التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 10:45 ص , بتوقيت القاهرة

دعم تنظيم القاعدة.. همزة الوصل بين قطر وإيران

كثيرة هي أوجه الشبه بين كلًا من الحليفين قطر وإيران، والتي من بينها التورط بدعم تنظيم القاعدة الإرهابي، خاصة في ظل تقاربهما الواضح والوطيد منذ اندلاع أزمة الدوحة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وتعنت تنظيم الحمدين، النظام القطري، تجاه المطالب العربية الرامية إلي كف يده عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية بالمنطقة.


وجاءت تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايك بومبيو، أمس الخميس، بإعلانه إن وثائق ستنشر قريبًا تؤكد تعاون إيران، في بعض الحالات، مع تنظيم القاعدة. لتفتح بدورها تساؤلًا بشأن إمكانية الكشف عن علاقات الدوحة المشبوهة مع التنظيم الإرهابي منذ عقود، لاسيما بعدما أزالت الأزمة الخليجية الغبار عن ملفاتها القديمة، وفضحت دعمها المباشر لعناصره بهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.


إيران والقاعدة


قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايك بومبيو، أمس الخميس، إن وثائق ستنشر قريبًا تؤكد تعاون إيران، في بعض الحالات، مع تنظيم القاعدة.


وأضاف مايك بومبيو، خلال أعمال قمة الأمن القومي في واشنطن: "أعتقد أنه ليس سرًا.. كانت هناك أوقات عمل فيها الإيرانيون جنبًا إلى جنب مع تنظيم "القاعدة"، والوثائق التي تظهر ذلك سيتم الإفراج عنها في الأيام القليلة المقبلة". حسبما ذكرت "روسيا اليوم".


وأشار بومبيو إلى أن هذين الطرفين يعتبران الغرب عدوًا مشتركًا لهما، مؤكدًا أن الاستخبارات لا تزال تراقب هذه العلاقات، خاصة مع تعقيد الوضع في سوريا.


و يأتي فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ثلاثة من كبار الشخصيات في تنظيم القاعدة المتواجدين في إيران، العام الماضي، ليؤكد العلاقة الوطيدة بين النظام الإيراني وهذا التنظيم الإرهابي والتي تعود إلى عام 2001.


وأعلنت وزارة الخزانة، أنها صنفت السعودي فيصل جاسم محمد العمري الخالدي، والمصري يسري محمد إبراهيم بيومي، والجزائري محمود محمود غومين "إرهابيين عالميين"، وهم من المتهمين بالمساهمة في نقل أموال ومقاتلين من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط.


ووفقًا لوزارة الخزانة، فإن الخالدي هو رئيس اللجنة العسكرية للقاعدة، وقائد سابق لإحدى الكتائب وله علاقات مع حركة طالبان الباكستانية. أما بيومي فهو مسؤول الاتصالات الخاص بالقاعدة مع السلطات الإيرانية، فيما كان غومين مسؤولًا عن عناصر القاعدة المقيمين في إيران.


بن لادن


ويعود تاريخ العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران إلى أواخر عام 2001، عندما لجأ إليها كثير من قياداتها إثر انهيار نظام طالبان في أفغانستان مع بدء الغزو الأمريكي للأخيرة، بحسب تقرير لمجلة فورين أفايرز الأمريكية.


في أواخر ذلك العام، توجه زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن والزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري شرقًا إلى باكستان، في حين توجه العديد من قيادات التنظيم مع أسرهم غربًا، إلى إيران. بحسب "سكاي نيوز عربية".


وكانت إيران أكثر استعدادًا لقبولهم عندها، وفي أكتوبر 2001، أرسلت طهران وفدًا إلى أفغانستان لضمان انتقال قيادات القاعدة وأسرهم إلى إيران.


وخلال السنوات اللاحقة، أودعت إيران معظم هؤلاء القادة الكبار في التنظيم قيد الإقامة الجبرية والرقابة الصارمة وقيدت حركتهم، لكنها بين الحين والآخر، كانت تمنحهم حرية الحركة وجمع التبرعات وتسهيلات أخرى تتعلق بانتقال عناصر التنظيم إلى مناطق وجود التنظيم في باكستان والعراق وغيرهما عبر إيران.


قطر


وفي مطلع سبتمبر الماضي، قال رئيس لجنة مكافحة الإرهاب السابق ريتشارد كلارك، إن قطر متورطة وتتحمل جانب كبير من المسؤولية عن هجمات "11 سبتمبر" وغيرها من الهجمات الإرهابية الكبرى.


ونشر رئيس لجنة مكافحة الإرهاب خلال فترة رئاسة كلا من بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، مقالًا في صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأمريكية، تحدث فيه عما وصفه بـ"إيواء قطر لواحد من أخطر الإرهابيين في العالم، وحمايته وحرمان أجهزة الأمن الأمريكية من القبض عليه"، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.


وروى كلارك قصة تكشف ما وصفه بعدم ثقة الأجهزة الأمنية الأمريكية بالقطريين، وشكوكهم الكبرى بعلاقاتهم مع جماعات وقيادات إرهابية، في مقال عنونه بـ"طالما عرفنا أن قطر مشكلة". وتابع قائلًا "أحد أبرز من قدمت لهم الدوحة الحماية، هو العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، خالد شيخ محمد".


وتابع "أدركت الأجهزة الأمنية خطوة خالد شيخ محمد عام 1993، بعد ارتباط اسمه بعملية تفجير شاحنة بالقرب من مركز التجارة العالمي، وعرفنا أنه فعليًا لديه قدرات واسعة على ترتيب عمليات إرهابية كبيرة، وله قدرات أقوى بكثير من أسامة بن لادن".


واستطرد قائلًا "عام 1996، بدأت الأجهزة الأمنية ملاحقته بصورة كبيرة، بسبب عمليتين إرهابيتين، واعتبرناه أخطر إرهابي طليق على وجه الأرض، ووضعت الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) تحديد مكانه أولوية قصوى لديها حتى أهم من تحديد موقع أسامة بن لادن نفسه".


اقرأ أيضًا


كيف تورطت قطر في دعم القاعدة بهجمات 11 سبتمبر؟


الاستخبارات الأمريكية تعتزم نشر وثائق تثبت تعاون إيران والقاعدة


الانتهاكات ضد المعارضين.. رابط مشترك بين قطر وإيران