التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 01:54 ص , بتوقيت القاهرة

س&ج| هل تميز الحيوانات الألوان مثل البشر؟

تشير التجارب العملية التي أجريت للتحقق من تمييز الحيوانات للألوان المختلفة، إلى أن معظم الثدييات لديها قدرة قاصرة على تمييز الألوان، وأنها عادة ما تكون مصابة بعمى الألوان، فلا تستطيع تمييز اللونين الأحمر والأخضر على سبيل المثال.



من تلك الثدييات، الكلاب والقطط ومعظم حيوانات الحقل المستأنسة، التي غالبا ما تقتصر رؤيتها على الألوان الرمادية، وبعضا من درجات الأزرق والأصفر، بينما لدى قردة النسناس والقردة العليا رؤية للألوان تشبه ما لدى البشر، فلديها كما البشر 3 أنواع من المخاريط Cones في أعينها، وهي مستقبلات اللون في العينين، والتي تستطيع رؤية الألوان الثلاثة Trichromats، الأحمر والأخضر والأزرق، وتستطيع العديد من الثدييات الأخرى رؤية لونين فقط Dichromats، حيث تكون مصابة بفقدان المخاريط الخاصة بأحد الألوان، بينما تكون الحيوانات الليلية إما فاقدة تماما أو ذات قدرة ضعيفة للغاية على تمييز الألوان.



في نفس الوقت فإن لدى العديد من الطيور والأسماك والزواحف والبرمائيات، وكذلك بعض اللافقاريات، أكثر من الأنواع الثلاثة من تلك المخاريط، ما يعني أنها تستطيع تمييز المزيد من الألوان أكثر من البشر، وتعد أكثر أنظمة رؤية الألوان تعقيدا هي ما توجد لدى القشريات، مثل السرعوف الروبيان mantis shrimp، والذي يعتقد أن له 12 نوعا مختلفا من المستقبلات التي تستطيع تمييز الألوان أفضل كثيرا من بني البشر.



كما يمكن للنحل والفراشات رؤية الألوان التي لا يستطيع البشر تمييزها، حيث يمتد مدى رؤيتها إلى طيف الآشعة فوق البنفسجية، ويساعدها ذلك على الانجذاب إلى ألوان الزهور، التي تنتمي غالبا إلى ذلك النمط من الألوان، وتلقيحها، ويرى الباحثون أن الرؤية الجيدة للألوان تساعد الحيوانات في العثور على طعامها على الأرض وفي الماء، حيث يمكن للحيوانات البرية تمييز الثمار الناضجة عن غيرها، إلى جانب انجذابها إلى شريكها المناسب في موسم التزاوج، وكذلك تحديد أعدائها بدقة.