التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 07:01 م , بتوقيت القاهرة

حذاء بطرس غالي الذي لا ينساه صحفي إسرائيلي

رحل عن عالمنا، اليوم الثلاثاء، عميد الدبلوماسية المصرية، الدكتور بطرس بطرس غالي، عن عمر يناهز 94 عاما، لكن رحيله لم يأخذ معه الذكريات التي تركها لدى الآخرين، خصوصا الجانب الإسرائيلي.


وبعيدا عن الصولات والجولات التي شارك فيها غالي ضد الجانب الإسرائيلي، يكشف المؤرخ والصحفي الإسرائيلي،  جي باخور، في مقال له ما حدث له عندما كان صحفيا صغيرا، وشاهد بطرس بطرس غالي لأول مرة في مطار بن جوريون.


جي باخور وبطرس غالي


يقول باخور: في عام 1983، عندما كنت مراسلا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، كلفت بتغطية زيارة وزير الدولة المصري للشؤون الخارجية، بطرس بطرس غالي، الذي جلس منصوب القامة في غرفة كبار الزوار القديمة بمطار بن جوريون، وأخذ يتحدث إلى الصحفيين، وقال لهم إن تلك الزيارة النادرة تأتي في إطار "السلام البارد" بحسب وصف بطرس غالي.


وتابع "جلست بالقرب من قدميه، كان في منتهى الأناقة من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه، يتدلى منديل من بذته شديدة الأناقة، لكن ما أذكره بقوة اليوم "2007" هو حذائه الذي كان يلمع مثل المرآة، هذا الانطباع لا يمكنني نسيانه حتى اليوم، لم أكن أدري حينها أن الأحذية يمكنها أن تلمع بهذا الشكل، ومنذ هذا اليوم لم أقابل مثل هذه الظاهرة في حياتي، حذائه البني اللامع كالمرآة فاجأني، وهذا انطباع لا ينسى".


جي باخور وبطرس غالي


أضاف الصحفي الإسرائيلي أن بطرس غالي كان دائما ما يتفاخر بانتصاراته على موشيه دايان، خصوصا في ظل لغته الإنجليزية والفرنسية الرقيقة، ومن كثرة ما حدث ذلك، في إحدى المرات كان غالي يتحدث عن إسرائيل ويهاجمها، ما جعل دايان يغضب منه ويشير إلى انتمائه للطبقة الارستقراطية قائلا له: "لقد تعلمت في أفضل جامعات العالم".


واستطرد الدكتور باخور قائلا إن غالي الناصري مثل عمرو موسي، كان لا يحب السادات ويخشاه، لأنه هو الذي رسم له صورة الشخص المؤيد والمحب للسلام مع إسرائيل، على الرغم من أن بطرس غالي هو نفسه الذي ابتكر مصطلح السلام البارد بين مصر وإسرائيل.


بضيف أنه بعد توقيع اتفاقية السلام، كان غالي من أكثر العوامل التي منعت إسرائيل من إقامة علاقات مع دول عربية أخرى، وهو ما أثار غضبه حينما وقعت إسرائيل على اتفاقية مع الأردن والسلطة الفلسطينية.


جي باخور وبطرس غالي


وفي عام 2007، أجرى غالي حوارا مع الصحفية الإسرائيلية الشهيرة، سيمدار بيري، قال فيها إنه يثق تمام الثقة أن إسرائيل هي السبب في إنعدام السلام مع الدول العربية، وأكد لها أن الشعب المصري يكره إسرائيل، بل كل العالم العربي أيضا.


ودافع بطرس غالي عن المقاومة الفلسطينية معربا عن تفهمه لموقف حركة حماس مع تل أبيب، وقال للصحفية الإسرائيلية: ما هو الشيء الغريب في أن حماس ترسل إليكم انتحاريين"، وأعرب لها عن دعمه وتأييده لإيران قائلا: لماذا دائما تهاجمونها؟