الغناء الشعبي في العالم هو لسان الشعب، غالبا ما كان يتغنى بقضايا الطبقة الكادحة، وتمتلك مصر كمّا هائلا من التراث الغنائي والموسيقي، الذي يختلف ويتنوع وفقا للبيئة التي خرج منها، ويعتقد أن المصريين هم أول من ابتكر الغناء الشعبي، الذي نجده على مر العصور، معبرا عن وجدان الشعب المصري وأحلامه وآماله وآلامه.

يصل عدد الأغاني الشعبية المصرية إلى 3000 أغنية، لذا فكّر أحدهم في تدشين محطة إذاعية للأغاني الشعبية، الغرض الأساسي من إنشائها هو حماية وإعادة التراث الشعبي إلى الوجدان المصري مابين قديم وحديث، وكانت تلك المحطة هي شعبي إف إم، والتي تم افتتاحها في 9 يناير 2014، على تردد 95 إف إم.

تذيع المحطة الإذاعية أغاني سيد دوريش، السوري أبوخليل القباني، جامعي التراث الشعبي زكريا الحجاوي، فاروق خورشيد، محمد طه، حفني أحمد حسين، بدرية السيد، محمد العزبي، محمد رشدي، أحمد عدوية، كل هؤلاء أصبح الاستماع إليهم متاحا لمحبي هذا الذوق في كل الأوقات، والاستماع المستمر لأغاني مثل "على ورق الفل دلعني، العتبة جزاز، كايدة العزال، شواشي الدرة، ياللي غويت النسب" وما على شاكلتهم طوال اليوم دون توقف.

وأوضح عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة المصرية، أن الأغاني الشعبية الهابطة ليس لها مكان في مكتبة الإذاعة ولن يتم بثها على قناة شعبي إف إم، ولكن ذلك لا يعني أنها لا تبث أغان شعبية معاصرة، بل كثيرا ما تُذاع أغاني طارق الشيخ وحكيم.

لذا تعد المحطة مصدرا كبيرا للبهجة لمن يهوى الطرب الشعبي الأصيل، ولم تقتصر شعبي إف إم علي الأغاني فقط، لكنها تذيع أيضا حلقات السيرة الهلالية، بصوت الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي.