التوقيت الإثنين، 06 أكتوبر 2025
التوقيت 02:35 ص , بتوقيت القاهرة

القدس: 97 شهيدا وأكثر من 112 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى

الصلاة في المسجد الأقصى
الصلاة في المسجد الأقصى
وثقت محافظة القدس انتهاكات وجرائم الاحتلال ومستوطنيه على المحافظة خلال عامين من حرب الإبادة على قطاع غزة، والتي أظهرت تصاعدا خطيرا في سياسة العقاب الجماعي بحق سكان القدس ومقدساتها، حيث ارتقى 97 شهيدا من أبناء المحافظة منذ السابع من أكتوبر 2023، في مشهد يعكس استباحة الاحتلال للدم الفلسطيني دون رادع.
 
وأشارت المحافظة - في تقرير لها أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - إلى أن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثامين 49 شهيدا مقدسيا، في انتهاك صارخ لحرمة الموتى وللقانون الدولي الإنساني، الذي يجرّم احتجاز الجثامين ويدعو لاحترام الكرامة الإنسانية للضحايا.
 
ورصد التقرير 491 إصابة نتيجة لاستخدام قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المقدسيين، شملت إصابات بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح، وحالات اختناق بالغاز السام، إضافة إلى إصابات في صفوف العمال المقدسيين خلال ملاحقة الاحتلال لهم أثناء محاولتهم الوصول إلى أماكن عملهم.
 
وفي انتهاك صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم، اقتحم 122 ألفا و784 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك منذ السابع من أكتوبر 2023، بمساندة شرطة الاحتلال التي فرضت نظام "الفترتين الصباحية والمسائية"، في محاولة لفرض تقسيم زماني ومكاني للمسجد، وطمس هويته الإسلامية.
 
وأوضح التقرير أنه تم توثيق 2688 حالة اعتقال في مختلف أحياء وبلدات محافظة القدس منذ بدء العدوان، رافقتها قرارات قضائية مجحفة من محاكم الاحتلال، شملت 723 حكما بالسجن الفعلي ضد أسرى مقدسيين، و171 قرارا بالحبس المنزلي، و303 قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومناطق حيوية أخرى، و18 قرارا بمنع السفر.
 
كما تم تنفيذ 742 عملية هدم وتجريف في محافظة القدس، معظمها استهدفت منازل ومنشآت فلسطينية بحجة البناء دون ترخيص رغم أن سلطات الاحتلال نادرا ما تمنح تراخيص البناء للمقدسيين، ما يجعل من هذه الممارسات أداة تهويدية تهدف إلى تفريغ المدينة من سكانها الأصليين.
 
وأشار التقرير إلى أن احتجاز الجثامين يمثل انتهاكا جسيما لاتفاقيات جنيف، كما أن الاعتقالات الجماعية والأحكام التعسفية تُصنّف ضمن الاعتقال غير القانوني المحظور دوليا، وعمليات الهدم تُعد جريمة حرب بموجب المادة (53) من اتفاقية جنيف الرابعة، واقتحامات المسجد الأقصى تشكّل خرقا للوضع التاريخي القائم وتهديدًا مباشرًا للهوية الإسلامية للمكان.
 
وأكدت محافظة القدس أن هذا التقرير يأتي في ظل تصعيد إسرائيلي ممنهج ضد القدس وأهلها، في محاولة لفرض الأمر الواقع وطمس معالم الوجود الفلسطيني في المدينة، وسط صمت دولي مريب يشجع الاحتلال على المضي في انتهاكاته دون مساءلة.