التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 02:18 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو.. "المسافر خانة" خرج ولم يعد بعد 20 عاماً من حريقه

أثار كارثة ثقافية حدثت منذ 20 عامًا

في 22 أكتوبر من شتاء 1998، نشب حريق هائل سحابته السوداء أخفت معظم المعالم الأثرية بمنطقة الجمالية، سيارات الإطفاء كادت أن تلتوى كالثعبان في طريقها إليه من شدة ضيق الشوارع والحواري، فلم يستطيع الوصول إليه إلى القليل منها حتى تحول درة القصور التاريخية في فن عمارة العصر العثماني إلى رماد، إنه قصر "المسافر خانة" الذي أنشأه شاه بندر التجار محمود محرم الفيومي عام 1779ميلادي وقبل قيام الحملة الفرنسية على مصر بـ 6 سنوات .

قصر المسافر خانة تحفة فنية رائعة

كان القصر تحفة فنية رائعة تكمن بين درب المسمط ودرب الطبلاوي خلف جامع محمود محرم، يحمل القصر نماذج فنية ومعمارية تبهر ناظرها من رخام وفسيفساء وزجاج ملون عالي الارتفاع وفن الأرابيسك المبدع ؛كما كان يحتوى على أكبر مشربية من الطراز الإسلامي على مستوى العالم.

سُجل القصر في لجنة الآثار العربية منذ 121 عامًا

وفي عام 1897 قامت لجنة الآثار العربية بتسجيله ثم تم ترميميه لأول مرة عام 1928، عُرف هذا القصر باستقبال ضيوف مصر حيث أنه كان موقع نظر الأسرة العلوية، بعد أن أهداه شاه بندر التجار محمود محرم  إلى إبراهيم باشا الذي أهداه إلى ابنته الأميرة فاطمة والدة الخديوي إسماعيل الذي ولد في هذا القصر، وشهدت جدرانه طفولة المؤسس الثاني لمصر الحديثة بعد جده محمد على باشا، ما يثرى القيمة التاريخية والثقافية للقصر .

بكى على انهيار تلك التحفة الفنية كل من رآه من نخبة المثقفين وكبار وشباب الفنانين، سواء النحاتين، الفنانين التشكيليين ، المصورين، الكتاب فكان القصر بالنسبة لهم منبعًا للفكر وشعاعًا للإبداع، وحزن عليه البسطاء والفقراء من أهل درب الطبلاوي الذين طالما لعبوا في فنائه وشاهدوا جماله ورونقه، والتقطوا الصور التذكارية مع السائحين الذين زاروه .

 

أهالي الحي شهود عيان على جمال القصر ثم حريقه ثم احتلال الخارجين عن القانون له

سيد حامد 65 عامًا من أهالي منطقة درب الطبلاوي وطالما لعب كثيرًا في أروقة القصر وهو صغير كما قال لـ"اليوم السابع" كان يأتي إلى القصر كبار الفنانين  والرسامين كما تم في هذا المكان تصوير العديد من الأفلام منها التوت والنبوت وقصر الشوق، المكان كان مليء بالناس وكنا نعيش معهم ونتعلم منهم كل جميل، كفانا أننا كنا نرى "دنيا غير الدنيا" كانا نلعب في "الفسقية، والمشنقة، كانت الحمامات تشبقة الجواهر من شدة جمالها وتعدد ألوانها أزرق وأخضر وأحمر" أين كل هذا ؟

أما أبو بكر عبد القادر آتى إلى درب الطبلاوي منذ 40 عامًا، يقول أن القصر شهد رواجًا كبيرًا من السياحة في القرن الماضي حيث كانت الأفواج تأتي إليه من كل مكان وكنا تلتقط الصور التذكارية معهم، أما بعد حريقه تبدل الحال وأصبح القصر مرتع للخارجين عن القانون، وتسأل" عبد القادر" ماذا لو كان القصر يوجد حتى الآن ؟هل كان مصير أبناءنا تبدل وأثر هذا القصر في فكرهم وثقافتهم بدل انتشار الجهل والمخدرات في أهم منطقة تاريخية إسلامية في مصر ؟

سيدة: بنخاف نخرج بناتنا بعد المغرب

وقالت إحدى سيدات منطقة درب الطبلاوي تعيش فيه منذ 35 عامًا رفضت ذكر اسمها، أن المكان كان يكتظ بالسيائحين لرؤية جمال  القصر من"الفسقية، المشربيات، والمشنقة، وكان في أوض مخصوصة للرسامين، غير فنانين كتير مثلوا هنا أفلام ذى عادل إمام في أمير الظلام وعلى الحجار غنى هنا أغاني وفيلم التوت والنبوت وغيرهم افلام كتير"

وتابعت" محدش يعرف سبب الحريق إيه في ناس بتقول إنه بفعل فاعل عشان خلاف حصل مع المقاول إللي كان بيرمم القصر، وفى ناس بتقول كان في زبالة واتحرقت وهى سبب الحريق ، لكن محدش عارف الحقيقة في ، بس فضل تقريبًا أسبوع النار مولعة فيه " .

وأكملت حديثها قائلة " إحنا بنخاف نطلع بناتنا بره بعد ما المكان أصبح وقر للشمامين وكل إللى عاوز يعمل حاجة غلط، حتى الحكومة بتخاف تدخل جوه أحسن يكون في حد موجود من البلطجيه موجود "

فقيه أثرى: القصر أصبح "خرابًا نبابًا" مجرد بقايا تمارس فيه الأعمال المنافية لكل الأعراف والتقاليد

ومن جانبه قال الدكتور محمد حمزة الفقيه الآثرى عميد كلية الآثار ومساعد رئيس جامعة القاهرة السابق: للأسف فقدنا قصر المسافر خانة وهو أحد أشهر القصور الثقافية في القاهرة ذات القيمة المعمارية والفنية الجميلة والبديعة والأصيلة، هذا القصر لا يزال بقاياه موجودة في منطقة الجمالية بين درب المسمط والطبلاوى خلف جامع محمود محرم الذي كان وقتها كبير التجار والذي الذي أنشأ القصر والمسجد سنة 1207 هجرية 1792 ميلادية، يعد القصر شاهد على  العديد من الأحداث إلى أن فقدناه نتيجة لنشوب حريق به، وأصبح "خرابًا نبابًا" مجرد بقايا تمارس فيه الأعمال النافية لكل الأعراف والتقاليد ولا يوجد فيه سوى الخارجين عن القانون .

وتابع الفقيه الأثرى : وزارة الآثار لم تتدخل لأنه لا توجد لديها خطة في هذا؛ فهو يحتاج إلى إعادة بناء من خلال الوثيقة الخاصة به والرسومات الهندسية القديمة و شهود العيان لزواره والصورة التذكارية التي التقطت فيه، ومن خلال الكثير من الأفلام التي صورت بداخله.

 

 

 

لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية زورا قناة فيديو 7 على الرابط التالى..

 

https://www.youtube.com/channel/UCbnJMCY2WSvvGdqWrOjo8oQ?disable_polymer=true