التوقيت الأربعاء، 26 نوفمبر 2025
التوقيت 08:17 م , بتوقيت القاهرة

سيف الحرية.. أسرار الموساد بإيران من سرقة الأرشيف النووى لاغتيال فخرى زادة

إيران
إيران
عاد جهاز الموساد إلى الواجهة بقوة بعد صدور كتاب جديد لمديره السابق يوسى كوهين، يكشف فيه للمرة الأولى تفاصيل عمليات استخباراتية هزّت إيران خلال الأعوام الماضية، على رأسها سرقة الأرشيف النووى من طهران واغتيال عالم الذرة البارز محسن فخرى زادة.
 
كتاب "سيف الحرية، رسم يوسى كوهين من خلاله صورة جديدة لعمليات الموساد داخل إيران، مقدمًا رواية تحمل رسائل سياسية متعدّدة، بعضها موجّه للداخل الإسرائيلى، وبعضها الآخر لإيران والعالم.
 
ومع ما يكشفه من تفاصيل، يبدو أن حرب الظل بين الطرفين كانت أوسع بكثير مما ظهر للعلن ولا تزال مستمرة.
 
سرقة الأرشيف النووي.. قرار جريء وتحضير دام 10 أعوام
بحسب الكتاب، فإن إسرائيل اتخذت قرار السطو على الأرشيف النووى الإيراني عام 2016، بعد عقد كامل من التغلغل داخل بنية الدولة الإيرانية الأمنية والعلمية.
 
وبحسب كوهين، توسعت شبكة الموساد داخل إيران “رجالًا ونساءً”، حتى وصلت إلى قلب منظومة الحكم، وهو ما مهّد لعملية انتزاع الأرشيف من مجمع نووى شديد التحصين، فى واحدة من أكثر العمليات جرأة فى تاريخ الصراع الخفى بين البلدين.
 
تجنيد العملاء من داخل إيران.. أوسكار يدخل المشهد
يكشف كوهين أنه جنّد عددًا من العملاء الإيرانيين بعدما تقمّص شخصية رجل أعمال ومحامٍ لبنانى يُدعى أوسكار.
 
 
ويقول أن أبرز من جرى تجنيدهم عالم ذرة كان يعمل مساعدًا لفخرى زادة، ويطلق عليه اسم فريد، وهو من زوّده بتقارير تفصيلية عن أجهزة الطرد المركزى، كاشفًا أن مصدر التكنولوجيا الأساسية كان باكستان وليس كوريا الشمالية كما كان يُعتقد.
 
شبكة الموساد داخل إيران.. أكاديميون ومهندسون فى مهمة سرية
يوصف فى الكتاب أن وحدة الموساد داخل إيران لم تكن مجرد خلايا صغيرة، بل “شبكة كبيرة” تضم موظفين كبارًا وأكاديميين ومهندسين.
 
 
هذه الشبكة نفذت مهام معقدة ساهمت فى التحضير لسرقة الأرشيف، وفى جمع المعلومات التى قادت لاحقًا إلى استهداف أبرز العلماء النوويين.
 
اغتيال فخرى زادة.. رشاش إلى بذكاء اصطناعى وعمليات تهريب معقدة
يسرد كوهين تفاصيل دقيقة حول العملية التى قُتل فيها فخرى زادة عام 2021، قائلًا إنها استغرقت شهورًا من الإعداد.
 
 
تم تهريب أجزاء معدات “تزن طنًا كاملًا” إلى داخل إيران، بينها رشاش إلى يعمل بالتحكم عن بعد، مثبت على شاحنة ومزوّد بنظام ذكاء اصطناعى وجهاز تدمير ذاتي.
 
 
ويشير إلى أن العالم الإيرانى كان يستخدم فى يوم العملية قافلة أصغر من المعتاد، ويقود سيارته بنفسه، وهو ما اعتُبر الثغرة الحاسمة.
 
الهروب من طهران.. حالة ذعر ومطاردة بلا نتائج
بعد سرقة الأرشيف، يروى كوهين أن إيران أعلنت حالة طوارئ واسعة، ونشرت عشرات آلاف العناصر من الأمن والحرس الثورى، وأغلقت الطرق بحثًا عن منفذى العملية.
 
 
ورغم ذلك، يؤكد أن أفراد العملية 25 عنصرًا من جنسيات متعددة تفرقوا خلال ساعتين فقط داخل طهران، بين شقق سرية وطرق تهريب خارج البلاد.
 
رد الفعل الإيراني.. كارثة قومية
ينقل كوهين عن مصادر داخل إيران أن المرشد على خامنئى وصف سرقة الأرشيف النووى بأنها “كارثة قومية”، فى دلالة على حجم الضربة التى تعرض لها المشروع النووي.
 
 
ويشير إلى أن إسرائيل اعتبرت العملية نقطة تحول، حيث كشفت الوثائق المسروقة الدور المركزى لفخرى زادة، خلافًا لما كانت تُصوّره أجهزة الاستخبارات الغربية.