التوقيت الإثنين، 17 نوفمبر 2025
التوقيت 01:24 ص , بتوقيت القاهرة

نهر القيامة.. قنبلة موقوتة تهدد بغرق السواحل حول العالم.. فما قصته؟

القارة القطبية
القارة القطبية
يعد نهر ثويتس الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، الذي يُلقب بـ نهر القيامة، من أخطر التهديدات التي تواجه كوكب الأرض بسبب قدرته على رفع مستوى سطح البحر بشكل كارثي إذا انهار.
 
الأبحاث الأخيرة تكشف عن تسارع غير مسبوق في ذوبان هذا النهر الجليدي العملاق، مما يعزز المخاوف من تأثيراته المدمرة على السواحل في جميع أنحاء العالم.
 
 
 
لماذا يُعد نهر ثويتس خطيرًا للغاية؟
يمتد نهر ثويتس عبر جزء كبير من القارة القطبية الجنوبية، ويحتوي على ما يكفي من المياه لرفع مستوى سطح البحر من 60 سم إلى أكثر من 3 أمتار إذا انهار بالكامل، ولكن ما يجعل هذا النهر الجليدي يعتبر نهر القيامة هو قدرته على إحداث كارثة عالمية بمجرد انهياره، حيث سيؤدي إلى غرق العديد من المناطق الساحلية حول العالم، ما يهدد حياة الملايين من البشر في الأماكن المنخفضة مثل دلتا الأنهار والمدن الساحلية.
 
 
 
التسارع غير المسبوق في الذوبان
في السنوات الأخيرة، أظهرت دراسات جديدة تسارعًا غير مسبوق في ذوبان نهر ثويتس، وكان النهر الجليدي في أسرع ذوبان له منذ 5000 عام، يشير الباحثون إلى أن السبب الرئيس لهذا التسارع هو تغير المناخ وظاهرة النينيو، اللتين تسببتا في ارتفاع درجات حرارة المحيطات المحيطة بالنهر، مما يسرع عملية ذوبان الجليد من الأسفل.
 
 
 
التهديد من منطقة التأريض
تعتبر منطقة التأريض،  هي المكان الذي يتلامس فيه نهر ثويتس مع قاع البحر. أظهرت الأبحاث الحديثة أن المياه الدافئة والمالحة التي تتسرب إلى هذه المنطقة تُساهم بشكل كبير في إذابة الجليد من الأسفل مما يؤدي إلى تآكل الجرف الجليدي بسرعة أكبر ويضعف استقرار النهر الجليدي.
 
كما أظهرت الدراسات أن تأثيرات المد والجزر تلعب دورًا مهمًا في هذه العملية. فعندما يحدث المد، يتم ضخ المياه الدافئة تحت الغطاء الجليدي، مما يعمل كرافعة تضخ الماء بين الجليد والصخور. هذه الحركة تعمل على تسريع ذوبان الجليد بشكل كبير، مما يزيد من خطر انهيار النهر في المستقبل القريب.
 
 
 
المخاطر المستقبلية: كارثة بيئية على الأبواب
إذا استمر هذا التسارع في الذوبان، فإن التهديد الأكبر سيكون على سطح البحر،  إذا انهار نهر ثويتس بالكامل، فإنه سيأخذ معه معظم الجليد في **غرب القارة القطبية الجنوبية، مما سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل غير مسبوق. هذه العملية قد تستغرق عدة عقود، ولكن وفقًا للظروف الحالية، قد يحدث الانهيار في غضون 100 عاما ،  ما يعني أن هذا التهديد البيئي قد يُصبح واقعًا في أي وقت.
 
 
 
التوقعات المستقبلية والنتائج المحتملة
وتشير التقارير الأخيرة تشير إلى أن نهر ثويتس ليس مجرد تهديد مستقبلي بعيد؛ بل هو قنبلة موقوتة تهدد سواحل العالم بأسره. مع استمرار تسارع الذوبان، أصبح من الضروري أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات عاجلة لتخفيف تأثيرات تغير المناخ. يتطلب ذلك خفض انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز استخدام الطاقات المتجددة من أجل الحد من ظاهرة الاحترار العالمي.