التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 10:41 ص , بتوقيت القاهرة

الطوارئ الآن أو الفوضى الآن!

وماذا بعد التفجيرات المتتالية، والتي أصبحت خبرا معتادا أصبحنا نسمعه بشكل روتيني.. وأصبحت جنازات الشهداء مشهدا متكررا بشكل مستفز.. فلا يمر يوم إلا ويسقط ضحايا جدد للجماعة الإرهابية اسما وشكلا وموضوعا.. نشرات الأخبار والمواقع الإلكترونية والصفحات الاجتماعية أصبح الحديث المشترك بينها هو حديث التفجيرات والضحايا والقتلى الذين يتساقطون بشكل عشوائي كل ساعة.


ومن منا الآن لم يعد مستهدفا بقنابل الإخوان التي تقتل بلا تمييز.. وبعد أن كانت حجتهم هي استهداف رجال الشرطة لثأر قديم أو حديث.. ثم حجة القصاص من رجال الجيش الذين أفشلوا مخطط بيع مصر وتوريطها في حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس.. أصبح الشعب الآن هو المستهدف وليس ضباط الشرطة أو الجيش أو الجنود في الجانبين.. وبعد أن كان البعض يروج لاستهداف الضباط فقد أصبح استهداف الجنود بحجة أن الله أهلك جنود فرعون لأنهم كانوا عونا له على طغيانه فأصبح لديهم الآن الحجة الجاهزة لاغتيال الجنود أيضا في ثكناتهم وفي طريقهم وانتقالاتهم.


والآن دخل القضاة وأعضاء النيابة في قائمة الاغتيالات الإخوانية التي تسعى بكل قوتها إلى فرض واقع مرعب على المصريين،  وفي محاولة مستميتة لإرهاب القضاة حتى لا يصدرون أحكام الإعدام ضد أعضاء الجماعة الإرهابية.


وقبل كل ذلك وبعده يسقط الضحايا من المواطنين المدنيين الأبرياء.. فلا هم من هيئة الشرطة ولا هم من رجال الجيش ولا هم من رجال العدالة الذين يصدرون أحكامهم ضد القتلة والإرهابيين.. هم مجرد أناس أبرياء لاذنب لهم إلا أن قدرهم قد ساقهم للتواجد في مكان اختاره إرهابي خسيس ليضع فيه قنبلة عمياء تنفجر فيه فتقتله بلا ذنب أو جريرة سوى أنه مصري وأنه فوض السيسي للقضاء على  الإرهاب والفوضى في مصر.


الآن أصبح الشعب كله في مرمى نيران الجماعة الإرهابية.. وأصبح كل مصري وكل مصرية وكل طفل في الشارع مهدد أن يخرج من بيته فلا يعود  إلا جثة ممزقة الأوصال.. ولو كتبت له النجاة يعود بعاهة مستديمة أو بذراع مفقود أو ساق مبتورة أو شلل يعيش به بقية حياته.


الآن لم يعد هناك فئة مستهدفة وأخرى ناجية من قنابل الإخوان التي فضحهم الله ليؤكد ارتكابهم لكل عمليات التفجير التي تمت في مصر بعد أن انفجرت فيهم قنابلهم في أكثر من مكان وأكثر من محافظة.. فأكدوا أنهم هم القتلة والمجرمون بعد أن كان ردهم الطبيعي والمتكرر " إيه اللي يثبت أن الإخوان هم اللى بيفجروا القنابل ".. والآن أصبحت الجريمة ثابتة وواضحة ووضوح الشمس لا ينكرها إلا أعمى أو جاحد أو إرهابي آثم.


الآن صار الشعب كله مستهدفا.. وصار كل مصري هدفا لقنبلة إخوانية تنتظره في  سيارة مفخخة أو في أقرب صندوق قمامة ليكون ضحية الغدر كما حدث مع عامل نظافة لم يرتكب ذنبا سوى أنه كان يقوم بعمله في جمع القمامة ليتصادف وجود قنبلة في انتظاره داخل صندوق القمامة لتنفجر فيه وتحوله إلى أشلاء.


والسؤال الآن هو ماذا تنتظر الدولة حتى تعلن حالة الطوارئ لمواجهة الحرب القذرة التي أعلنتها الجماعة الإرهابية على كل المصريين؟


أليست مصر الآن في حالة حرب؟ أليست مصر مستهدفة بمؤامرات دولية خارجية وداخلية؟ ألم يصبح المصريون جميعا هدفا للإخوان في كل مكان في بر مصر؟ ألم يتم اغتيال ضباط الجيش والشرطة في سياراتهم ؟ ألم تقع عمليات الهجوم المتكررة على الأكمنة الثابتة والمتحركة كل ساعة؟ ألم تتم مهاجمة معسكرات الجيش والشرطة بشكل متكرر ؟ ألم يسقط كل يوم شهيد ومصاب في كل مكان على أرض مصر؟ أليست مصر في حالة حرب؟


إذن متى نعلن حالة الطوارئ لمواجهة هذه الحرب القذرة التي تسعى لإحداث الفوضى في مصر حتى يعود الإخوان ورئيسهم المعزول إلى الحكم ؟ متى تعلن مصر حالة الطوارئ؟... لماذا لا تُنظر جرائم الإرهاب أمام المحاكم العسكرية ويتم البت فيها بسرعة حتى لا يكون هناك مجال للتلاعب أو التحريض والتخريب أكثر وأكثر.


هل ننتظر حتى يعم الخراب أكثر لنحكم قبضتنا على الإرهابيين؟ هل تخشى مصر من المجتمع الدولي الذي لا يرى إلا بعين واحدة ويدين العنف من الدولة ولا يرى العنف من الجماعات المناهضة للدولة؟


ياسيادة الرئيس لقد فوضك الشعب لمحاربة الإرهاب.. وهذا الشعب هو الذي يقف خلفك سندا وعونا لمواجهة الإرهابيين.. لن نقول كما يفعل الآخرون إن هناك تقصيرا أمنيا أو عجزا في المواجهة، بل نقول إن المواجهة تحتاج لما هو أكثر.. ولو لم تكن حالة الطوارئ مطلوبة الآن فمتى تكون؟ سيادة الرئيس إما الطوارئ الآن أو الفوضى الآن وإلى الأبد.