التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 06:39 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| والدة ضابط الطالبية: ابني مات مرتين

"ابني مات مرتين قبل أن ينتقل إلى مثواه الأخير"، هكذا تحدثت والدة ضابط المفرقعات، الذي قتل في انفجار قنبلة قسم شرطة الطالبية، ضياء فتحي، مؤكدة "كان ابن موت... وكان بيقولي إنه منتظر لحظة استشهاده".


أخيرا وافقت نجاة سيد والدة ضابط المفرقعات أن تتحدث مع الإعلام لتخص "دوت مصر" بأول حديث لها عن ابنها ورحيله عن الدنيا، معربة عن امتعاضها مما وصفته بتكفير ابنها من قبل جماعة الإخوان، حيث قالت "الإخوان قالوا على ابني إنه كافر، رغم أن كل مهمته انه يتلقى البلاغات من رقم الحماية المدينة عن قنبلة أو عبوة ناسفة ويروح يبطل مفعولها".


تقول نجاة أن ابنها كان دائما يردد "إذا أصبح الأخ يقتل أخاه، فنحن نعتبر في آخر الزمان"، مشيرة إلى أنه كان يقرأ الفاتحة مع كل مرة يخرج فيها إلى عمله، وقبل موعد خروجه إلى العمل في اليوم الذي لقي فيه حتفه بـ 6 ساعات، مكث بجانب والدته، وطلب منها احتضانه- كانت تلك هي المرة الأولي منذ زواجه، قائلا لها "ربنا يستر من بكرة يا ماما"، هكذا حكت نجاة.


عن علمها بنبأ وفاته، تقول نجاة إنها تلقت مكالمة هاتفية من أحد أقاربها يقول لها "هو ده ضياء اللي على التلفزيون"، فلم تصدق الأم خبر وفاته، إلا بعد أن ذهبت إلى موقع الانفجار الذي أودى بحياته أمام قسم شرطة الطالبية بمنطقة الهرم، بعد ساعتين من وفاته.


في تلك اللحظة، تذكرت الأم ربها، فلم تصرخ في الشارع للتعبير عن حزنها، ولكنها تذكرت الآية القرأنية "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإن إليه راجعون"، وقالت " اللهم إني استودعت ابني عندك في جنة الخلد"، هكذا حكت.


"نجاة" كشفت أن ابنها التحق بالعمل في العريش عقب تخرجه من كلية الشرطة مباشرة، وهناك أصيب بطلق ناري بجانب "قلبه" في واقعة إطلاق النيران على كمين أمني هناك، لتكن المرة الأولى التي ينجو فيها من الموت.


بعد حادث العريش، أصر والد ضياء نقله من العريش إلى أي جهاز شرطي لا علاقة له بالإرهاب، فنقل إلى  جهاز الحماية المدنية وتحديدها في وحدة إطفاء حريق، فعرضه إخلاصه في عمله إلى الموت مرة أخرى، أثناء إطفاء إحدى الحرائق الكبرى، ولكنه نجى من الحادث الذي ترك بجسده انزلاقا غضروفيا في عموده الفقري.


تكمل نجاة، بعد إصابة "فتحي" بالغضروف سافر إلى الأردن، والتحق بجهاز المفرقعات هناك، وبعد فترة استعان به جهاز الحماية المدنية في مصر كـ"خبير مفرقعات" وذلك بعد 25 يناير بعام واحد.


مع مرور الوقت ذاع صيت "ضياء" بين زملائه بسبب كفاءته في عمله، لأنه كان غيور علي عمله – حسب ما قالته والدته – لدرجة أن مدير الإدارة المدنية بالجيزة، اللواء مجدي الشلقاني، كان يستعين به في أغلب البلاغات التي ترد إليه، حتى أبطل مفعول قرابة 600 عبوة ناسفة في فترة لا تتعدى العامين، ولكن الموت كان له بالمرصاد في عملية قسم الطالبية.


تختتم نجاة حديثها لــ"دوت مصر" قائلة: " "أنا شلت كفنه من ساعة ما دخل كلية الشرطة.. وكنت عارفة إنه في يوم هيموت شهيد... لكن بقول للإرهابيين وللإخوان: ايه هدفكم من قتل الأبرياء هل قتل رجالة الشرطة هينشر الإسلام في مصر... حسبي الله ونعم الوكيل... عموما ضياء كان مرة كاتب على فيس بوك إنه نفسي يدخل الجنة معايا، وربنا حققله أمنيته وهيدخل الجنة لأنه شهيد.. وأنا جايالك يا ضياء.. مع السلامة يا حبيبي".


وهنا غلب البكاء تماسك الأم وأنهت حديثها مع "دوت مصر".


فيديو| خالة ضياء: ضباط الشرطة بيموتوا زي العصافير


فيديو| آخر أعياد ميلاد الشهيد ضياء ضابط المفرقعات