التوقيت الأحد، 19 مايو 2024
التوقيت 03:22 م , بتوقيت القاهرة

بروفايل| في ذكرى ميلاده.. "جون ميلتون" أعمى أنار الطريق لـ"الفردوس المفقود"

408 أعوام تفصلنا عن ميلاد الشاعرالإنجليزي جون ميلتون، والذي يحل اليوم ذكرى ميلاده عام 1608، وما زال فردوسه المفقود يتحكم فى أحلامنا ليرافق حلم كل إنسان ليمنحه السلام والطمأنينة من أجل مواجهة الشيطان الذى يسكن كل روح منا، فيدمر العالم ويدمر علاقتنا بأصدقائنا وبأحبائنا وبذاتنا، ويشوه أرواحنا،


صورة متخيلة للشيطان بالفردوس المفقود


هي الرحلة التى تكبدنا استنزاف كثير من المناديل الورقية ليلا ونحن نبكى قبل نومنا وخلودنا إلى ذاتنا لمحاسبتها عن نتائج دوامنا اليومى، لنرى تعثرنا فى خيبة المحاولة والانتصار على شيطان النفس، من أجل ترك نقطة من النور تضيء ضميرنا لإصلاح ما أفسدته أيدينا فى الصباحات المتكررة، ورغم المسافة الطويلة التى تفصلنا عن حياة ميلتون وأوجاعه، إلا أن كلماته ما زال يرددها رواد موقعي التواصل الاجتماعى "فيس بوك وتويتر"، لتدق أوجاعه على جدار أوجاعنا.


مقاومة العمى


ولأن القوي ليس من يهزم الضعيف، ولكن من يهزم شيطان نفسه، حمل "ميلتون" عنا مشاق الرحلة من قبل، وهو يقاوم بؤس الحياة الصعبة التى تعرض لها، بعد فقد بصره في سن صغيرة، ليقاوم ويتحمل المعاناة بإيمان ويردد "أن نهاية كل التعلم هو معرفة الله، ومن هذه المعرفة نتعلم كيف نحبه ونتشبه به"، ورغم معاناته التى تجسدت فى العمى والتى دفعته إلى أن يقول جملته الشهيرة: "أن تكون أعمى هو ليس بالشيء البائس .. عدم قدرتك على تحمل العمى هو الأمر البائس".


كتاب الفردوس المفقود2


الحياة الصعبة لم تمنع روح الفنان الشاعر من كتابة ألمه بحثا عن "الفردوس المفقود"، ورغم أنه لم يعش حياة مترفة، إلا أن المحطات التر مر بها أكدت أنه استطاع أن يهزم شيطانه رغم الألم، ففى  عام 1652 فقد ابنه الأصغر، وفى نفس العام فقد زوجته، وعند بكائه عليها ليل نهار، لتصبح حياته سلسلة من الأحزان الممتدة.


وفاة زوجته وابنته


ظلت آلامه تلاحقه بوفاة زوجته الثانية بعد خمس سنوات من الأولى، وكذلك طفلته الرضيعة، وبعد أن فقد بصره عام 1652، ظل يكتب قصيدة "الفردوس المفقود" التي تحكي قصة الشيطان وهبوط آدم وحواء، والتي على الرغم من أنه انتهى من كتابتها عام 1664، لم ينشرها حتى عام 1667 بسبب الطاعون القوى والحريق العظيم، والذي كان يدعي أن ملاكا من الله كان يلهمه أثناء الليل ويتركه مع الأشعار التي سيتلوها بالنهار، وتلي هذا العمل بأربع سنوات، نشر قصة انتصار المسيح على إغراءات الشيطان في “استرداد الفردوس”، تلتها رواية “عذاب شمشون” وأعمال روائية ومسرحية أخرى.


ولد جون ميلتون في مدينة لندن في 9 ديسمبر عام 1608، وتلقى تعليمه فى كامبريدج بين عامي 1625 و 1632، وهناك كتب قصيدة "في صباح يوم ميلاد المسيح"، وكان طيلة حياته شخصية نشطة في القضايا السياسية والدينية، ووقت الحرب الأهلية الإنجليزية أصبح في صف أولي?ر كرومويل المعارض للحكم الملكي، واستطاع الفرار من عقوبات حتمية بعد رجوع الحكم الملكي في عام 1660. بعد إصابته بالعمى. 


جون ميلتون


في عام 1639 استأجر ميلتون مسكناً لرجل أعزب في "سانت بريد تشيرشيارد" في لندن، تولى به التدريس لأبناء أخته. وبعد سنة واحدة انتقل معهم إلى أولدرزجيت ستريت"، وهناك (1643) استقبل عددا آخر من التلاميذ بين سن العشرة إلى سن السادسة عشرة آواهم وعلمهم، وحصل من ذلك على دخل متواضع يكمل به المبلغ الذي خصصه له والده. وفي كتاب إلى "مستر هارتلب" عام 1644 صاغ ميلتون آراءه في التعليم، وكتب جملته الشهيرة:"التعليم التام الواسع هو الذي يعد الإنسان لينهض، بحق ومهارة ورحابة صدر، بكل مهامه الخاصة والعامة، في السلم والحرب، سواء بسواء."، و"أول واجب على المعلم هو أن يغرس الخلق القويم في نفس التلميذ، ويصلح ما أفسده آباؤنا الأولون، أي أن يقهر نزعة الشر الطبيعية في الإنسان (الخطيئة الأولى)-أو (كما يجدر بنا أن نذكر الآن) أن يعيد تكييف الخلق القومي الذي سبق تشكيله وفقاً لحاجات مرحلة الصيد، نقول تكييفه تبعاً لمتطلبات حياة المدينة الحالية".


اقرأ أيضًا 


فوازير دوت كويز| الموظف الذي غير شكل الأدب في العالم العربي.. من يكون؟


في اليوم العالمي للمكفوفين.. مبدعون رغم الإعاقة تعرف عليهم