التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 11:36 م , بتوقيت القاهرة

مهدي حسن: البغدادي هو مارتن لوثر الإسلام

قال مقدم برنامج "Head to Head" بقناة الجزيرة الإنجليزية، مهدي حسن، إن الإسلام لا يحتاج إلى إصلاح، وأن هؤلاء الذين يدعون أن مارتن لوثر مسلم، عليهم أن يكونوا حذرين بشأن ما يتمنونه.

وعرج الكاتب، في مقاله بصحيفة "جارديان" البريطانية، على عدد من الآراء في الصحافة العالمية، التي تتحدث عن إصلاح الإسلام العقيدة التي عمرها الـ1400 عام على يد الرئيس المصري "العلماني" عبد الفتاح السيسي، الذي وصف بأنه مارتن لوثر الإسلام، وهو ما رآه حسن مهمة صعبة من زاوية حقوقية، حسب تعبيره. 

ليست جديدة

ويقول مهدي، إن الدعوة لإصلاح الإسلام ليست جديدة، حيث أشار لها الكاتب توماس فريدمان منذ عام 2002، كما تتبع أكادميون أمريكيون هذه الدعوة، ليجدوا أنها ترجع إلى أوائل القرن العشرين، لكن أي شخص حسب مهدي لديه الرغبة في محاربة التطرف وحماية روح الإسلام عليه أن يعمل  لصالح هذا الإصلاح بشكل فعلي، فالمسيحية نفسها مرت بمرحلة الإصلاح، ويتساءل الكاتب: "فلماذا لا يمكن للإسلام أن يواجه مصيرا شبيها، ولماذا لا يقدم الغرب يد المساعدة؟". 

ماذا فعل مارتن لوثر؟

ويجيب الكاتب على السؤال، مؤكدا أن إصلاح الإسلام على طريقة المسيحية أمر لا يمكن حدوثه، فإحداث إصلاح للإسلام على غرار اللإصلاح المسيحي -في عصر التنوير عن طريق العلمانية والليبرالية والديمقراطية الأوربية الحديثة- ما هو إلا رياء.

وبالنظر إلى فكرة "لوثر المسلم"، قال حسن إن مارتن لوثر لم يعلّق رسائله الـ95 على باب كنيسة القلعة في فيتنبرج ولم يدين انتهاكات رجال الدين بالكنيسة  الكاثوليكية فقط، لكنه طالب الفلاحين الألمان بالثورة ضد الإقطاعيين وضربهم بالرصاص باعتبارهم "كلاب مسعورة".

كما أعدّ مؤلفات عن اليهود وأكاذيبهم في عام 1543، وصف فيها اليهود بأنهم "شعب الشيطان"، ودعا لتدمير المنازل والمعابد اليهودية، وبذلك ساعد في تأسيس معاداة السامية كعنصر أساسي من الثقافة الألمانية والهوية الوطنية.

الإسلام ليس كالمسيحية

كما أن الإصلاح البروتستانتي فتح الباب لإراقة الدماء على نطاق لم يسبق له مثيل على مستوى القارة، حسبما أشار حسن في مقاله، وتساءل إذا كان هذا هو ما نريد أن تعانيه الأغلبية المسلمة، المتورطة بالفعل في صراعات طائفية واحتلال أجنبي وإرث مر من الاستعمار ما زالت تتحمله إلى الآن، وكل ذلك باسم الإصلاح والتقدم وحتى الليبرالية.

 ويؤكد حسن: "الإسلام ليس كالمسيحية"، وتساءل، ضد من يجب أن يطبق الإصلاح الإسلامي؟ وعلى باب من يجب أن تعلق الفتاوى الـ95؟

وفي نفس السياق، أكد أن الإسلام قد مر بالإصلاحات الخاصة به، بمعنى أنه تجرد من التراكمات الثقافية وعملية الـ"التنقية" المفترضة، وهذا لم ينتج عنه مدينة فاضلة متسامحة وتعددية الأديان ودول اسكندنافية على نهر الفرات، ولكن نتج عنها بدلا من ذلك المملكة العربية السعودية، ووصف محمد بن عبدالوهاب، الذي قدم الإسلام المتزمت المطهر مما يعتقد أنه بدعة، بينما يرى منتقدوه أنه يجمع ما بين التشدد وكراهية الرهبان الألمان لليهود.

أي إصلاح وأي مصلح؟ 

لكن مهدي عاد ليؤكد على ضرورة إجراء إصلاحات في جميع مناطق الأغلبية المسلمة حول العالم، من إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية أيضا، فالأمر برأيه لا يحتاج إلى دعوات متكاسلة للإصلاح الإسلامي من غير المسلمين والخارجين عن الإسلام، لا تعبر سوى عن ضحالتها وبساطتها، وإذا كان هناك شخص يريد أن يفعل بالإسلام ما فعله لوثر، فسيكون هذا الشخص هو زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي.

وقال مهدي إنه "مع الإعتذار لمارتن لوثر، فإن الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يمثل النموذج اللوثري لإصلاح الإسلام في وقتنا الحالي، هو أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الذي يدعو للاغتصاب والنهب باسم الشكل الأنقى من الإسلام، والذي يكره اليهود أيضا"، مضيفا أن هؤلاء الذين يبكون من أجل إصلاح الإسلام عليهم أن يكونوا حذرين مما يتمنونه.