التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:52 م , بتوقيت القاهرة

آخر تعيينات ترامب.. تعرف على دور جون بولتون السري لشن حرب على إيران

جون بولتون
جون بولتون

اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لجون بولتون، ليكون المستشار الجديد للأمن القومي في الولايات المتحدة، يعني أن الحرب ربما أصبحت وشيكة تجاه إيران، وذلك في ضوء الخطوات الأخرى التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تعكس في مجملها نوايا غير طيبة تجاه إيران وعلى رأسها إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وتعيين مايك بومبيو.

ولعل اختيار بولتون لمنصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، يلقي الضوء ليس فقط على مواقف الرجل تجاه إيران، وإنما إلى الدور الذي لعبه إبان وجوده في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، حيث كان الداعية الأكبر للحرب على إيران، بحسب ماقال المؤرخ الأمريكي جاريث بورتر.

وأضاف بورتر، في مقال منشور له في موقع "أمريكان كونسيرفاتيف"، أن مواقف بولتون المناوئة لإيران معروفة للجميع، إلا أن الدور الذي لعبه الرجل إبان وجوده في وزارة الخارجية الأمريكية خلال حقبة بوش مازال غير معروف، موضحا أنه وضع استراتيجية معقدة من شأنها تبرير أي هجوم أمريكي على الجمهورية الإسلامية.

وسعى بولتون، خلال وجوده كوكيل لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي، إلى إدانة طهران في محكمة الرأي العام الدولي من خلال الترويج إلى وجود برنامج سري للأسلحة النووية مستخدما مزيج من الضغوط الدبلوماسية والدعاية الخام والأدلة الملفقة.

وعلى الرغم من أن بولتون كان يعمل تحت إدارة وزير الخارجية الأسبق كولن باول، من الناحية الإدارية، إلا أن الواقع لم يكن كذلك، حيث كان رئيسه الفعلي هو نائب الرئيس الأمريكي آنذاك ديك تشيني، كما أنه كان حلقة الوصل بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.

ولعل أبرز الأدوار التي قام بها بولتون أثناء وجوده في وزارة الخارجية الأمريكية في الفترة بين عامي 2002 و2004، هي الزيارات التي أجراها إلى إسرائيل، حيث أدجرى سلسلة رحلات إلى هناك دون الحصول على تصريح من مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وهو ما يمثل انتهاكا صريحا لقواعد العمل في الوزارة.
 
ويقول المؤرخ الأمريكي إنه في الوقت الذي كان يقول فيه إن الحرب على إيران ليست في أجندة الإدارة، كان بولتون يعمل مع الحكومة الإسرائيلية لوضع الأساس لشن هذه الحرب.
 
ففي الزيارة التي قام بها إلى الدولة العبرية في فبراير 2003 - أي قبل أسابيع من الحرب الأمريكية في العراق، قال بولتون في اجتماع سري مع مسؤولين إسرائيليين إنه ليس لديه أدنى شك في قيام الولايات المتحدة بشن حرب في العراق، وأن الدور سوف يأتي بعد ذلك على إيران.
 
وخلال رحلاته السرية إلى إسرائيل، عقد بولتون لقاءات غير معلنة مع العديد من المسئولين الإسرائيليين، بما في ذلك مع رئيس الموساد، مائير داغان، دون الاتصال المعتاد مع وزير الخارجية والمكاتب الأخرى ذات الصلة، حيث تناولت تلك الاجتماعات بوضوح استراتيجية مشتركة حول كيفية تحقيق الظروف السياسية المواتية لضربة أمريكية في نهاية المطاف ضد إيران.
 
ولعل الدعاية المشددة التي قامت بها إسرائيل حول البرنامج النووي الإيراني، كانت نتيجة طبيعية للاجتماعات التي جمعت بولتون مع المسؤولين الإسرائيليين، حيث كان أبرز ثمار تلك الاجتماعات ما قام به داغان بتأسيس مكتب جديد للموساد لإطلاع الصحافة العالمية حول الجهود الإيرانية المزعومة لانتاج الأسلحة النووية.
 
والهدف الرئيسي الذي عمل بولتون على تحقيقه، في تلك الفترة، عبر اتصالاته مع إسرائيل، كان تحويل الملف النووي الإيراني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بل وأنه سعى إلى تقويض كافة الجهود التي بذلتها الوكالة، برئاسة مديرها العام السابق محمد البرادعي للوصول إلى اتفاق مع إيران، يمكنه إعاقة الجهود الأمريكية ضد الدولة الفارسية.
 
وكانت استراتيجية بولتون تقوم في الأساس على التأكيد على وجود برنامج أسلحة نووية تخفيه إيران عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث قام بارسال صورا ملتقطة بالأقمار الصناعية لمواقع نووية إيرانية في منطقة بارشين إلى الوكالة، مؤكدا ان طهران تستخدمه لإجراء اختبارات نووية، وطالب الوكالة بارسال مفتشين إلى تلك المواقع.