التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 04:05 ص , بتوقيت القاهرة

أسرار "أورشليم الصعيد" ومباركة العذراء

كواليس وأحداث لا تنتهي مع استعدادات الجنوب المصري لإحياء ذكرى رحلة العائلة المقدسة مريم البتول والطفل المبارك إلى مصر، وحكايات تسرد من جديد لتعود دائما لتروي للأبناء " عظمة الفرار ومعاناة الوصول ومعجزات الإله".


تبدلت الأمور في الاستعداد لمثل هذه الذكري التاريخية المقدسة بتوجيه خالد العناني وزير الآثار لتشكيل لجنة تضم" ممثلين عن الكنيسة وباحثين بمعهد الدراسات القبطية " لوضع مسار رحلة العائلة المقدسة على خريطة الآثار.


العذراء البتول


 


الهروب في الكتاب المقدس


لم تكن فكرة هروب العائلة المقدسة إلى مصر، خوفا من بطش هيرودس الملك، بحسب الإنجيل، أكثر منها حكمة، لها دلالاتها الروحية، وقد تجلي ذلك فى  آيات العهد القديم مثل سفر الأمثال 22: 3:" اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى، وَالْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ".


النجم المبشر


 


البداية


جاء من المشرق إلى أورشليم بعض الكهنة المجوس البارعين في علوم الفلك للبحث عن مولود سيصبح ملكاً لليهود، بعد ظهور النجم المبشر بميلاده في المشرق.


 


هيرودس وعلماء الفلك


سمع هيرودس ملك أورشليم برواية علماء الفلك فخشي على ملكه من المولود المنتظر، فدعا  علماء الفلك  إليه سرا ليتحقق منهم من أمر النجم الذي ظهر لهم، و أرسلهم إلى بيت لحم ليبحثوا له عن المولود الصغير، وإخباره بمكانه ليأتي إليه أيضا ويعترف به كملك اليهود القادم،


 


هدايا المسيح


بحث علماء الفلك عن المولود حتى عثروا عليه وقدموا له الهدايا وانصرفوا إلى بلادهم دون الذهاب إلى هيرودس خوفا علي المولود، فغضب هيرودس وأمر بذبح جميع أطفال بيت لحم


الهروب المقدس


جاء أمر الله للعذراء بالهروب ووليدها إلى مصر فراراً من هيردوس الذي أعد العدة وعقد العزم لقتل المسيح خوفاً على مُلكُه وحماية لنفسه ومملكته من المولود ملك اليهود " المسيح عيسي بن مريم"


 


الطريق إلي مصر


بوابة العائلة المقدسة لدخول مصر


رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر من واقع بعض الكتابات المسيحية و من خطبة دينية كتبها البابا "ثيئوفيلوس" بطريرك الإسكندرية الثالث والعشرين "384-412م." الذي وصف أحداث هذه الرحلة ومسارها وصولاً إلي مصر


دخلت العائلة المقدسة إلى مصر عن طريق سيناء من إتجاه مدينة الفرما إلى تل بسطا بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية حاليا، ثم اتجهت إلى منطقة مسطرد و منها شمالا إلى مدينة بلبيس ثم إلى منية سمنود، وعبرت منها نهر النيل إلى مدينة سمنود ومنها إلى منطقة البرلس وصولاً إلى سخا ثم عبرت "العائلة المقدسة" نهر النيل إلى غرب الدلتا، ومنها إلى وادى النطرون، ثم ارتحلت بعدها إلى القاهرة، وعبرت النيل متجهة إلى المطرية وعين شمس ثم إتجهت جنوبا إلى مصر القديمة، حيث لجأت العائلة إلى مغارة صخرية هناك، وهى المغارة التى شيدت عليها كنيسة أبى سرجه فيما بعد


 


