س&ج| لماذا تكون ألوان ذكور الطيور أكثر جاذبية من الإناث؟


عندما يختلف الذكر والأنثى، من نفس النوع، في بعض المظاهر الخارجية، فإن هذا يعرف بمثنوية أو ازدواجية الشكل الجنسية sexual dimorphism، كما في ذكور معظم الطيور التي تكون ذات ألوان جذابة ولامعة أكثر من أنثاها، ويعتقد كثير من علماء الطيور أن الغرض الرئيسي من مظهر الذكر هو إرسال رسالة تحذيرية مرئية إلى كل أعدائه، عندما تتفرغ الإناث لرعاية البيض أو الصغار داخل العش.
كما يساعد اللون المميز للأفراد على التعرف على بعضهم البعض، واستخدامها كذلك في الصراعات التي تدور بينهم في موسم التزاوج أو على الموارد ومناطق النفوذ.
وترى "ميشيل بول"، من جمعية أودوبون الوطنية، أن اللون الباهت للأنثى يساعد على تخفيها عن عيون الحيوانات والطيور المفترسة الأخرى، فلا تلفت الأنظار إليها أو إلى عشها.
وتلعب ألوان الذكر دورا مهما عند اختيار الأنثى له لإتمام التزاوج، فقد أظهرت بعض الدراسات أن الإناث تنظر إلى ألوان الذكور الزاهية باعتبارها مؤشرا على صحة الذكر وحيويته، فزهو الألوان وسطوعها يأتي من أصباغ الكاروتين (الكاروتينويدات) carotenoids، وهي المادة الكيميائية التي يتم الحصول عليها من الغذاء والحبوب عالية الجودة، وتسبب الألوان الزاهية على ريش الطيور وسيقانها ومناقيرها، والذي يدل على زيادة هرمون الذكورة "التستوستيرون" في الذكر.
وهرمون التستوستيرون هو المسؤول عن القوة العضلية للذكر ونقاء وكثرة تغريده، وهذا يعني أن تلك الذكور قادرة على توفير الغذاء الجيد والحماية للإناث وفراخها الصغيرة.
ويري العلماء تأكيدا من الطيور أنفسها علي أهمية اللون في الدفاع عن أعشاشها وصغارها، ففي طيور مثل السمان والطيطوي، تكون مهمة الذكر هي احتضان البيض ورعايته، بينما تتولي الإناث مهمة الحماية، لذلك فإن الإناث في تلك الأنواع تكون أكثر ألوانا من الذكور.
وقد أدرك الباحثون، حديثا، أن الطيور ترى نطاقا من الألوان أوسع بكثير مما يراه البشر، فالطيور لديها 4 مخاريط للألوان في عيونها، مقارنة بـ3 مخاريط للألوان لدى البشر، ويسمح ذلك للطيور برؤية جزء من الطيف اللوني للأشعة فوق البنفسجية، وقد كشف العلماء أن كثيرا من الطيور التي تبدو لنا أحادية اللون هي في الأصل ذات ألوان لا تستطيع رؤيتها سوى نوع أنثاها.