في واقعة اعتبرها الكثيرون كارثة في حد ذاتها، نشر على أحد المواقع الالكترونية، صورة لأحد جدران معابد الكرنك، شمال مدينة الأقصر، عقب ترميمه، متهما هيئة الآثار بترميمها بمادة الأسمنت.

وانتقلت كاميرا "دوت مصر" لتحري الدقة فيما نشر وتوضيح ماهية المادة التي تمت عملية الترميم بها.

بداية، نفى مدير عام آثار الأقصر، مصطفى الوزير، تماما ما نشر باستخدام الأسمنت في عمليات الترميم، موضحا أن هناك مواد ترميم مخصصة لتلك الأعمال ومتعارف عليها، وتستخدم في جميع عمليات الترميم التي تتم داخل معابد الكرنك أو المعابد الأخرى.

فيما شدد مفتش آثار الكرنك، صلاح الماسخ، على أنه لم يحدث مطلقا أن قررت الوزارة الترميم بمادة الأسمنت، مؤكدا أن مادة الأسمنت الأسود ممنوع استخدامها منعا باتا في أي أعمال ترميم بالمعابد أو الأثار المصرية بصفة عامة، طبقا للمواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بمنظمة "يونسكو" العالمية.

وأشار الماسخ، في حديثه لـ"دوت مصر"، إلى أن ما أورده الموقع ما هو إلا كذب ومحض افتراء ويعد ضمن حملة ممنهجة ومنظمة ضد سياسات وزارة الآثار، وهدفها ضرب إنجازات المدرسة المصرية في الترميم.

أضاف أن الصورة التي وردت في الموقع الإلكتروني، فهي عبارة عن جدار حديث تم بنائه في السبعينات من القرن الماضي، مكون من كسرات من الحجر الرملي ومونه مكونه من الجير والحمره، وتم تمحيرها من الخارج بالأسمنت، وهو أسلوب كان متبعا في هذه الفترة لافتا إلى أن هذا الجدار ليس أثريا بالمرة.

في نفس السياق، أوضح كبير مفتشي معابد الكرنك، الطيب غريب، أن هذا الجدار يقع شرق صالة الواجيت الجنوبية بمعابد الكرنك، وعندما تلاحظ في الفترة الأخيرة حدوث شروخ وانفصالات فيه تم إزالة الطبقة الخارحية المكونة من الأسمنت وإعادة تبطينها بطبقة من مونة الجير والرمل والحيبة وبودرة الحجر الرملي.

وشدد على أن عمليات الترميم تتم بدقة كبيرة، فبالنسبة للجدار، تمت إزالة مونة الترميم القديمة التالفة المشرخة وغير المناسبة للآثر، ثم ملء الشروخ والفجوات بالجدران بقطع صغيرة من الحجر الرملي، تم تثبيتها بمونة من الجير والرمل، يليها عمل طبقة بطانة للجدار من مونة الجير والرمل ، وأخيرا عمل طبقة ضهارة من مونة الجير والرمل وبودرة الحجر الرملي والحيبة، لكي يعطى لونا يحاكي لون الأثر.

اقرأ أيضا

وقفة احتجاجية للعاملين بآثار الأقصر للمطالبة بمستحقاتهم