العدوية


كنيسة العدوية


رحلت العائلة من مصر القديمة إلى شاطئ النيل بالمعادى حيث بنيت كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالعدوية، لأن منها عبرت العائلة إلى النيل فى رحلتها إلى الصعيد حيث مرت "بمغاغة والبهنسا وجبل الطير" بشرق سمالوط ثم إلى الأشمونين غرب النيل ثم جنوبا إلى ديروط، ومنها إلى قرية قسقام بأسيوط ثم إلى منطقة مير ومنها إلى جبل قسقام حيث يوجد الآن "دير المحرق" أهم محطات العائلة المقدسة حيث يسمى المكان "ببيت لحم الثانى" فقد استقرت به العائلة المقدسة أكثر من ستة أشهر وعشرة أيام حتى العودة الي أورشليم


 


العودة


عودة العذراء


ظهر ملاك الرب ليوسف النجار فى حلم وأمره بأن يأخذ الصبى وأمه ويعود بهما إلى بلدهم مرة أخرى "لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى".


 عاد بهم "النجار" إلى أورشليم مرة أخرى، ومن المتفق عليه أن "السيد المسيح "عاش فى مصر قرابة الأربع سنوات حيث تؤكد بردية أثرية ترجع إلى القرن الرابع الميلادى نشرتها جامعة "كولن بألمانيا" أن العائلة المقدسة استمرت فى مصر ثلاث سنوات وإحدى عشر شهرا.


 


معجزات وبركات ورحمه


تل بسطا


تل البسطا


بوصول العائلة المقدسة "تل البسطا" جلسوا تحت شجرة وطلب الطفل "المسيح"، أن يشرب فلم يحسن أهله "بسطا" استقبال العائلة، ما آلم نفس العذراء، فقام يوسف النجار وأخذ قطعة من الحديد وضرب بها الأرض بجوار الشجرة، وإذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتوا منه.


 


 الزقازيق


العذراء


أثناء وجود العائلة المقدسة بتل بسطا مر عليهم شخص يدعى "قلوم" دعاهم إلى منزله حيث أكرم ضيافتهم وعند وصولهم لمنزله وجدوا سيدته مريضة تلازم الفراش منذ 3 سنوات فقال له "المسيح": امرأتك سارة لن تكون بعد مريضة" وفي الحال قامت ترحب بهم


 وكانت السيدة العذراء تريد زيارة معبد لوجود احتفالات في ذلك الوقت، وأثناء دخولها المعبد بطفلها الصغير تحطمت تماثيل الآلهة الجرانيتية وأصبحت كومة من الجرانيت، الأمر الذي دفع إلي صدور أوامر عليا، إلى العسكر للبحث عن الصبي والقبض عليه حتى علم "قلوم" وزوجته "سارة" بالأمر، فأخفوهم عن الأنظار، و"هربوهم" ليلًا حتى لا يتعقبهم أحد.


 


دير المحرق "أورشليم الصعيد"


دير المحرق


 انتقلت العائلة المقدسة، من قرية "مير"  إلى جبل قسقام، و يبعد 12 كيلومترًا غرب القوصية، ويعتبر الدير المحرق، من أهم المحطات التي استقرت بها العائلة المقدسة


 ويشتهر الدير باسم "دير العذراء مريم"، قضت العائلة في هذا المكان أطول فترة علي مدار رحلتها  "6 أشهر و 10 أيام"، وتعتبر الغرفة أو المغارة التي سكنتها العائلة هي أول كنيسة في مصر بل في العالم كله.


 


 


جبل درنكة


جبل درنكة


اتجهت العائلة المقدسة من جبل قسقام، جنوبًا إلى جبل أسيوط حيث يوجد دير درنكة، و مغارة قديمة منحوتة في الجبل، أقامت فيها " العذراء البتول وطفلها" ، ويعتبر دير درنكة،  آخر المحطات التي التجأت إليها العائلة المقدسة


أقرأ أيضاً


مريم الكعبي: الشعب المصري سيوجه صفعة في وجه أصحاب التآمر والأيام بيننا