التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 05:26 ص , بتوقيت القاهرة

شارع "سليم الأول" يثير الجدل في القاهرة.. ومطالب بالتخلص من "طواغيت الأتراك"

حالة من الجدل يشهدها أرجاء ديوان عام محافظة القاهرة، بعدما أعلن أحد أعضاء لجنة التسميات بالمحافظة رغبته في رفع أسماء حكام وسلاطين الأتراك عن شوارع مصر، لاسيما الذين ارتكبوا جرائم بشعة في حق شعب استعمروه في يوم من الأيام -بحسب تعبيره-، خاصة بعد أن ظهرت الضغائن الخفية في صدور الأتراك ومساعيهم الحثيثة للنيل من مصر، ومحاولة تفتيتها تنفيذا لمخططات إرهابية يتم دعمها من قبل كيانات وجماعات ودول تحاول أن تلقي بمنطقة الشرق الأوسط في هاوية الضياع.


الدالي


من جانبه أكد أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، الدكتور محمد صبري الدالي، صاحب مذكرة تغيير شارع سليم الأول والتي تقدم بها لمحافظ القاهرة، أنه تقدم بالمقترح منذ 3 أشهر بصفته عضوًا في لجنة التسميات بالمحافظة وأبدى عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة اهتمامه بها وطلب بإعداد مذكرة خاصة.


شارع سليم الأول


ولفت إلى أنه تقدم بالمذكرة يوم الإثنين الماضي خلال اجتماع اللجنة، التي تنعقد بشكل متفاوت من وقت لآخر، موضحًا أن أعضاء اللجنة وافقوا بالإجماع على تغيير الاسم، وكان هناك تعاون في هذا الصدد.


وتابع أنه استند في مذكرته إلى أن أسماء الشوارع في أي دولة تعتمد على أشخاص أو حرف بمصر وهناك شوارع تحمل أسماء أجنبية كثيرة باعتبارنا مجتمع متعدد وقابل للآخر.


سليم الأول


وأشار الدالي، إلى أنه رغم التسامح التي تشتهر به مصر مع الآخرين واستقبالها لكل دول العالم، إلا أنه لابد وأن نتوقف أمام بعض الأسماء لحكام استعمروا مصر وأذلوا أهلها في يوم من الأيام.


وأوضح أنه مع مرور الوقت وتغير الظروف لا يجوز القبول باستمرارها، خاصة أن السلطان سليم الأول قام بحل الجيش المصري، وأذاق المصريين الذل والهوان، و مع ذكرى مرور 500 عام على احتلال العثمانيين لمصر من حقنا أن نطالب بتغييرها.


السلطان سليم الأول العثماني


وتابع: "السلطان سليم الأول السلطان سليم الأول قاد جيشه وحارب مصر وهزم الجيش المصري والتي أدت إلى نتائج في غاية الخطورة لأنه حل الجيش المصري".


كما أنه ارتكب كوارث أخرى في حقها وحول مصر من إمبراطورية تضم الحجاز والشام واليمن إلى إمارة تابعة للدولة العثمانية في يناير 1517  ودمر استقلال الدولة، وحل الجيش المصري والذي لم يتمكن من استعادة تكوينه مرة ثانية إلا بعد 250 عام من حله، كما أنه أخذ معه بعض الحرفيين المتميزين المهرة من الحرفة وأرباب صناعات مختلفة إلى إسطنبول".


طومان باي


وأشار عضو لجنة التسميات إلى أن السلطان طومان باى هو أبرز من واجهوا حكم سليم الأول وقاوموه وهو الذي أنصف أهالي مصر، ما جعله يقوم بقتله وتركه 3 أيام معلقًا حتى بدأت الطيور الجانحة تنهش جثته، فكل الأحداث في عهده كانت مفزعة حتى للمصريين في ذلك الوقت، حسب قوله.


طومان باي


حقيقة قاتل المصريين


وعن توقيت إطلاق هذا الاسم، قال الدالي، إنه تم إطلاق هذا الاسم على الشارع في النصف الثاني من القرن الـ19 في عهد خلفاء محمد علي، وكان مرتبطا بإنشاء منطقة العباسية والزيتون، ولكن بعدما أصبحت مصر دولة مستقلة فأصبح من الواجب تعيير هذا الاسم وتوعية المواطنين بحقيقة هذا الرجل الذي قتل عشرات الآلاف حتى لم يحرمهم احتمائهم بالمساجد من قتلهم فأهالي الشارع حينها كانوا يتمنون موته وهم يدركون حجم المصيبة التي حلت على مصر.


تعبيرية


واستكمل: "علينا أن ندرك أنه ليست كل الأسماء للشوارع مستحقة خاصة إذا كان شخص أوقع كوارث وخطايا فى حق أهل مصر وشعبها".


علي بك الكبير


واقترح الدالي تغيير هذا المسمى ، إلى "على بك الكبير " مبررًا اختياره لهذا الاسم، بأنه أول مملوك مصري يثأر للجيش المصري والشعب من خلال عدة أمور تتمثل في إعادة استقلال مصر ولقب بـ"سلطان مصر وخاقان البحرين والبرين".. فهذا الرجل استطاع أن يهزم الجيش العثماني ويستعيد الدولة المصرية وكان لديه وعي بأن العثمانيين هم من أذلوا مصر لذلك استطاع العثمانيون التخلص منه بوضع السم له، فهو أول من استطاع أن يرد الصفعة للأتراك العثمانين ويستعيد الدولة المصرية.


علي بك الكبير


 وشدد على أن الذاكرة المصرية لابد أن تعلم أن هناك أحدًا يسمى "علي بك الكبير"، متسائلا: "ألا يستحق أن يكرم جنبا إلى جنب بشكل موازى مع شارع طومان باى".


المحافظات


وعن وجود أسماء شوارع أخرى تحتاج للتغيير وإعادة النظر فيها، قال "الدالي"، إن هناك شوارع أخرى لحكام عثمانيين ظلموا أهل مصر وجنوا على شعبها، مطالبًا المحافظات الأخرى باتباع نفس النهج ومراجعة أسماء شوارعها.


كرامة المصريين


وعن مدى ارتباط هذا التغيير بالخلافات السياسية التي تقع في الوقت الراهن بين مصر وتركيا، أكد أنه ينأى عن العمل السياسي، ولكنه كباحث متخصص في التاريخ العثماني فرض عليه وعلى زملائه قيادة مثل هذه التحركات بشكل علمي، وليس انتقاما من أحد.


السلطان قايتباي - رسمة تعبيرية


ولفت إلى أن الهدف الأساسي من حملته، هو رد كرامة المصريين من حكام أذلوا الشعب، وردًا لكرامة سلطان دافع عن مصر وأعاد لمصر استقلالها، منوهًا إلى أن الأمر لا علاقة له بالسياسة ولكن الهوية المصرية والكرامة تستدعى ذلك، فهل يقبل الأتراك أن يطلقوا على أحد شوارعهم اسم السلطان قايبتاي؟.

اقرأ أيضا:


إطلاق أسماء 10 من شهداء الشرطة على عدد من المدارس بالقاهرة


إنفوجرافيك.. شروط الرقص في مصر


"النيل مانشفش".. حقيقة ردم ترعة المحمودية بسبب انخفاض منسوب المياه