التوقيت الجمعة، 10 مايو 2024
التوقيت 06:16 م , بتوقيت القاهرة

رأي عربي: ما يحدث في اليمن تنفيذ لمشروع الإيراني

اهتم كتاب الرأي في الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد، بالأحداث السياسية في الساحة اليمنية، وبخاصة إصدار الحوثيين ما أسموه "إعلانا دستوريا" لإدارة البلاد، بعد إحكام سيطرتهم على جميع مفاصل الدولة.


وشمل الإعلان الدستوري الذي ألقاه زعيم الحوثيين في مؤتمر عقده بالقصر الجمهوري في العاصمة صنعاء، حل البرلمان وتشكيل مجلس بديل من 551 عضوا ينتخب مجلسا رئاسيا مكونا من 5 أفراد.


الكاتب اليمني مصطفى أحمد نعمان، نشر مقالا بعنوان "فراغ سياسي أم خواء وطني" في صحيفة الشرق الأوسط، قال فيه إن جماعة "أنصار الله" (الحوثي) "استكملوا بإعلانهم الدستوري، أركان الانقلاب الذي بدأوه باقتحام العاصمة صنعاء ثم فرض ما أسموه اتفاقية السلم والشراكة الوطنية، وإجبار الرئيس هادي عبد ربه منصور، على البدء بتعيين ممثلين لهم في رئاسة الأركان العامة وأجهزة المخابرات".


واعتبر نعمان أن "الحوثيين تمرسوا في تزييف الوقائع والانقلاب على كل الاتفاقات، وأثبتوا براعتهم في استنزاف الوقت لمواصلة ابتلاع السلطة على جرعات"، رافضا كل المبررات التي يقدمها "أنصار الله" لتصرفاتهم اليومية التي وصفها بالحمقاء مؤكدا أنها "غير مقبولة ولا يجوز تفسيرها إلا برغبة الإذلال والانتقام لكل من يعترض يوما على تصرفاتهم ويقاوم نهمهم للسلطة".


في السياق نفسه، رأى الكاتب إلياس حرفوش، في مقاله المنشور في صحيفة "الحياة" اللندنية، تحت عنوان "صنعاء في قبضة الحوثيين"، أن ما يحدث في اليمن الآن هو "تقدم المشروع الإيراني في المنطقة بخطى بطيئة لكنها واثقة وناجحة"، مشيرا إلى أن "الجماعة الحوثية استطاعت بعد حروب طويلة مع الدولة اليمنية وتفكيك بطيء للسلطة واختراق للمؤسسة العسكرية، أن تبسط أو تحاول أن تبسط يدها على البلد كله، من خلال ما أطلقت عليه الإعلان الدستوري، الذي يعني عمليا القضاء على مؤسسات الدولة، من الرئيس نزولا إلى الحكومة والبرلمان".


وتوقعا حرفوش ألا يستطيع الحوثيون استكمال سيطرتهم على كل أطراف اليمن ومحافظاته، لأنهم يعرفون حجم العوائق التي تقف في طريقهم، ولأنهم يعرفون أنهم أقلية في اليمن، مضيفا أن اليمن رهينة في يد الجماعة الحوثية، لأنها تعتبر أن التفاوض معها بعد اليوم، سواء من القوى الإقليمية، بما فيها دول الخليج، أو من القوى الدولية، يسمح لها بفرض شروطها.


من جانبها أكدت صحيفة "القدس العربي" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "الانقلاب في اليمن ورقة إيرانية لابتزاز أمريكا والسعودية"، أن اليمن دخل أمس "نفقا مظلما من الفوضى والاضطرابات، إثر إصدار ما تسمى باللجنة الثورية لجماعة أنصار الله الحوثية، إعلانا دستوريا من القصر الجمهوري في صنعاء".


وحذرت الصحيفة من أن تفاقم التعقيد في المشهد اليمني، ربما يؤدي إلى تصاعد مخاطر التفتيت والوقوع في حروب أهلية ومذهبية قد تستمر سنوات، مشيرة إلى أن "سيطرة الحوثيين على حكم البلاد عمليا، ومن خلفهم طهران، يمنح نظام الملالي في إيران ورقة إضافية في توازنات القوى الإقليمية"، مضيفة أن "استكمال الحوثيين انقلابهم يثير علامات استفهام حول أدوار الأمم المتحدة والقوى الإقليمية والدولية تجاه الأزمة اليمنية".