التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 10:37 م , بتوقيت القاهرة

هل تتخلى أمريكا عن السعودية لصالح إيران؟!

يقول المثل "عدو ذكي أفضل من صديق غبي"، وتقول الأسطورة إنه لا يمكن أن يكون هناك حالات رعب بدون مصدر للرعب (العفريت، والرجل أبو رجل مسلوخة، والساحرة الشريرة)، كذلك ينطبق الأمر على دولة إيران، حيث إنه تم توظيفها لتكون مصدرا للرعب في المنطقة، حتى يتم استغلالها لتحقيق صفقات سلاح غير محدودة مع دول الخليج لأمن المنطقة الوهمي.


إيران كانت ومازالت مصدر رعب للعالم العربي السُّني، وبالتحديد السعودية مصدر الفكر الوهابي في المنطقة والداعم المالي للمذهب السني عموما، كما أنها الأب الروحي والأخت الكبرى لمعظم دول الخليج العربي.


بعيدا عن السنة والشيعة، دعوني أدخل في لُب الموضوع، حال نشوب صراع عسكري بين إيران والسعودية، إلى أي جانب سوف تميل الولايات المتحدة في الصراع، وما هي المعايير التي سوف تحكم الأمر من وجهة النظر الأمريكية، وهل اتفاقية الصداقة والدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والسعودية تنطبق على إيران، أم أن كون إيران تقع في ذات المنطقة فقط تنجو من الأمر.


بعيدا عن هذا أيضا، هل تتدخل الولايات المتحدة لحماية العرش السعودي حال نشوب صراع عسكري بين إيران والسعودية؟ الإجابة صادمة، وهي أن الولايات المتحدة لن تتدخل لحماية أيهما، أو حتى لحماية مصالح أو نفط أو أي شىء من هذا القبيل، الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بالفعل في استخدام احتياطياتها من النفط التي تفوق ما تملك السعودية، كما أن الخليج العربي أصبح محفوفا بالمخاطر، وخصوصا مع تواجد روسيا في المنطقة.


اقرأ أيضا: واشنطن: لا نسعى للتهدئة بين السعودية وإيران


لكن الواقع يقول إن الشرق الأوسط أصبح حاليا مخزن الأسلحة القديمة التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للتخلص منها، حيث إن الجيل الجديد من الأسلحة الدقيقة قد ظهر بالفعل، ولا يوجد أي داع للاحتفاظ بالأسلحة التي عفا عليها الزمن، وبالتالي نشوب حرب أو حتى التلويح بالحرب قد يكون في صالح الولايات المتحدة للتخلص من باقي مخزونها من الأسلحة.


استطاعت إيران أن تُجبر الغرب على احترامها، حيث إنها استفادت جديا من الحصار الذي فرضه الغرب عليها لعقود، وطورت إمكانياتها الداخلية على جميع المستويات، حتى استطاعات أن تكفي احتياجاتها الداخلية بشكل داخلي يمكنها من الاعتماد على مواردها الداخلية، وبالتالي قدرة تحملها حال دخول حرب سوف تكون أطول من أي طرف آخر في المنطقة، حال قطع طرق الإمدادات التموينية.


كما أنها طورت إمكانياتها العلمية، بشكل خلق لها مكانا على الخريطة العالمية في مجال الطاقة النووية، ليس فقط للأغراض العسكرية، ولكن ايضا لاستخدامها في الأغراض السلمية، وهو علم لم يتوصل إليه العرب بعد، ومازال مترددا حتى في استخدامه.


الخطر من إيران يكمن في كونها لم تستورد الطاقة النووية، أو حتى استوردت العلم النووي، بل أن خطرها الحقيقى يكمن في كونها استطاعت الوصول إلى العلم النووي من خلال علماء محليين، وهذا يعني أنه يصعب على الغرب اختراقها في هذا المجال أو حتى تضليلها في تطوير الأمر، أو حتى منعها من تطوير إمكانياتها، وهو ما فشل في الغرب مستخدما كل الوسائل.



إن المقارنة بين إيران والسعودية، هي مقارنة بين العلم والمال، وهذا ما يقلق العرش السعودي، حيث إنه لن يستطيع أن يصمد بشكل كبير أمام إيران التي طورت نظاما صاروخيا لاختراق نظام الدرع الصاروخي لحماية أوروبا من الهجمات الإيرانية، فما بالك بالسعودية، فهل تستطيع السعودية حتى لو استعانت بأصدقاء عرب مقاومة إيران؟


لا أعتقد بشكل كبير أن الولايات المتحدة الأمريكية التي خرجت من العراق بتكلفة بشرية هائلة، أن تتدخل مرة أخرى في المنطقة لصالح السعودية، بل أنها قد تقدم دعما معلوماتيا مدفوع الأجر وبتكلفة باهظة يتحملها آل سعود، وقبل حدوث هذا سوف يتم إضاعة الكثير من الوقت بين مجلس الأمن والأمم المتحدة، لاستنفار طاقات دول أخرى قد تساعد السعودية عسكريا كمصر.


تابع آخر تطورات الأزمة السعودية الإيرانية من هنا