التوقيت الأربعاء، 18 يونيو 2025
التوقيت 11:33 ص , بتوقيت القاهرة

صور| إبراهيم الرفاعي أسطورة الصاعقة التي احتفلت إسرائيل بموته

مع بدء معركة التحرير في السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، انطلق "إبراهيم الرفاعي" قائد الفرقة 39 قتال، لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو منها.


ومنذ العاشر من رمضان وحتى الثالث والعشرين منه استمرت عمليات الفرقة 39 الانتحارية ضد العدو الصهيوني حتى أصابته بقذيفة من مدفعية العدو، وعندم سماعهم خبر إصابة "الرفاعي" أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بإصابته، ولكن من هو إبراهيم الرفاعي الذي سبب الرعب للإسرائيل طيلة سنوات الاستنزاف وحرب أكتوبر.


من مواليد قرية الخلالة، مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931، تخرج "الرفاعي" من الكلية الحربية عام 1954 وانضم عقب التخرج الي سلاح المشاة وكان ضمن اول فرقة قوات صاعقة مصرية، ولفت نظر قادته في مراحل التدريب المتخلفة.


عين مدرسا في مدرسة الصاعقة، وعند وقوع العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد الباسلة، بعدها التحق بفرقة المظلات وبعدها انتقل لقيادة وحدات الصاعقة.


شارك في حرب اليمن كقائد كتيبة صاعقة، وصدر قرار بترقيته عام 1965 ترقية استثنائية تقديرا لأعمال البطولية التي قام بها في الميدان اليمني.


وقعت النكسة في الخامس من يونيه عام 1967، وبعد ما يزيد عن عام بدأت القوات المسلحة من التعافي من اثار الهزيمة، وفي أغسطس 1968 بدأت القيادة في تشكيل مجموعات من فرق الصاعقة اشبه بالفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، وامر مدير المخابرات الحربية اللواء محمد احمد صادق وقتها، بتوكيل مهمة قيادة احد هذه المجموعة الي "إبراهيم الرفاعي" ليقوم بتشكيل الفرقة "39" قتال.


كانت أولي عمليات الفرقة نسف قطار للعدو بالشيخ زويد، ونسف مخازن الذخيرة التي تركتها قوتنا عقب انسحابها في1967 وكان نجاح هذه العملية ضربا ً من الخيال بل كان نوعا ً من المستحيل ولكن الرفاعي ورجاله تمكنوا من الوصول إليها وتفجيرها حتى إن النيران ظلت مشتعلة في تلك المخازن ثلاثة أيام كاملة.


ومع الوقت كبرت الفرقة، وأثبتت جدارتها في العلميات النوعية التي تقوم بها، واختار "الرفاعي" شعار راس النمر للفرقة تمينا بشعار الشهيد احمد عبد العزيز في معارك 1948.


Group_39_fight(1) (1)


نشرت إسرائيل مجموعة صواريخ أرض أرض لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية، وكشفتها وحدات الاستطلاع المصرية، وطلب الفريق عبد المنعم رياض من الرفاعي، صواريخ منها لمعرفة مدها وتأثيرها على الافراد والمعدات.


فقام "الرفاعي" ومجموعة 39 قتال بعملية انتحارية وحصلوا على 3 صواريخ دفعة واحدة بل واسير "الملازم داني شمعون" واحدثت العملية دويا هائلا في الجيش الإسرائيلي مما اضطرهم الي عزل القائد المسئول عن الصواريخ وأطلقوا علي الرفاعي ورفاقه "فرقة الاشباح".


استشهاد الفريق عبد المنعم رياض جلع جمال عبد الناصر، يطلب برد فعل سريع تجاه العدو، حتى لا تتأثر معنويات الجيش بعد استشهاد قائده، فعبر الرفاعي القناة واحتل موقع المعدية 6 التي أطلق منها القذائف التي تسببت في استشهاد عبد المنعم رياض، وأباد كل من في الموقع وكان يبلغ عددهم 44 ضابطا وجنديا إسرائيليا، ورفع العلم علي حطام المعدية ليكون اول من رفع العلم علي ارضنا المحتلة بعد النكسة وبقي مرفوعا قرابة الثلاثة اشهر.


وبسبب خسائرها الفادحة في تلك العملية تقدمت إسرائيل باحتجاج إلى مجلس الأمن وتقول أن جنودها قتلوا بشكل وحشي.


يوم العاشر من رمضان 1973 انطلق "الرفاعي" ومجموعته في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير ابار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة من الاستفادة بها، وينجح في تدميرهم تماما.


السادات يقلد الرفاعي احد الناشين


استمرت عملياته ضد العدو، بمنطقتي شرم الشيخ وراس محمد، ونجح هو ومجموعته في الاغارة على مطار "الطور" وتدمير بعض الطائرات الرابضة به، مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالارتباك.


وفي 18 أكتوبر طلب الرئيس أنور السادات من إبراهيم الرفاعى أن يعبر القناة حتى يصل لمنطقة «الدفرسوار» التي وقعت فيها الثغرة ليدمر المعبر الذي أقامه العدو ليعبر منه إلى الغرب، وإلا فإن قوات العدو يمكن أن تتدفق عبر قناة السويس.


لم يخذل الرفاعي الرئيس السادات، واستطاع هو ومجموعته بالفعل تفجير المعبر ووقف الزحف الإسرائيلي إلى منطقة الدفرسوار واستطاع الرفاعي أن ينهي المذابح التي ارتكبها الإسرائيليون في هذه المنطقة لدرجة أن أرييل شارون، الذي كان قائد المجموعة الإسرائيلية، ادعى الإصابة، ليهرب من جحيم الرفاعي بطائرة هليكوبتر، ما دفع الجنرال، جونين، قائد الجبهة في ذلك الوقت إلى المطالبة بمحاكمته لفراره من المعركة


كان رجال المجموعة يخوضون قتالا مع مدرعات العدو الصهيوني وسقطت قنبلة من إحدى مدفعيات الإسرائيليين بالقرب من موقع البطل لتصيبه ويسقط جريحا، وبرغم ذلك رفض أن ينقذه رجاله، وطلب منهم أن يستمروا في المعركة، كان خبر إصابة البطل الجسور إبراهيم الرفاعي مفاجئا للقيادة المصرية، وعندما علم السادات طلب سرعة نقل البطل إلى القاهرة، لكنه استشهد في يوم الجمعة 23 رمضان.


ويروي أبو الحسن أحد قيادات الفرقة 39 قتال، لحظات استشهاد الرفاعي، قائلًا: «كان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة عندما رأى زملاؤنا حذاءه أبلغوا باللاسلكي أنه أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتى إنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا به لمستشفى الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال: أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 23 رمضان وكان صائماً فقد كان رحمه الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميتا يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك.