التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 01:42 ص , بتوقيت القاهرة

استيراد الأبقار في قطر.. لتحقيق الأمن الغذائي أم لتحدي دول المقاطعة؟

عادت الأبقار لتتصدر المشهد القطري من جديد، ولكن هذه المرة الأبقار القادمة من مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، حيث يستعد مطار حمد بن خليفة الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة لاستقبال فوج جديد من الأبقار الأمريكية، وذلك في إطار المحاولات القطرية لسد العجز في المواد الغذائية خلال المرحلة المقبلة في ضوء استمرار المقاطعة العربية لإمارة قطر.


تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية أن وفدا يترأسه جون دور، والذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمزرعة "بلدنا" في قطر، سوف يكون في استقبال الأبقار الأمريكية، التي يصل عددها إلى 120 بقرة، التي من المقرر أن تصل إلى الدوحة في الثامنة مساء، والذي سيحضر بملابس رسمية تعكس جذوره الأيرلندية.


الاحتفاء القطري بالأبقار الأمريكية، هو محاولة لإرسال رسالة مفادها أن قطر لم تتأثر بالسخرية التي أطلقها قطاع كبير من الخليجيين جراء الاحتفالات التي أقاموها من قبل عند استقبالهم شحنات مماثلة خلال الأشهر الماضية، إلا أن بعض من مسئولي قطر أكدوا في تصريحات صحفية أن الهدف من مثل هذه الشحنات يتمثل في تحقيق الأمن الغذائي في المستقبل، إلا أن التساؤل يدور حول ما إذا كان يمكن تحقيق مثل هذا الهدف في ظل المقاطعة العربية لإمارة قطر، وما ترتب عليها من تداعيات.


كانت وكالة "بلومبرج" الأمريكية قد قالت في تقرير سابق لها أن قطر اتجهت إلى تنويع مصادر الأبقار لديها، حيث كانت تعتمد في بداية أزمتها على تركيا فقط، إلا أن الأمر امتد ليشمل دولا أخرى، من بينها ألمانيا والولايات المتحدة والمجر، موضحة أن الإمارة لن تستطيع سوى أن تسد 30% فقط من احتياجاتها الغذائي بعد الحصول على كل الشحنات التي تعاقدت عليها من الأبقار، وبالتالي فهناك حاجة ملحة لمواصلة الاستيراد خلال المرحلة المقبلة.


إلا أن استمرار الاستيراد ربما يؤجج مشكلة السيولة النقدية التي تواجهها قطر، في ظل اعتماد الإمارة خلال الأشهر الماضية على احتياطاتها النقدية الضخمة، بسبب قيام أعداد كبيرة من المستثمرين بسحب ودائعهم من البنوك القطرية، بعد إجراءات المقاطعة العربية لقطر.


كان وزير مالية قطر علي شريف العمادي أن بلاده ضخت 20 مليار دولار لاحتواء ازمة السيولة المالية، موضحا أن الخطوة استباقية، إلا أنه أكد في الوقت نفسه استقرار الأوضاع المالية، وهو الأمر الذي أكدت العديد من التقارير المالية عكسه، حيث شددت على أن معاناة قطر الاقتصادية ربما تتفاقم مع استمرار المقاطعة العربية لها.


كانت وكالة "بلومبرج" الأمريكية قد نقلت عن مصادر أن هناك أزمة حقيقية في الداخل القطري من جراء شح السيولة المالية ونقص الدولار وهو الأمر الذي يعني أن الحكومة القطرية قد تحتاج إلى سحب المزيد من احتياطاتها النقدية من أجل استكمال استراتيجية الأبقار التي تتبناها قطر في المرحلة الحالية، وبالتالي فإن استيراد الأبقار لا يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي كما تدعي السلطات القطرية، ولكن ربما تكون رسالة هدفها إضفاء الانطباع بأن قطر لن تتأثر بالمقاطعة ولكن استفادت منها على غير الحقيقة.


إقرأ أيضا


فيديو| شحنات الأبقار المجرية تكذب إدعاء "الحصار القطري"