التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 02:15 ص , بتوقيت القاهرة

الحلاقة من رجل الكهف حتى "Gillette"

هل تعاني من أمر الحلاقة؟ إذا كان الأمر كذلك فتخيل معى  مدى معاناة رجل الكهف وهو يحلق بالأصداف الحادة أو الرجل الفرعوني القديم الذي يحلق بشفرات البرونز الدائرية، فلقد مر أسلوب الحلاقة بالعديد من المحطات المختلفة عبر العصور وكان وراء قصة الحلاقة العديد من القصص المثيرة سنرويها لكم في السطور التالية:


رجل الكهف


فكرة التخلص من شعر الزائد لها جذور إلى ما قبل التاريخ ربما كان لدافع الارتقاء والتميز وعدم التشبه بالحيوانات التي يصطادها انسان الكهف في ذلك العصر ، ولكن أمر الحلاقة لم يكن بسهولته اليوم ففي رسوم وجدت على الكهوف يرجع تاريخها إلى عام 30000 قبل الميلاد وجد رسوم لأدوات حادة وعنيفة أستخدمها الإنسان القديم في الحلاقة مثل أصداف البحر أو احجار الصوان المسنونة.



 رجل الحضارات القديمة 


وبين العام 30000 و 6000 قبل الميلاد تطورت شفرات الحلاقة من الأصداف وأحجار الصوان والزجاج البركاني الأسود إلى شفرات دائرية من البرونز اكتشفها علماء الآثار في مقابر المصريين القدماء المعروف عنهم حلق الرؤوس والوجوه وذلك لاعتبارهم الشعر شيء حيواني وغير حضاري وبحلول القرن الرابع الميلادي امتدت الحلاقة لليونان وروما ولذلك بسبب الأسكندر الأكبر الذي أمرهم بهذا الفعل لمنع الأعداء من الإمساك بهم أثناء الحروب



 رجل العصور الوسطى 


بدأت الأديان السماوية في الانتشار  ومعها دخلت الحلاقة ضمن طقوس الطهارة التي تحض عليها الأديان  فبدأت صناعة العطور ومزيلات العرق والروائح في الازدهار وذلك في القرن الـ11 الميلادي، كما شهدت تلك الفترة  انقسام 1054 قس بين الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية الرومانية مما دفع الأخيرة لتمييز رجالها بالحلاقة عن غيرهم من الأرثوذكس الشرقيين أو عن المسلمين واليهود وأستثني من ذلك فقط الصليبين والحجاج للأراضي المقدسة فكان بإمكانهم طلق لحاهم او استخدام اللحى المستعارة وذلك تشبه واحتراما للرسل



رجل القرن التاسع عشر 


حدثت طفرة في صناعة شفرات الحلاقة وأصبحت أكثر وضوحا وآمانا كما شهد تطوير شفرات "شيفيلد" الشهيرة وأصبحت أكثر دقة  ، كما بدأت صناعة الكريمات وصابون الحلاقة في الظهور ولا تزال العديد من الشركات المنتجة لتلك الكريمات مستمرة إلى الآن.


وفي عام 1770 بدأ الفرنسي "جان جاك بيريه" يفكر في طريقة تمكن الرجال للحلاقة بأنفسهم بشكل آمن ففكر في صنع حافظة للشفرة حتى يتمكن الرجال من التحكم خلال الحلاقة وتقليل الجروح  قدر الإمكان.



ولكن التجربة الأكثر نجاحا من ذلك كانت في عام  مع  1880 الأخوة "كامبفا" الذين اخترعوا أول ماكينة  للحلاقة بشكلها التقليدي بالإضافة إلى رغوة ما قبل الحلاقة وأحدث ذلك الاختراع طفرة في عالم الحلاقة وحصل على براءة اختراع



 "جيليت" غير عالم الحلاقة للأبد


في عام 1895 كان هناك رجل مبيعات يدعى "جيليت" وذات يوم جاءته فكرة ملهمة وهي صناعة شفرات مزدوجة قابلة للاستبدال بدلا من إعادة سن شفرة الحلاقة أكثر من مرة تلك الفكرة ألهمه فيها أحد اصداقائه الذي قال له لكي تصبح غنيا عليك إنتاج شيء رخيص يحتاجه الناس مرارا وتكرارا ولكن القيود التكنولوجية في ذلك الوقت جعلت الأمر صعبا ولكن ظل جيليت يحاول حتى تمكن عام 1901 من إنتاج شفرة رقيقة ذات جانبين حادتين.



وخلال الحرب العالمية الأولى تعاقد  مع الجيش الأمريكي لتوفير شفرات الحلاقة لهم، وبالتالي ضمن أن الأمة بأكملها ستستخدم شفرات جيليت الآمنة ليتغير عالم الحلاقة بعدها للأبد.


الحلاقة الكهربائية تطيل العمر لـ 120 عام!


في عشرينات القرن الـ20 بدأ مفهوم الحلاقة التي تعمل بالكهرباء يظهر للنور مع الكندي "جاكوب شيك" الذي أعتقد ان الحلاقة السليمة قد تطيل عمرك لـ 120 مما جعله يسعى لاختراع أول ماكينة كهربائية في عام 1923 والتي تتألف من يد حاملة ورأس به الشفرات وموتور ولم يطرح جاكوب اختراعه للنور حتى اتقن تصميمه فى عام 1931 ذلك التصميم الذي ابهر الجمهور وباع منه حوالي 1.5 مليون ماكينة بقيمة 20 مليون دولار ولتلك الماكينة القدرة على توفير الكريمات والصابون المستخدم في الحلاقة التقليدية  تطور شكل الماكينة الكهربائية أكثر من مرة لجعل الحلاقة أكثر مرونة  ومتعة مما مضى.