التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 10:07 ص , بتوقيت القاهرة

على طريقة قطر.. مرتضى منصور يتبنى نهج الدوحة في أزمة "السعيد"

مرتضى منصور
مرتضى منصور

تبقى تصريحات رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، محلا للجدل منذ سنوات، تارة يبرر هزائم فريقه بوجود "الجن والعفاريت"، وتارة أخرى يتحدث في الأمور الفنية وكأنه خبير كروي، رغم كونه بعيد كل البعد عن هذا المجال، إلا أن التصريحات الأخيرة التي أثارها مرتضى منصور، في ظل أزمة اللاعب عبد الله السعيد، ربما تصل إلى درجة الكوميديا السوداء.

في تصريحات لـ"منصور" بأحد البرامج التلفزيونية، أمس الثلاثاء، قال "خمسة دول تحارب مرتضى منصور"، حيث حملت تصريحاته تلميحات حول دور لعبته دول بعينها في إتمام صفقة تجديد تعاقد اللاعب عبدالله السعيد للنادي الأهلي، حيث رفض الإدلاء بأية تفاصيل، مؤكدا أن كافة التفاصيل سوف يتم كشفها خلال مؤتمر صحفي من المقرر أن يعقد يوم السبت، مكتفيا بالقول أن الأمر قد يفسد علاقات الدول.

بينما خرج علينا اليوم الأربعاء ببيان بعنوان "بيان من الرياضيين بنادي الزمالك العريق الذي يناصره نصف شعب مصروغالبية مواطني الشعوب العربية"، حيث أوضح أن النادي يتعرض لمؤامرة بهدف حصاره اقتصاديا.

صورة من البيان
 
وعلى الرغم من أن الصراعات الرياضية تبدو مختلفة في طبيعتها عن نظيرتها السياسية، إلا أن المصطلحات التي استخدمها رئيس النادي، وتبنيه لنظرية المؤامرة "الدولية" لتبرير فشل الصفقة، التي أطلق عليها البعض "صفقة القرن"، يعيد إلى الأذهان المصطلحات التي طالما استخدمتها إمارة قطر في تبرير مواقفها تجاه الأزمة التي تعانيها منذ يونيو الماضي، جراء قرار الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارة الخليجية.

تضخيم الأزمة

تبنى مرتضى منصور سياسة تضخيم الأزمة، مدعيا أن هناك مؤامرة دولية تحاك ضد ناديه، من أجل إفساد صفقة عبدالله السعيد، وهو الأمر الذي ربما الذي يثير العديد من علامات الاستفهام، خاصة وأن انتقال لاعب من نادي إلى أخر في الدوري المصري ربما أصغر بكثير مما يحاول المستشار ترويجه في أحاديثه الإعلامية.

لعل إمارة قطر حاولت استخدام أزمتها في المقابل للترويج لنفسها باعتبارها كيانا فاعلا في المجتمع الدولي، بينما تحاول دول الجوار تقويضها، وهو الأمر الذي سبق للعديد من المسؤولين سواء في المملكة العربية السعودية أو غيرها من الدول العربية الرد عليه بالقول بأن أزمة قطر "صغيرة جدا".

ادعاءات الحصار

سعى رئيس نادي الزمالك للترويج بأن ناديه يتعرض للحصار الاقتصادي بفعل فاعل، وهو الأمر الذي ذكره البيان السالف الذكر، وذلك في الإشارة إلى القرارات التي تم اتخاذها من قبل الحكومة المصرية أثناء التحقيقات الجارية إثر بلاغ مقدم من رئيس النادي السابق ممدوح عباس، والذي اتهم المجلس الحالي بالفساد.

ولعل لفظ الحصار كان أكثر الألفاظ استخداما من قبل إمارة قطر، منذ بداية الأزمة، وذلك لكسب التعاطف الدولي على حساب جيرانها العرب، وذلك بالرغم من أن قرار الدول العربية ليس له أي علاقة بمفهوم الحصار، إذا ما نظرنا إلى القانون الدولي أو الأعراف الدولية.

دعاية متعارضة

لم تتوقف التشابهات بين أزمة الزمالك ونظيرتها في قطر عند هذا الحد، ولكنها امتدت إلى ما هو أبعد من ذلك، ففي الوقت الذي يؤكد فيه "منصور" أن النادي يحقق مكاسب مالية كبيرة، يدعي فيه أن هناك حصارا مفروضا عليه، وهو الأمر الذي يتشابه إلى حد بعيد مع النهج القطري، في ضوء حرص الإمارة على نفي التداعيات الاقتصادية السلبية التي تواجهها قطر جراء أزمتها الراهنة، بينما تستجدي في الوقت نفسه دورا دوليا لإنهاء أزمتها في ضوء التداعيات الاقتصادية المترتبة عليها.