التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 04:11 م , بتوقيت القاهرة

في ذكرى وفاته.. "العنيد" بطرس غالي لا يرضخ لأمريكا بشأن فضائح إسرائيل

أستاذ جامعي، وسياسي مُحنك من الدرجة الأولى، استطاع شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخ مصر، لمدة 5 سنوات، بداية من مطلع شهر يناير عام 1992 وحتى ديسمبر عام 1996، وخلال هذه المده كان الرجل بمثابة شوكة كبيرة في ظهر السياسة الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط، إنه بطرس بطرس غالي، الدبلوماسي المصري الشهير، الذي تحل الذكرى الثانية لوفاته صباح اليوم.


وفي ذكري وفاته نستعرض صراع عميد الدبلوماسية، مع السياسة الأمريكية الإسرائيلية في الشرق الأوسط.


 


بطرس غالي عميد الدبلوماسية المصرية


لم يكن وصول بطرس بطرس غالي، لمنصب الأمين العام بالأمر الهين، بعد أن كشف الدكتور نبيل العربي، المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة آنذاك فيما بعد، أن مطالب الدول الأعضاء بمجلس الأمن بأن يكون السكرتير العام للأمم المتحدة من أفريقيا، وأعلنت الصين-التي لها حق استخدام الفيتو- أنها ستتسخدم الفيتو ضد أي مرشح غير أفريقي"، وكان رئيس نيجيريا الأسبق، هو الأوفر حظًا نظرًا لترأس بلاده منظمة الوحدة الإفريقية هذه الفترة، وبناء على ذلك بذلت مصر مساعي كبيرة من منطلق مبدأ " كل شيء في الحرب مباح"، وحاولت التقليل من شأن المرشحين الآخرين، وساقت مبررات أن أحد المرشحين عسكري سابق ولا يجوز لعسكري أن يتولى زمام منظمة دولية، وأن المرشح الآخ كان ماركسيًا.


ويقول "العربي" إن هذه المبررات لاقت استحسان من الدول الغربية وأمريكا اللاتينة، ما مكن "غالي" من الفوز بالمنصب.


بطرس غالي


الولاية الثانية


في عام 1996، قام عشرة من أعضاء مجلس الأمن برئاسة  (مصر، غينيا، بيساو ، بوتسوانا) برعاية قرار يدعم بطرس غالى لفترة ثانية، لمدة 5 سنوات أخرى وصولًا إلى عام 2001، لكن الولايات المتحدة رفضت المطلب، وبررت السفيرة الأمريكية ”أولبرايت” رفض بلادها قائلة: "إن غالي كثير السفر، وعنيد وصعب المراس ولديه آراء محددة، والولايات المتحدة تمارس عليه ضغوطا حتى يتماشى مع سياستها، كما أن الولايات المتحدة لا تقبل هذا النوع من الأشخاص".


بطرس بطرس غالي


صراع الدبلوماسية


وأسدل الدكتور نبيل العربي، في كتابه "صراع الدبلوماسية" الستار عن أهم الأسباب، مشيرًا إلى أن تقرير "قانا" الذي أعده "غالي" و فضح به جرائم الاحتلال الاسرائيلي في مجزرة "قانا" جنوب لبنان والتي راح ضحيتها 106 من المدنيين، أحرج إسرائيل أمام الرأي العام، وأزعج الولايات المتحدة، وبالتالي اعترضت الأخيرة على التجديد للدكتور بطرس غالي.


وأضاف "العربي": "بعدها بأيام جرى اقتراع غير رسمي وفقًا للعرف داخل المجلس، وحصل كوفي عنان على 12 صوتًا مؤيدًا، ما دفع مصر إلى رفض المضي قدمًا في خطوات ترشيح "غالي" لولاية ثانية، حتى لاتخسر كوفي عنان، التي أجمعت القوى الدولية عليه.


وفي حوار تلفزيوني جمع الدكتور بطرس، غالي قبل وفاته، كشف الأخير أن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطًا عليه، لعدم نشر تقرير مذبحة "فانا"، وعللت أمريكا ذلك بأن مصر ليس لديها مصلحة لنشر هذا التقرير، كما أن التقرير سوف يضر بمصلحة شيمون بريز في الانتخابات الإسرائيلة آنذاك".


بطرس غالي


اقرأ أيضًا..


صور| شبيه السادات: بطرس غالي كان قديس السلام‎


حذاء بطرس غالي الذي لا ينساه صحفي إسرائيلي