التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 05:18 م , بتوقيت القاهرة

مجالس الآباء.. حبر على ورق

 


أصدر وزير التربية والتعليم محمود أبو النصر قرارا وزاريا بإعادة تنظيم مجلس الآباء والأمناء والمعلمين، يفيد بوضع معايير تنظيم مجلس الآباء، وإنشائه في كل مدرسة متكاملة الصفوف حتى نهاية مرحلة تعليمية.


انشغال الأهالي بأعمالهم تجعل مجالس الآباء وفي مصر غير مفعلة بالقدر الكافي، ووفقا لقرارات وزير التعليم الصادرة في الجريدة الرسمية، فإن لمجالس الآباء سلطة تصل إلى المراقبة المالية على ميزانية المدرسة، ووضع خطط تفيد العملية التعليمية لأولادهم، فكيف هو واقع تلك المجالس في مصر؟، خاصة أن لها سلطة مالية وإدارية على المدرسة.


شروط وزارة التربية والتعليم


قرار وزير التربية والتعليم الذي يحمل رقم 306 يشير إلى أن مجالس الآباء والأمناء يحمل أعضاء من المجتمع المدني المهتمين بالعملية التعليمية، ليضيف القرار أن من حق المجلس الإشراف على الموازنة الختامية للمدرسة، ومن حق مجالس الآباء أيضا اتخاذ جزء من ميزانية المدرسة من أجل إنفاقها على الأنشطة المدرسية للطلاب.


ووفقا لقرار أبو النصر، فإن مجالس الأمناء والآباء والمعلمين بالمدارس تهدف إلى تحقيق اللامركزية في الإدارة والتقويم والمتابعة، وصنع واتخاذ القرار، والعمل على تأصيل الديمقراطية في نفوس الطلاب، وإكسابهم المعلومات والمعارف والقيم الأخلاقية وتعميق الانتماء للمجتمع والوطن.


كما أقر وزير التعليم وفقا لما نشرته جريدة الوقائع المصرية تشكيل الجمعية العمومية للمعلمين على مستوى المدرسة من جميع معلمي المدرسة، ويشكل مجلس الأمناء من 13 عضوا، كما صدر بالجريدة الاختصاصات والمسؤوليات لمجلس الأمناء والآباء والمعلمين، ويتشكل القرار الوزاري من 37 مادة، على أن يتم العمل بالمواد من اليوم التالي لتاريخ نشره.


رسميا.. المجالس سلطة غير مفعلة


المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم هاني كمال يقول إن مجالس الآباء وفقا للقانون 89 المنظم لشؤون التعليم فلها الحقوق في متابعة ميزانية المدرسة، سواء كانت حكومية أو خاصة؛ إذ إن الاثنين تحت إشراف وزارة التربية والتعليم.


وأضاف كمال لـ"دوت مصر"، أن لكل مدرسة لها مجلس آباء وأمناء منفصل، ومن المفترض أن تقوم كل مديرية من المديريات التعليمية بمتابعة مجلس الآباء والأمناء بكل محافظة، كما يتواجد مجلس أعلى للآباء بكل مديرية تابعة للمحافظة.


المدارس الخاصة.. انشغال الآباء سبب التراجع


يقول مدير مدرسة المستقبل الخاصة ممدوح الحسيني بمنطقة فيصل، إن مدرسته توجه الدعوة في بداية كل عام دراسي من أجل انعقاد مجلس الآباء والأمناء، بجانب دعوة شهرية لأخذ رأي الأهالي في العملية التعليمية، ويضيف أن الحضور الخافت لأولياء الأمور يرجع لانشغالهم بأعمالهم، واقتصار اهتمامهم بالطلاب من داخل المنزل.


وأكد مدير المدرسة الخاصة أن نسبة حضور الآباء لا يتجاوز الـ50%، مشيرا إلى أن مجلس الآباء عند انعقاده يخرج بمجموعة من المقترحات تكون مرآة لإدارة المدرسة، وكشف الثغرات الموجودة بأداء تلك المدرسة، ويقول إن الأب أو الأم اللذين لهما علاقة بالعملية التعليمية يكون لهما حضور أكثر بتلك المجالس.


وأضاف مدير المدرسة أن مجلس الآباء يتم اختياره بالتزكية من الأعضاء الحاضرين، بعد أن يقدم كل منهم نفسه، لتتم تزكية المقربين من الدراسة أو التعليم، ويكون أمينا عاما للمجلس، يكون له الحق في حضور يوم دراسي كامل، يقدم مقترحات لباقي أعضاء المجلس، يساعد الطالب في الارتقاء بسلوكهم داخل المدرسة، مضيفا أن إدارة المدرسة التي تريد أن تقوم أسلوبها في الإدارة، فلابد أن تعطي المساحة الكافية لمجالس الآباء.


خبير: غيابها مرتبط بمنظومة التعليم كلها


ويقول رئيس مركز الحق في التعليم عبد الحفيظ طايل، إن لمجالس الآباء كثير من الحقوق أهمها الرقابة المالية على ميزانية المدارس، لكن ذلك مرتبط بشكل وثيق بإدارة المنظومة التعليمية في مصر، مشيرا إلى أن الكثير من الإدارات بالمدارس تتعامل مع مجالس الآباء إنها "شكلية".


وأشار الخبير التعليمي لـ"دوت مصر" إلى أن خفوت سلطة مجالس الآباء والأمناء يعود إلى الصراع بين تلك المجالس وإدارات المدرسة، إضافة إلى قرارات سابقة من التعليم بتخفيض سلطة مجالس الآباء جعلته هامشيا، وأن الإدارة الصحيحة من المفترض أن تهتم بعقد مجالس الآباء والأمناء، وتفعيل سلطتها من أجل تقييم العملية الإعلامية كلها.