كما أقرت أمانة الحزب ببور سعيد هي الأخرى، خلال استقالة عدد من أعضائها، بتعاون عدد من قيادات الحزب مع "الإخوان"، الأمر الذي سرعان ما نفاه نائب رئيس الحزب، عن وجود أي علاقة سواء من قريب أو بعيد بالجماعة.

انتفاضة في الإسماعيلية

واتفق المهندس محمد جبر أمين حزب الحركة الوطنية بالقصاصين في محافظة الإسماعيلية، مع المستقيلين من "الحركة الوطنية، بأن هناك قيادات بالحزب تحالفت مع جماعة الإخوان لمساندة الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية القادمة والمُقرر عقدها 2018 وتقدم باستقالته في النهاية، وعلى آثر تصريحات جبر أعلن 9 من أعضاء الحزب أيضًا تقديمهم استقالتهم من الحزب.

وتقدم أيضًا حسام الدين مصطفي أمين قسم ثاني حزب الحركة بالإسماعيلية باستقالته اعتراضًا علي سياسة الحزب التي تتخذ مواقف معادية للدولة من خلال هيئة الأمانة العامة بالقاهرة من أجل تحقيق مصالح وأغراض شخصية.

الإسكندرية أعلنتها صريحة

وعقب ذلك تقدم كافة أعضاء ومسئولي هيئات مكاتب الأمانات النوعية لحزب الحركة الوطنية بالإسكندرية باستقالة جماعية على خلفية سياسات الحزب وتحالف عدد من قياداته مع الإخوان لمساندة الفريق شفيق في الانتخابات الرئاسية.

اقرأ أيضا: 

أول استقالة في أمانة "الحركة الوطنية" بالشرقية اعتراضا على سياسات قيادات الحزب

"شفيق يا راجل!".. هذا ما تبقى من "الحركة الوطنية" بعد تحالف رئيسه مع الإرهابية