التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 07:31 م , بتوقيت القاهرة

هل يخسر شارلي روز تاريخه الإعلامي بسبب تنظيم الحمدين ؟

تاريخ إعلامي حافل لا يمكن لأحد أن ينكر نجاحه، حيث الأداء والحوارات المتعددة مع رموز وشخصيات شهيرة حول العالم، مع أسلوب متميز في إدارة تلك الحوارات.


الإعلامي الأمريكي شارلي روز، والشهير ببرنامجه المذاع على القناة الأمريكية PBS، والمسمى بنفس اسمه، لُقِب بمحاور الرؤساء في بعض بلدان العالم، وذلك لما قدمه من حوارات مع عدد من الرؤساء أبرزهم: عبدالفتاح السيسي، باراك أوباما، بشار الأسد، وفلاديمير بوتين، وغيرهم من الشخصيات البارزة.


ويثير ما سبق التساؤل حول الأسباب التي دفعت "روز" للتوجه إلى أرض الدوحة لإجراء حوار مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحسب ما أعلنت عنه وسائل الإعلام القطرية أمس الأحد، حيث تداول بالفعل مقطع فيديو عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر، يعكس لقاء "تميم" بـ"روز" في أحد الكافيهات بـ"كتارا" الثقافية، ذلك الأمر الذي رحب به أتباع الأمير القطري، والأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم الحمدين - حكومة قطر -.


تميم في كافيه بصحبة شارلي روز


ربما يجيب البعض بأن الإعلامي الناجح لا يضع نفسه في قالب واحد، وأنه يجب أن يبرز جميع الآراء والتوجهات المختلفة، دون ابداء رأيه الخاص، تلك القاعدة الإعلامية الصحيحة مائة بالمائة، ولكنها لا تنطبق حاليًا على شارلي روز، ولأسباب عدة يرصدها "دوت خليج" كالتالي:


صديق بن جاسم


الإعلامي الأمريكي ذو الشهرة العالمية سبق وأن أجرى حوار في يونيو الماضي، مع رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم، واللافت للإنتباه أن ذلك الحوار جاء بعد ما يقرب من أسبوعين فقط على إعلان الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة، في 5 يونيو الماضي، إثر ثبوت دعم وتمويل تنظيم الحمدين للإرهاب وزعزعة الإستقرار في المنطقة.


اقرأ أيضًا : حمد بن جاسم.. مهندس الإرهاب والتقسيم يهاجم دول الخليج


وعلق على ذلك اللقاء في حينه، وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش قائلًا: "صعوبة موقف الشقيق فرض اللجوء إلى مهندس سياسته الخارجية السابق، حضور لم يقنع؛ فسجل السلبيات طويل.. يبقى أن يعالج الشقيق أصل المشكلة لا قشورها"، فيما أيدته الإعلامية الإماراتية، مديرة المكتب الإعلامي بحكومة دبي، منى غانم المري، وقالت أن "شارلي روز أكد من خلال مقابلته لرئيس الوزراء القطري السابق، ضعفه، وأن صداقته للشيخ حمد بن جاسم قطعت كل مصداقيه ومهنية للحوار.. مقابلة ضعيفة".


تعليق د انور قرقاش والإعلامية منى غانم المري


لقاء تميم


والآن نشاهد "روز" يلتقي "تميم" شخصيًا، أى أنه في خلال الـ4 أشهر التي مرت على أزمة قطر وورطتها في دعم وتمويل الإرهاب حول العالم، لم يفكر الإعلامي الأمريكي المحنك، في إجراء حوار مع قادة واحدة من الدول الأربعة الداعية للإرهاب، وخاصة بعد أن سبق وأجرى حوارًا مع "بن جاسم" والذي يعد طرفًا فاعلًا في ورطة قطر.


ربما يأتي البعض مجاوبًا بأنه أجرى حوارًا في يوليو الماضي، مع السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، ولكن ذلك الأمر مهنيًا ليس بالإجابة الصحيحة، فهو اختار مسؤولًا من دولة واحدة من الدول الأربعة، إضافة إلى أن من أجرى معهم حوارات من الجانب القطري ليسوا بسفراء ولكنهم الأطراف الفعالة في الأزمة. ويتوافق الباحثين في مجال الإعلام حول أن "روز" كان يجب عليه طالما اختار اقتحام تلك الأزمة، أن يأتي بأربعة مسؤولين على مدار الأربعة أشهر، على أن يكونوا من الدول الأربعة، ولكنه أتي بإثنين من قطر فقط، والتي تعد أساس الأزمة.


اقرأ أيضًا : نائب مدير الـCIA السابق يؤيد حديث "العتيبة" عن دعم قطر للإرهاب


جانب من لقاء شارلي روز


على أرض الدوحة


وتثير نقطة أخرى الإنتباه والتساؤل، حيث سافر "روز" إلى أرض الدوحة للقاء "تميم" في حين أن الأخير كان متواجدًا في الولايات المتحدة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة من شهر سبتمبر، حيث مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ72، أى كان متاحًا أمام "روز" لقاءه بأمريكا، كما اعتاد لقاء كثير من الزعماء والمسؤولين.


 





 


قطر وإيران يد واحدة


ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، ولكن بنهاية سبتمبر الماضي، أجرى شارلي روز حوارًا مع زير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، في الوقت المتعارف عليه منذ بداية الأزمة أن السياسات القطرية الإيرانية على حد سواء، وأن العلاقات الوطيدة بين الدوحة وطهران أحد الأسباب الرئيسية في ورطة تنظيم الحمدين الحالية أمام العالم.


اقرأ أيضًا : فيديو| "المطاريد".. قطر وحلفاؤها


شارلي روز يحاور جواد ظريف


شارلي روز وجواد ظريف


أيضًا يعد "روز" أحد المذيعين الفاعلين في قناة "CBS" الأمريكية، والتي انتهجت الأمر ذاته منذ حوالي 3 أشهر، حيث استضاف برنامج Cbs This Morning، وهو أحد مقدميه؛ وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ليطرح آراء حكومة الحمدين عبر الشاشة الأمريكية. ولا تختلف تلك السياسة عما اتبعه برنامج 60 Minutes على القناة ذاتها، والذي كان "روز" أبرز مقدميه من قبل، في عام 2012، حيث قدم تقريرًا ظهر به الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إضافة إلى "بن جاسم"، مع الإشادة بقطر، وكونها دولة صغيرة لكنها لم تتأثر بثورات الربيع العربي، بحسب التقرير الأمريكي.  


تقرير عن قطر


 


اللقاء مع الوزير القطري


 


اقرأ أيضًا..



فيديو| بعد اختفائه في رحلته من نيويورك للدوحة.. مين بيراقب «تميم»؟


فيديو| جولة «تميم» في «كتارا».. دليل جديد على فشل تنظيم الحمدين


فيديو| قطر تكذب وتتجمل